جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب مؤيدين لفلسطين بعد فشل المحادثات- (تغريدة وفيديوهات)

حجم الخط
0

نيويورك: أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق اليوم الاثنين فشل المحادثات مع محتجين مؤيدين للفلسطينيين لإزالة خيام نصبوها في حرم الجامعة، وحثتهم على إنهاء احتجاجهم طوعا وإلا سيُفصلون من الجامعة.

وقالت نعمت إن المحادثات التي استمرت أياما بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في كسر الجمود فيما يتعلق بالخيام التي نصبها المحتجون على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأضافت نعمت في بيان أن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها في الأصول التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وهو مطلب رئيسي للمحتجين، لكنها عرضت الاستثمار في الصحة والتعليم في غزة وتحسين الشفافية بخصوص الممتلكات الاستثمارية المباشرة التابعة للجامعة.

ويرفض المتظاهرون إنهاء احتجاجهم قبل تلبية ثلاثة مطالب، سحب الاستثمارات والشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية للجامعة والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب دورهم في الاحتجاجات.

ولم يتسن حتى الآن الاتصال بمنظمي الاعتصام من الطلاب للتعليق على بيان نعمت، وقال متحدث باسم الجامعة إن الإدارة لن تصدر تعليقا آخر.

وانتقد عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومراقبين من خارج الجامعة نعمت بسبب استدعائها شرطة نيويورك لإنهاء الاعتصام، وهو ما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 شخص.

وتسببت الجهود المبذولة لفض الاعتصام، الذي أقامه الطلاب مجددا في غضون أيام من تحرك الشرطة في 18 أبريل نيسان، في تنظيم عشرات الاحتجاجات المماثلة في جامعات من كاليفورنيا إلى بوسطن.

وفي الأسبوع الماضي، لم تتخذ الجامعة أي إجراء بعد انقضاء مهلة أعطتها للمتظاهرين لإزالة الخيام دون التوصل لاتفاق. وأشارت الجامعة حينها إلى إحراز تقدم في المحادثات.

ونشر المحتجون نسخة من رسالة التحذير التي وصلتهم من الجامعة صباح اليوم الاثنين عبر الإنترنت.

وجاء في الرسالة، التي أرسلتها الجامعة إلى جانب البيان، أن الطلاب الذين سيرفضون مغادرة الخيام بحلول الساعة 1800 بتوقيت غرينتش والتوقيع على نموذج يقر بمشاركتهم في الاحتجاج سيفصلون ولن يكون بمقدورهم إكمال الفصل الدراسي في وضع جيد.

وجاء في الرسالة، التي أكد متحدث باسم الجامعة أنها حقيقية، أن الطلاب الذين وقعوا على النموذج وغادروا المنطقة اليوم الاثنين سيظلون تحت “المراقبة التأديبية” حتى يونيو حزيران 2025 أو لحين تخرجهم، أيهما أقرب.

واستمرت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأمريكية بكل قوة مطلع الأسبوع، مع تزايد عمليات الاعتقال في أنحاء البلاد وحدوث مناوشات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل ومؤيدين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا أمس الأحد.

وتنتقد جماعات حقوقية عنف الشرطة في الحُرم الجامعية مثل جامعة إيموري في أتلانتا وجامعة تكساس في أوستن، حيث تحركت قوات الشرطة ضد المتظاهرين الأسبوع الماضي واحتجزت العشرات قبل إسقاط التهم الموجهة إليهم لعدم وجود أدلة.

وفي وقت سابق أعلنت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك، فشل المفاوضات مع الطلاب المعتصمين في حرم الجامعة دعمًا لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أشهر، وأنه لن يتم سحب الاستثمارات الإسرائيلية.
وقالت شفيق في رسالة لطلاب وأساتذة الجامعة المعتصمين، نشرت عبر الموقع الرسمي للجامعة، إن “حقوق مجموعة في التعبير عن آرائها لا تأتي على حساب حق مجموعة أخرى في التحدث والتدريس والتعلم”.
وأضافت: “تجبرنا قيمنا وواجباتنا بموجب قوانين الحقوق المدنية، على إدانة الكراهية وحماية كل فرد في مجتمعنا من المضايقة والتمييز”، مضيفةً أن “اللغة والأفعال المعادية للسامية غير مقبولة، والدعوات إلى العنف هي ببساطة بغيضة”، وفق ادعائها.
وفي رسالتها، بالغت شفيق في التودد والتعبير عن التعاطف مع الأفراد اليهود في مجتمع الجامعة من مدرّسين وطلاب، والذين بحسب قولها تأذوا من هذه الاعتصامات، سواء على صعيد إعاقة حقهم في التعلّم أو حرمانهم من الراحة بسبب الحراك “الصاخب”، وفق تعبيرها.
وتابعت: “منذ يوم الأربعاء، أجرت مجموعة صغيرة من الأكاديميين حوارا بناء مع الطلاب المنظمين للاعتصام للتوصل لتفكيك المخيم مع الالتزام بسياسات الجامعة في المستقبل”.
وحسب شفيق: رغم أن “الجانبين طرحا عروضا قوية ومدروسة وعملا بحسن نية للوصول إلى أرضية مشتركة، إلا أننا، للأسف، لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق”.
وذكرت أنه “في حين أن الجامعة لن تقوم بسحب استثماراتها من إسرائيل، فقد عرضت وضع جدول زمني سريع لمراجعة المقترحات الجديدة المقدمة من الطلاب من قبل اللجنة الاستشارية للاستثمار المسؤول اجتماعيا، وهي الهيئة التي تنظر في مسائل سحب الاستثمارات”.
وأضافت أن “الجامعة عرضت أيضًا نشر عملية للطلاب للوصول إلى قائمة ممتلكات الاستثمار المباشر في كولومبيا، وزيادة وتيرة التحديثات الخاصة بها”.
وقالت شفيق إن “الجامعة عرضت القيام باستثمارات في مجالي الصحة والتعليم في غزة، بما في ذلك دعم تنمية الطفولة المبكرة ودعم العلماء النازحين”.
وأردفت: “قد تستمر الاحتجاجات في الحرم الجامعي عن طريق تقديم طلب مع إشعار مدته يومين في المواقع المعتمدة، بما يتوافق مع سياسات العرض المؤقتة الخاصة بنا، بعد أيام القراءة والامتحانات وبدء الدراسة، ليس لدينا أي نية لقمع التعبير أو الحق في الاحتجاج السلمي”، وفق قولها.
وختمت رسالتها بالقول: “نحث المعتصمين في المخيم على التفرق طوعا، ونحن نتشاور مع مجموعة أوسع في مجتمع الجامعة لإيجاد خيارات بديلة لإنهاء الأزمة في أقرب وقت ممكن”.

والسبت الماضي، شهدت جامعة كولومبيا التي انطلقت منها شرارة الاحتجاجات الطلابية، انطلاق مفاوضات بين الطلاب وإدارة الجامعة بشأن المظاهرات المقامة داخل الحرم الجامعي.
وفي 18 أبريل/ نيسان الجاري، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات بمختلف ربوع الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا شهدت جميعها مظاهرات داعمة لتلك التي عرفتها الجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.

(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية