هجوم على مؤثرة مغربية تعتزم تأسيس حزب سياسي وحملة تنمر على صورة لها- (تدوينات)

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط- “القدس العربي”: تعرضت المؤثرة المغربية والناشطة السياسية والحقوقية مايسة سلامة الناجي، لحملة تنمر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانها عن الشروع في تأسيس حزب سياسي تحت مسمى “المغاربة الجدد”.

الحملة التي استهدفتها بشكل شخصي، روجت لصورة تظهر فيها مايسة سلامة الناجي أمام لافتة “المغاربة الجدد” وظهرها إلى الكاميرا ونصف التفاتة إلى العدسة، مما جعل البعض يستغل المشهد ليؤكد أنه حزب “الأطراف الجدد” فيما بعضهم قال إنه “التسويق الخلفي”، في إشارة إلى ما برز من جسدها.

وفتحت المؤثرة مايسة النقاش حول تأسيس حزب “المغاربة الجدد”، ونشرت تدوينة ترد فيها على منتقدي هذه الخطوة الذين اعتبروا أن كثرة الأحزاب ليست مسألة صحية للمشهد السياسي.

وكتبت في تدوينتها، “نعم، أتفق معكم حول ضرورة تقليص عدد الأحزاب في المغرب التي تقارب 40 حزبا أغلبها دون أي أثر عدا تبذير المال العمومي باسم الدعم”. واقترحت “الطريقة المنطقية الوحيدة لتقليصها”، حسب رأيها، وهي “تشريع قانون ينص على حل الأحزاب التي لا تحصل على عدد أدنى من المقاعد البرلمانية في جو انتخابي نزيه”، وبذلك توضح المؤثرة أن الأحزاب التي لم تستطع “إقناع ولو فئة بسيطة من المغاربة بالتصويت على أفكارها ومشاريعها”، فإنه “لا دور سياسي لها ولا جدوى، وهكذا لن يتبقى لنا أكثر من 9 أحزاب”، وفق تصورها لتقليص عدد الأحزاب السياسية.

ثم سردت الأسباب التي دفعتها لتأسيس حزب سياسي جديد اعتبرته “ضرورة أمام الموت البطيء للمرجعيات الإسلامية واليسارية”، الرافضة للاجتهاد وفق تعبيرها، “وعدم وجود مرجعية نلتف حولها كمغاربة”، مقابل ما أسمته بـ “استعمار الباترونا (أرباب المقاولات الكبرى) لمؤسسات الشعب”. وطلبت مايسة سلامة الناجي من وزير الداخلية إعادة النظر في “البيروقراطية” التي وصفتها بـ “التعجيزية المفروضة للتأسيس”، وذلك “حتى تكون له كائنة العام المقبل بحول الله”، وتعهدت بأن هذا الحزب “إن لم يحدث فرقا ولم يقنع أحدا ولم يحصد مقعدا فليتم حله”.

دفة النقاش تحولت من الموضوعي إلى الذاتي، وانهالت سياط التدوينات على ظهر مايسة سلامة الناجي، بسبب الصورة المذكورة، ونالت الكثير من الهجوم وتعرضت لحالة تنمر واسعة ووصفت بالكثير من الأوصاف القدحية التي حاولت المساس بها شخصيا.

العقلاء الذين خاضوا في الموضوع، لم يناقشوا مسألة تأسيس حزب جديد، لأن المغرب لديه ما يكفي منها ويزيد عن حاجته لها، كما ورد في تدوينة، لذلك نشرت الباحثة والكاتبة مارية الشرقاوي تدوينة بالدارجة المغربية تقول ما معناه “في الحقيقة لم أرغب الدخول في موضوع صورة مايسة المسربة وحزبها، لكنني وجدت نفسي في وسط المعمعة”، ووجهت مارية خطابها لمايسة “أن تكوني رئيسة حزب ليس بالأمر الهين سيما كونك امرأة، كان عليك أن لا تعيري اهتماما للضجة الواقعة حول الصورة وألا تنسبي ما حدث إلى الرجال فقط، لأن النساء ايضاً قمن بالواجب وتم جلدك جلدا مبرحا من طرفهن، لذلك فقد دخلت في التمييز دون أن تشعري”، وعبرت الباحثة عن ظنها بأن مايسة “بدل أن تناضلي من أجل مصالح المغاربة ستقابلين عباد الله وتردين عليهم كأنك في حمام والماء قليل وستبدأين بالضرب بالسطولة (الدلاء)”، ووجهت لها نصيحة بتوظيف “كوتش تثقين فيه ليرافقك طيلة مسارك”.

الصحافي والكاتب عبد النبي الشراط كتب تدوينة قال فيها إنه لا يتفق مع مايسة سلامة الناجي “في كل ما تسوق له”، لكنه عبّر عن تضامنه “معها ضدا في الحملة (الفيسبوكية) التي عنوانها: الاستهزاء بمايسة والسخرية منها لأن هناك شخص شيطان عزل تلك الصورة من الفيديو وروجها، ثم تبعه الكثير من الشياطين يروجون لتلك (الأطروحة) السخيفة التي تحاول النيل من سمعة امرأة أرادت أن تعبر عن وجهة نظرها، عبر إعلانها تأسيس حزب سياسي”، وأبرز صاحب التدوينة “نختلف مع ماسية شيء، نستهزئ بشخصها شيء آخر”، لذلك “ناقشوها في أفكارها وما تطرحه من قضايا وآراء، أما إهانتها فلا”.

المزيد من الدعم لمايسة عبر عنه إسماعيل عزام، الذي قال إن “التنمر على مايسة أمر مسلٍ للكثيرين هنا”، وختم تدوينته بالتأكيد على أنه “في النهاية، لو ارتقينا لنناقش أفكار بعضنا البعض بدل أجسادهم وطبيعة حركاتهم (ولو أنني أتفق أن الزاوية التي أخذت بها الصورة لم تكن موفقة) لدفعنا بالنقاش العمومي إلى الأمام بدل تحويل كل شيء إلى سبب لـ (التقشاب) يعني (التنكيت)”.

ويبقى الحاضر الأكبر في تدوينات المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي هو النقاش الجدي لفكرة مايسة سلامة الناجي، إذ قال الصحافي يونس سركوح، صاحب تدوينة “التسويق السلبي أوالعكسي”، إن “حزب المغاربة الجدد صاحب خلفية سياسية كبيرة ومهمة”، وأوضح أنه “على الرغم من كون الصورة قد تبدو عادية لأي إنسان سوي، أو بالأحرى صورة لا تستحق كل هذا الجدل إلى أن اشهارها من طرف رواد هذا الفضاء الأزرق بالأخص، ساهم بشكل كبير في انتشار هاد الحزب الجديد (المغاربة الجدد) بدون وعي”.

في المقابل، هناك من اعتذر لمايسة سلامة الناجي مثل مصطفى مشكور الذي قال في تدوينة إنه نشر صورة لها “وكنت أحسب أن هي من وضعتها بتلك الطريقة عمدا ولكن عندما استقصيت الأمر وجدت أنها مقتطعة من فيديو وأن أصحاب الحسنات هم من اختاروها بذاك الوضع ووزعوها على أعلى نطاق وذلك لغرض في نفس يعقوب”، لذلك فقد قررت إزالتها “فورا وأقدم اعتذاري للأخت مايسة سلامة الناجي وأرجو أن تقبل اعتذاري”، لأن “هذا الفعل ليس من شيمنا ولا من أخلاقنا أختي”، يختم صاحب التدوينة.

بعض المتتبعين صنفوا الهجوم والتنمر على صاحبة فكرة تأسيس حزب “المغاربة الجدد”، في خانة رفض المغاربة للمزيد من تفريخ الأحزاب السياسية، خاصة في ظل الانتقادات المتواصلة لأدائها على مستوى التشريع والتأطير والتوعية والاشتغال على القضايا التي تهم المواطنين، في حين كانت هناك خانة أخرى تم فيها تصنيف هذا الهجوم، وهي خانة الدسائس من طرف الأحزاب السياسية نفسها، التي ترفض أن يأتي من يزاحم وجودها وحضورها لدى الكتلة الناخبة، كما جاء في تدوينة على الفيسبوك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية