شكوى لرئيس الوزراء الجزائري في البرلمان تطالبه باتخاذ إجراءات ضد رئيسة الهلال الأحمر بعد تصريحاتها حول التبرع لفلسطين

حجم الخط
0

الجزائر -«القدس العربي»: أخذت قضية رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي، أبعاداً سياسية غير متوقعة بعد توجيه حركة مجتمع السلم، وهي أكبر حزب إسلامي في البرلمان، سؤالاً لرئيس الوزراء تطالبه فيه باتخاذ إجراءات ضد هذه المسؤولة. يأتي ذلك إثر منشور لحملاوي على مواقع التواصل، تشكك فيه في عملية جمع التبرعات لفلسطين وتتحدث عن تعاملات لأصحاب هذه الحملات مع “المرتزقة” و”سماسرة الحرب”.
وفي نص السؤال الشفوي الذي وجهه إلى رئيس الوزراء النذير العرباوي، يبدي رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، أحمد صادوق، تذمراً كبيراً من تصريح حملاوي. وقال إن ما صدر عنها هو “تصريحات لا مسؤولة واتهامات نعتت فيها “بالمرتزقة وسماسرة الحرب”، هيئات وجمعيات وطنية جزائرية قائمة على إيصال المساعدات ترعاها الدولة بالتنسيق مع جهات فلسطينية رسمية، تدعم أهلنا في غزة منذ الأيام الأولى للعدوان على القطاع وحتى اللحظة”.
وأوضح النائب أن هذه الجمعيات التي تقوم بالمساعدة، شاهد الجزائريون جميعاً أثرها الخيري المشرف للدولة وللشعب الجزائري من خلال ما تقدمه مؤسسة التلفزيون العمومي الجزائري من تقارير مصورة. وأشار إلى أن “هكذا تصريحات واتهامات لا مسؤولة تسيء للجزائر، ومن شأنها أن تزعزع الإجماع الوطني في دعم القضية الفلسطينية، وتشكك في الموقف الرسمي الداعم للمقاومة، والذي عبر عنه وأكده السيد رئيس الجمهورية في كثير من المحطات”.
واعتبر صادوق أن ما صدر عن حملاوي يدعو للأسف، كونه “يعدّ فرصة سانحة للاستغلال الخارجي من جهات عديدة تتربص بالجزائر نظير مواقفها المشرفة اتجاه القضية الفلسطينية”. وطلب بناءً على ذلك من الوزير الأول، الكشف عن “الإجراءات المتخذة لوقف هكذا تصريحات لامسؤولة تمس بهيبة الدولة ومؤسساتها وتضع الجزائر محل شكوك ومساءلة”.

ويأتي هذا السؤل الشفوي بعد ضجّة واسعة أحدثها منشور رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، وهي شخصية مثيرة للجدل إعلامياً حتى قبل أن تتولى قيادة هذه الهيئة الإغاثية. وكتبت حملاوي: “الهلال الأحمر الجزائري Algerian Red Crescent هيئة إغاثية إنسانية تنتمي إلى الحركة الدولية الإنسانية وتتعامل مع الهيئات الإنسانية الأخت والدول ولا نتعامل مع المرتزقة وسماسرة الحرب”. وأردفت: “كما أن كل المساعدات التي جمعناها كانت عينية، ولم نفتح مجالاً لجمع الأموال. والحمد لله اليوم وصلت كمية المساعدات المرسلة إلى القطاع منذ بداية العدوان حوالي 420 طناً تم نقلها من طرف القوات الجوية واستقبالها من طرف الهلال الأحمر الفلسطيني”.
ولم تظهر مناسبة واضحة، كانت سبباً في هذا التدخل من رئيسة الهلال الأحمر، ما فتح الباب واسعاً للتأويلات حول من تقصدهم بكلامها. وتركزت معظم التعليقات من نشطاء وسياسيين، حول نشاط جمعية البركة التي تعد أبرز العاملين في حقل جمع التبرعات لفلسطين، وقامت بحملة مؤخراً لإقناع الجزائريين بدفع زكاة الفطر لصالح أهل غزة. واعتبر كثيرون أن تعليق حملاوي في هذا التوقيت غير مناسب تماماً، خاصة أن هذه الجمعية تعمل في إطار اعتماد رسمي، ما يعني أن الطعن فيما تقوم به يمثل إحراجاً للسلطات الجزائرية نفسها.
ويقود جمعية البركة الشيخ أحمد براهيمي الذي له حضور بارز على مواقع التواصل. وتعرف هذه الجمعية بنشاطها على الأرض في غزة، وهي تقوم بجهود منذ سنوات لإيواء النازحين وتوزيع الطعام وإعالة الأسر. وبعد العدوان، أطلقت الجمعية حملة “الوعد المفعول” التي ساهمت في فتح المآوي في غزة وتزويدها بالأكل والشرب والأغطية والأدوية، وتعرض مقرها للقصف الصهيوني. كما أطلقت مبادرة لإسناد المرأة والطفل في غزة، تتضمن برنامج للتكفل وإعالة المحتاجين الذين تضرروا جراء العدوان. وشارك في هذه المبادرة عدة مؤثرين وشخصيات عامة جزائرية، بينهم الوزيرة السابقة سليمة سواكري.
وفي سياق دعم فلسطين، تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون باستمرار دعم فلسطين حتى تنال العضوية الكاملة وتتحصل على استقلالها التام. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الذي زار الجزائر في اليومين الأخيرين، إن الرئيس تبون الذي استقبله في قصر المرادية أخبره بمواصلة الدعم. وأعرب المسؤول الفلسطيني عن أمله في تسهيل عمليات الإغاثة حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل أكبر وأسرع، وذلك من أجل تخفيف وطأة الوضع غير الإنساني الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني وبقائهم في وطنهم. كما نوّه بدعم الجزائر لجهود الإغاثة في قطاع غزة الذي يعاني من حرب شعواء يشنها العدو الصهيوني، وفق ما أدلى به من تصريح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية