صحيفة عبرية: “أخبر أصدقاءك.. سنبيدكم”: لماذا أصبح لزاماً على إسرائيل “العد إلى المئة” قبل ضرب إيران؟

حجم الخط
0

حين نقدر رداً إسرائيلياً على إيران نأمل من “كابنيت الحرب” أو من الحكومة أن يكون للرد إنجاز يبرر الأثمان التي سندفعها على المستوى الدولي حيال الولايات المتحدة والتحالف الغربي والإقليمي الذي دشن لتوه بناره الأولى وبالمقدرات الأمنية والنفسية التي سيطالبوننا بها.
ضربة النار الإيرانية التي استهدفت إلحاق ضرر استراتيجي بقدرة الجيش الإسرائيلي الجوية والاستخبارية، تشهد على أن نظام آية الله مقتنع بأن إسرائيل ضعفت عسكرياً ومدنياً، وإيران تعززت عسكرياً بقدر يجعلها قادرة على دخول مواجهة مباشرة من أراضيها مع إسرائيل. هذا هو معنى خرق ميزان الردع بين إيران وإسرائيل في الوقت الحالي، وجدير بالذكر في هذا الشأن أن نظام آية الله وإن كان متزمتاً – إسلاموياً في جوهره، لكنه عقلاني جداً ومتفكر في اعتباراته. وعليه، فإن إسرائيل ملزمة بترميم الردع الذي فقدته لتثبت لخامنئي ورجاله بأنهم مخطئون.
إن الفشل المدوي للهجوم الإيراني ساهم في هذا الاتجاه، لكنه ليس كافياً؛ فإسرائيل ملزمة أن تثبت في وعي قادة النظام الإيراني بأن المس بها سواء منها أومن وكلائها سيكلف ثمناً باهظاً من طهران. وعليه، يجدر بنا ألا نتسرع. كي يكون ممكناً مفاجأة آية الله. كما أنه لن يضر أن يتعرقوا ويكونوا في حالة قلق ويقف المواطنون بطوابير طويلة أمام محطات الوقود ويسألوا أنفسهم إذا كانت المساعدة للفلسطينيين تبرر معاناتهم.
وثمة سبب آخر لعدم التسرع، وهو اختيار الهدف. فإسرائيل لا تريد أن تتسبب بحرب إقليمية. إدارة بايدن، وزعماء دول أوروبا والدول التي لنا علاقات معها في المنطقة يطالبوننا بعدم الرد. وإذا رددنا، فعلى نحو لا يجرهم إلى حرب مع إيران ووكلائها. إن التحالف الذي نشأ وتكون بسبب الضربة الإيرانية يعد ذخراً، ولإسرائيل مصلحة استراتيجية أولى في سموها، لذا علينا أن نراعي ما يقوله بايدن ورجاله، بل وما هو مطلوب كي يتعزز التحالف الذي وقف إلى جانبنا في تلك الليلة.
الهدف الذي تختاره إسرائيل للرد وطريقة العمل يجب أن يحافظ فيهما على دعم التحالف الإقليمي والغربي بقيادة الولايات المتحدة، ويسمحا لإسرائيل بمواصلة إدارة المعارك في غزة والشمال وأساساً إعادة المخطوفين، بدون تأخيرات زائدة.
هناك أربع إمكانيات: الأولى “ضربة موضعية”، بمعنى قصف منشآت إيرانية استراتيجية. في إيران عشرات المشاريع ومراكز بحوث كهذه في المدن الكبرى، أي ضربة قوية قد يكون لها أثر مرغوب فيه، لكن قد يلحق ضرراً جانبياً وقتلاً للمدنيين يحول العطف والدعم السياسي الذي تتمتع به إسرائيل الآن من واشنطن وحلفائها إلى عداء؛ لأن ذلك قد يشعل حرباً إقليمية.

وثمة قناة عمل أخرى، وهي من خلال السايبر، بإلحاق شلل واسع لبنى تحتية للمواصلات والطيران والكهرباء وضربة جزئية لإمكانية إنتاج الطاقة، كل هذه هي في متناول يد السايبر الإسرائيلي الهجومي.
القناتان الثالثة والرابعة سريتان، وإذا ما نفذت عملية من خلالهما فسيكون الموساد المسؤول عنهما، مع أو بدون أخذ المسؤولية وأساساً تصفية مسؤولين كبار في إيران، كانوا مشاركين في إصدار الأوامر وتنفيذ الهجوم على إسرائيل.
على أي حال، أسرة الاستخبارات وأساساً الموساد، يعرفون جيداً نقاط ضعف إيران، وهي كثيرة، لكن ينبغي الحذر من إصابة نقاط الضعف تلك التي قد تدفع إيران لإشعال حرب إقليمية. بمعنى أن الضربة يجب أن تؤلم وتنزع قدرات من إيران، دون أن تشعل حرباً واسعة. وهناك إنجاز آخر ينبغي أن يكون، وهو تهديد بأن ضربة الرد الإسرائيلية تشكل تهديداً على بقاء النظام ومكانته.
عندما انتهيت من كتابة هذا المقال، تلقيت مكالمة من رقم مجهول. عندما استجبت، سمعت صوتاً بدا مشوهاً وبلكنة عربية، قال: “اسمعني جيداً، إذا قمتم بعمل غبي، سنبيدكم. اسمعني جيداً سنبيدكم”. وأضاف: “قل لأصدقائك لا ترتكبوا حماقة”. وهذا دليل على سبب آخر: لماذا نحن غير ملزمين بالتسرع في الهجوم. فلنترك الإيرانيين يتعرقون.
رون بن يشاي
يديعوت أحرونوت 16/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية