واشنطن بوست: قادة دول أجنبية تدفقوا في الآونة الأخيرة على مقر إقامة ترامب في فلوريدا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده كل من جوش داوسي وماريان ليفين ومايكل بيرنباوم قالوا فيه إن قادة دول أجنبية تدفقوا في الآونة الأخيرة على مقر إقامة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مار- إي- لاغو بفلوريدا في محاولة للتأثير عليه وقد بات المرشح الرئيسي للحزب الجمهوري.

وقامت إحدى دول الشرق الأوسط بإعداد قائمة تضم 50 شخصا تعتقد أنهم قريبون من ترامب – والعشرة الذين تعتقد أنهم سيكونون في “دائرته الحميمة”، وفقا لشخص مطلع على القائمة. وقال المصدر إنها تدرس عن كثب عمل مؤسسات الفكر والرأي المحافظة – وخاصة مشروع مؤسسة التراث 2025 – لفهم من قد يصل إلى السلطة في إدارة ترامب الجديدة، ومعرفة كيفية الوصول إلى هؤلاء الأشخاص. وتوددت الدولة إلى شركات الضغط التي لديها حلفاء لترامب.

ومن بين الذين قاموا بالحج إلى مار- إي- لاغو هو رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في شهر آذار/ مارس ، حيث جادل أمام دونالد ترامب بأن روسيا سوف تسحق أوكرانيا وتفوز في حربها في نهاية المطاف ــ وأن الولايات المتحدة ينبغي لها أن تتقبل هذه الحقيقة. ثم أمضى الاثنان ساعات في قاعة الرقص للاستماع إلى فرقة موسيقية تعزف أغاني رولينغ ستونز.

وبعد عدة أسابيع، قدم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خطابا مختلفا تماما عن ترامب. وأثناء تناول شرائح اللحم في مار- إي- لاغو، حذر ترامب من أنه بحاجة إلى مواصلة تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا لأن روسيا لن تتوقف حتى تسيطر على البلاد بأكملها. وعلى العشاء داخل برج ترامب الأسبوع الماضي، أثار الرئيس البولندي أندريه دودا الحرب في أوكرانيا وشجع ترامب على الاستمرار في تمويل الأوكرانيين إذا تم انتخابه رئيسا. وأخبره ترامب أن أوروبا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة أوكرانيا، وهي رسالة شاركها الرئيس السابق على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي.

وبينما يسعى للعودة إلى البيت الأبيض، يتحدث ترامب بانتظام مع مسؤولين أجانب يتطلعون إلى التأثير على تفكيره بشأن مجموعة من القضايا. محور العديد من المناقشات هو مستقبل الحرب في أوكرانيا. كما تطرقت الاجتماعات إلى موضوعات أخرى، من مستقبل الناتو إلى التعريفات الجمركية.

وشكك العديد من مسؤولي الدول الأجنبية بعد الهجوم على مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير 2021 الذي قام به قبل حشد من الغوغاء المؤيدين لترامب وتصاعد التهم الجنائية ضده، في أن يكون هو المرشح الجمهوري مرة أخرى، وفقا لسبعة سفراء أوروبيين شاركوا في المناقشات. ولكن بعد أن نجح ترامب في تأمين مكانه كحامل لواء الحزب الجمهوري مرة أخرى، عبر هؤلاء عن استعداد للاستماع إليه وإسماعه آراءهم للتأثير على توجهاته ومعرفة المزيد عن تفكيره. وتبادل البعض ملاحظات حول من له تأثير على ترامب وما هي الحجج التي قد تنجح، وتواصل السفراء مع مستشاري ترامب وأصدقائه وأعضاء نادي مار- إي- لاغو. لكن من غير الواضح ما إذا كان لهذه المحادثات تأثير على الرئيس السابق المندفع في اتخاذ قراراته.

بعد أن نجح ترامب في تأمين مكانه كحامل لواء الحزب الجمهوري مرة أخرى، عبر العديد من القادة عن استعداد للاستماع إليه وإسماعه آراءهم للتأثير على توجهاته

فكرئيس، غالبا ما كان ترامب يصدم الحلفاء بقراراته، ولم يكن لديه فهم دقيق للشؤون الخارجية، وفقا لأحد السفراء الأوروبيين الذين تفاعلوا معه، ويعتقد العديد من القادة أنه يحكم بدافع النرجسية والانتقام. لكن كان من الأسهل الوصول إلى الدائرة الداخلية لترامب مقارنة بإدارة بايدن، وكان يتم اتخاذ القرارات في بعض الأحيان بشكل أسرع، ولم يكن ترامب ملتزما بكل سياسة حكومية أمريكية طويلة الأمد، والتي يمكن أن تكون منعشة، على حد قول هذا الشخص.

ومن بين زعماء العالم الذين تحدث معهم ترامب رؤساء دول يمينيون ومسؤولون آخرون أثاروا انتقادات دولية بسبب أساليب الحكم القمعية.

وتتكشف المحادثات وسط حربين في أوكرانيا وغزة وضربات عسكرية متبادلة من إسرائيل وإيران. وقال مشرعون وخبراء في السياسة الخارجية إن الاجتماعات لم تكن غير عادية ولكنها مميزة بين كاميرون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق والزعيم السابق لحزب المحافظين، وأوربان، الذي لديه ميول استبدادية ومؤيدة لروسيا، واشتبك مع بعض الزعماء الأوروبيين الآخرين وأعرب عن دعمه لحملة ترامب.

وكتب أوربان على موقع التواصل الاجتماعي إكس بعد لقائه مع ترامب: “نحن بحاجة إلى قادة في العالم يتمتعون بالاحترام ويمكنهم إحلال السلام. هو واحد منهم. عد وحقق لنا السلام، سيدي الرئيس”.

وقال مكتب أوربان في بيان عندما سئل عن اجتماع ترامب: “فيكتور أوربان والحكومة المجرية لا يتخذان قرارات لصالح روسيا أو أوكرانيا، ولكن فقط لصالح المجر والشعب المجري”.

وقال ترامب سرا إنه يمكن أن ينهي حرب روسيا في أوكرانيا من خلال الضغط على أوكرانيا للتخلي عن بعض الأراضي، وفقا لأشخاص مطلعين على الخطة. ومن شأن هذا الاقتراح أن يبتعد بشكل كبير عن موقف بايدن المؤيد لأوكرانيا.

قال ترامب سرا إنه يمكن أن ينهي حرب روسيا في أوكرانيا من خلال الضغط على أوكرانيا للتخلي عن بعض الأراضي

وطرح كاميرون وجهة النظر الأوروبية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستغل أي تراجع عن أوكرانيا كإظهار للضعف وهي خطوة ينظر إليها البعض على أنها محاولة لتغيير وجهة نظر ترامب. واقترح ترامب في الاجتماع أن روسيا قد تقبل بجزء من البلاد، وهي فكرة عارضها كاميرون.

وقال مستشارو ترامب إنه في حين سعت مجموعة من الدول إلى تحسين العلاقة مع ترامب، فإن القليل منها بذل جهدا أكبر من المسؤولين البريطانيين.

وقام دبلوماسي بريطاني بزيارة مار-إي- لاغو مرارا، وحضر حفل فوز ترامب يوم الثلاثاء الكبير، وتناول العشاء مع ترامب على انفراد، والتقى بكبار الجمهوريين، وأرسل رسائل نصية إلى مستشاريه، وحضر فعاليات حملة ترامب، وفقا لخمسة أشخاص مطلعين على الاجتماعات. وامتنعت السفارة البريطانية في واشنطن عن التعليق على اجتماعاتها. والتقى السفير البريطاني أيضا بترامب، إلى جانب السياسي البريطاني السابق نايجل فاراج، أحد أنصار حركة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورئيسة وزراء المملكة المتحدة السابقة ليز تراس.

ويبدو أن ترامب يستمتع بالاجتماعات مع الشخصيات الأجنبية، خاصة إذا كانوا في مار- إي-لاغو، وغالبا ما يكون فريقه سعيدا بلقاء القادة الذين يتحدثون أيضا إلى البيت الأبيض والمشرعين في الكونغرس، وفقا للمستشارين. وقال شخص مقرب منه إن فريق ترامب معجب بقائمة لقاءاته مع زعماء العالم مع بدء محاكمته الجنائية في نيويورك، إذ تظهر فيها صورة شخصية سياسية بارزة بدلا من صورة متهم جنائي.

والتقى الرئيس السابق يوم الثلاثاء في برج ترامب برئيس الوزراء الياباني السابق تارو آسو. كما طلب حزب المعارضة الياباني عقد اجتماع معه. وقام المسؤولون التايوانيون، الذين يشعرون بالقلق إزاء الصين، بتنظيم اجتماعات مع أشخاص مقربين من ترامب. خلال مؤتمر العمل السياسي السنوي للمحافظين في شباط/ فبراير، تحدث ترامب خلف الكواليس مع أعضاء إسبان من حزب فوكس اليميني المتطرف.

وقال آرون ديفيد ميلر، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والدبلوماسي السابق: “إنه يجتمع مع أشخاص يشعر بالارتياح معهم”.

وعادة ما ترافق ترامب مستشارته العليا سوزي وايلز وكاتب الخطابات فينس هالي في المحادثات، وفقا لأشخاص مطلعين على الاجتماعات. وتوقع أحد المستشارين أن تتزايد الاجتماعات مع الزعماء الأجانب، حيث يتلقى فريقه المزيد من الطلبات.

في المحادثات، غالبا ما ينجذب ترامب إلى السياسة الداخلية، وتحدث عن سياسات الإجهاض مع بعض القادة وأثار كيفية تأمين الحدود مع دودا وأوربان، اللذين قاما أيضا بحملات على منصات مناهضة للهجرة، وفقا لأشخاص مطلعين على الاجتماعات. وقال الناس إن المحادثات غالبا ما تتنقل بين المواضيع وتركز أحيانا على لعبة الغولف.

وقال دبلوماسيون أجانب يعملون في واشنطن إنهم غير متأكدين مما إذا كان من الممكن أن يتأثر ترامب بمحادثاتهم. لكن أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين أشار إلى أنه على الرغم من أن رسالة ترامب العامة بعد اجتماعه مع دودا بدت بشكل عام متشككة في الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا، إلا أنه قال إن بقاء البلاد “مهم أيضا بالنسبة لنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية