رائحة غير طيبة تفوح من مطبخ الدراما المغربية بعد اتهام سيناريست لفنانين بسرقة فيلمه التلفزيوني

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط – «القدس العربي» : فاحت رائحة غير طيبة من مطبخ الدراما المغربية، بعد الاتهامات التي اطلقها السيناريست الشهير حسن مجاهد في حق فنانين، يؤكد فيها سرقة فيلم كتبه لفائدة التلفزيون المغربي ويبث حاليا على قناة «5 MBC».
الاتهامات تضمنتها منشورات عممها السيناريست مجاهد على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وأكد فيها سرقة مسلسل «قتنة» الذي كان قد قدمه للتلفزيون المغربي.
وفي اتصال هاتفي لـ «القدس العربي» قال السيناريست حسن مجاهد، «لقد تمت سرقة فيلمي التلفزيوني (فتنة)، الذي كتبته سنة 2002، وهو في محفظ في المكتبة الوطنية، وتحول هذا السيناريو الى مسلسل (جروح) تم بثه على قناة MBC 5 منصة (شاهد)».
وأضاف حسن مجاهد في تصريحه قائلا «سبق لي ان قدمت هذا السيناريو الى القناة الثانية المغربية حيث طلب مني اجراء بعض التعديلات على الشخصية الرئيسية (فتنة) حتى تكون حسب رأي اللجنة اكثر واقعية.» ويستطرد قائلا «رغم التعديلات التي اجريت على هذا السيناريو لم يتم قبوله» .
وتابع «بعد ذلك، قدمت السيناريو نفسه (فتنة)، الذي أصبح يحمل (الحرباء) كعنوان إلى القناة الاولى المغربية، وصادقت عليه اللجنة وبدأنا في التحضير لتصويره تحت إدارة المخرج عبد الواحد مجاهد، والإنتاج لشركة دعاء».
ولكن مع الاسف الشديد، يوضح مجاهد، «جاءنا مصطفى الخلفي، وزير الاتصال حينها، عن حزب العدالة والتنمية، بدفتر التحملات، فألغي مشروعنا التلفزي».
ودائما في تفاصيل مسيرة الفيلم عبر القنوات التلفزيونية المغربية، أفاد مجاهد بأنه بعد ذلك «قدمت نفس السيناريو الذي اصبح عنوانه (لثام تاتة، ثم عيب الرجال) الى القناتين، مع عدة شركات للانتاج (…) ولكن للأسف لم يتم قبوله».
واكد المتحدث أن كل «المنتجين والمخرجين الذين راهنوا على هذا السيناريو يستغربون عدم قبوله بينما قبلت القناتان ما هو ادنى منه على مستوى السيناريو» وفق قوله.
ويصل مجاهد إلى اكتشاف أمر ما اعتبره «سرقة» ليقول «وإذا بي أفاجأ ان سيناريو (فتنة)، يتحول بقدرة قادر الى مسلسل جروح (15 حلقة) ، وربما هناك نية كتابة جزء ثان من المسلسل وتم بثه على قناة MBC 5 (الشاهد).»
وكمرحلة أولى أوضح مجاهد، أنه اتصل «بالمخرج اكتاروس، الذي قام بعمل جيد، وصرح لي انه لا دخل له في كل هذا، وأنا اتفق معه واحترمه، ثم اتصلت بمنفذ الانتاج لكي نجد حلا سلميا لهذه المشكلة، فوعدني بمكالمتي لاحقا، لكنه لم يفعل، وراسلت مدير شركة الإنتاج لكي يتدخل، ويجد لنا حلا سلميا لهذه المعضلة، ولكنني لحد الساعة لم اتوصل باي رد».
بعد ذلك يؤكد مجاهد أنه مر إلى المرحلة الثانية من دفاعه عن حقوقه، وهي «الاتصال والتواصل مع الصحافة المكتوبة ووسائل التواصل الإلكترونية لأفضح هذه القرصنة والمقرصنين.»
أما المرحلة الثالثة، فهي «اللجوء الى القضاء لأدافع عن حقوقي المشروعة» ويستطرد حسن مجاهد قائلا، «ولكي لا اظلم أحدا وحتى لا اكون متهورا او متسرعا تابعت المسلسل حلقة بحلقة، لكن الفكرة الرئيسة وحبكة المسلسل هما نفس فكرة وحبكة فيلمي التلفزيوني (فتنة)، وفي كل حلقة اجد مشاهد وأفكارا وحتى بعض الحوارات، المقرصنة مباشرةً من عملي التلفزيوني، رغم انهم حاولوا تغيير النسق، وموقع الحدث، إلا ان الفكرة تبقى هي نفسها، والمشهد نفسه».
وأكد السيناريست في التصريح نفسه، أنه الآن يدون «كل هذه الأفكار والمشاهد والحوارات المقرصنة، وأهيئ ملفا لأقدمه الى القضاء ليقول كلمته في هذه النازلة».
ملاحظة أخيرة سجلها حسن مجاهد في تصريحه لـ «القدس العربي» مفادها أن «الشخص الذي قرصن لي فيلمي يقدم سنويا اربعة الى خمسة مسلسلات، وسيتكومين وبضعة افلام، في سنة واحدة، فهل يعقل ان يكتب انسان واحد كل هذه الاعمال في السنة، انا كتبت مسلسل المصابون 10 حلقات في سنة وكتبت مسلسل المستضعفون 24 حلقة في ثلاث سنوات».
الاتهامات التي يوجهها مجاهد، المعنيان بها هما الفنانين عدنان موحجة ويحيى الفاندي، والأكيد أن مثل هذا الاتهام الثقيل سيخلق اولا جدلا كبيرا في المشهد الفني المغربي، كما انه يضع الأصبع على جرح كبير تعاني منه الدراما المغربية وهي استسهال كتابة السيناريو، كما جاء في تدوينة تفاعل خلالها المخرج المغربي عبد الإله الجوهري مع هذه الواقعة.
صاحب الاتهام غني عن التعريف، فهو سيناريست قدم الكثير من الإبداعات الجميلة للتلفزيون المغربي مند سنوات، له علاقات واسعة في المشهد الفني ويحظى بالاحترام والتقدير لمكانته الفنية والإبداعية، لذلك فإن اتهاما من هذا القبيل يطلقه سيكون محل تضامن من طرف فئة ومحل تساؤل من طرف فئة أخرى وربما محل تأمل فقط من طرف فئة ثالثة، أما البقية فستعاين اطوار المعركة من بعيد إن تحولت إلى معركة.
في الجهة المقابلة، الفنان عدنان موحجة بدوره له صيت طيب في الميدان كما هو الشأن لزميله في الفن وفي التهمة يحيى الفاندي، وهو ما يضع المسألة برمتها في ميزان الترقب لما ستسفر عنه اليوميات المقبلة من مواجهات ودلائل وبراهين وحجج لكل جانب.
لكن الأعمق من ذلك ما ذهب إليه المخرج المغربي عبد الإله الجوهري في تدوينته التي نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال إن «الإبداع التلفزيوني المغربي على المحك».
الجوهري الذي عنون تدوينته بـ «(فتنة) أم (جروح)» أبرز أن «الاتهام قد يطرح علينا سؤال واقع الكتابة للتفزيون بالمغرب، خاصة ما يتعلق بالمسلسلات الدرامية والكوميدية، كتابة فيها الكثير من الاستسهال والجري نحو سراب الشهرة العاجلة المستعجلة، لأنني لا أفهم كيف يمكن لفرد أو فردين أو حتى جماعة من الأفراد أن يكتبوا في السنة الواحدة أكثر من مسلسل، هذا دون الحديث عن الأفلام والسلسلات، علما أن الكتابة، وكما يعرف الجميع، فعل جد صعب يتطلب تفرغا تاما وتركيزا متواصلا وقبل ذلك موهبة خلاقة.»
ولم يخف الجوهري تشكيكه في كتاب العديد من المشاريع الدرامية الذين يقبلون على الكتابة «بشكل لاهث متواصل، للكاتب نفسه، دون أي فاصل زمني، إلا فاصل انتظار الاعلان عن طلبات العروض».
وحسب صاحب التدوينة، فالمعنى «أن اتهامات البعض تجاههم تأخذ بعضا من الحقيقة، وتجعل المتتبع يتساءل عن القوة الربانية التي يملكها هؤلاء دون غيرهم في الكتابة بشكل متواصل دون كلل أو ملل، مع أن البعض منهم يقوم بفعل الإخراج أو التمثيل أو يجمعهما معا جمعا. أي أنهم في شغل دائم لا يسمح لهم بالتفرغ والتفكير والتدبير والكتابة».
وجدد المخرج المغربي تشكيكه في «أصالة أغلب» ما يكتبه عدد من كتاب السيناريو لأنه «في المغرب أصبحت الكتابة الدرامية ممارسة جد سهلة، لحد أن الوجوه نفس تطلع علينا اسماءهم في جينيريكات العديد من الأعمال المنتجة في نفس السنة، وهو ما يجعلني، اكرر ما قلت، انني أشك في أصالة أغلب ما يكتبون، بمعنى إما أنها مسروقة أو منحولة، أو أن لهؤلاء الكتاب «عبيدا» يكتبون لهم في الخفاء مقابل تعويض مجز».
وختم الجوهري تدوينته بالقول «إلى أن تظهر الحقيقة وينجلي السحاب أتمنى للدراما المغربية المزيد من الحضور والتألق.»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية