درنة الليبية عروس برقة وحضارة طمرتها مياه دانيال

نسرين سليمان 
حجم الخط
0

مدينة درنة الليبية والتي تعرف بعروس برقة أو درة المتوسط ورغم ما عايشته من ألم صاحب الإعصار المدمر الذي ضربها فجرف كل ما أمامه، لا تزال تحافظ على عراقة تاريخها وأصالته متمسكة بما تبقى من ملامحها القديمة وآثار صحابة رسول الله الذين مروا منها.
درنة مدينة جبلية ساحلية متوسطية شرقية تحدها من الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر. ويقسمها وادي درنة إلى نصفين وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا وهي التي قامت على ضفتيه وعلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط، أي الدلتا.
تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا على خط طول 32.45 وخط عرض 22.40 يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر وفي 2011 بلغ عدد سكانها حوالي 80.000 نسمة تقريباً.

تأسيس المدينة

تأسّست المدينة على يد الإغريق خلال العصر اليوناني القديم، وتحديداً في العصر الهيلينستي، الذي برز في الفترة الممتدة ما بين عامَي 330 و323 قبل الميلاد، بعد فتوحات الإسكندر المقدوني.
حينها، أنشأ الإغريق 4 مدن في شرق ليبيا، كانت إيراسا (درنة اليوم) المدينة رقم 5 التي عادت وانضمّت فيما بعد إلى المدن الأربع؛ وبذلك تمّ تأسيس مملكة من 5 مدن مزدهرة، اشتُهرت بجمالها، وفنونها، وعمارتها.
يعود تاريخ تأسيس درنة إلى القرن الخامس عشر، فكانت مستعمرة يونانية قديمة، وفيها اليوم آثار مقابر صخرية قديمة تدل على الحضارة اليونانية، وبعد اليونانيين أتاها الأمريكيون الذين شيدوا فيها حصنًا ضخمًا بقيادة ويليام إيتون الذي أتى إليها في عام 1805 حتى عام 1816.
تزخر المدينة بتاريخ عريق حافل بالأحداث، فخلال العصر اليوناني وبالذات في الفترة الهيلينستية، أسس الإغريق أربع مدن قرب مدينة درنة والتي كانت تدعى في تلك الفترة إيراسا والتي أنظمت فيما بعد لهذه المدن الأربع لتنشأ مملكة من خمس مدن مزدهرة والمعروفة بـ PETAOS في تلك الفترة.
سكان درنة الأصليين هو الأندلسيون، والذين نزحوا إليها في عام 1040 أو ما يوافق 1493 ولا تزال باقية هناك حتى وقتنا الحالي، فهم من قاموا بتأسيسها.

اسم المدينة

لم يرد اسم درنة علماً لمدينة أو لموقع فيما كتبه المؤرخون القدامى الذين تحدثوا عن إقليم برقة قبل منتصف القرن السادس أي قبل هجرة الثيريين إلى جزيرة بلاتيا الواقعة شرقي مدينة درنة بنحو 60 كيلومترا وهي ما تسمى الآن البمبة أو خليج البمبة.
ويرى بعض المؤرخين أن درنة كانت عامرة قبل مجيء الإغريق وكانت تعرف باسم إيراسا واتخذها الليبيون عاصمة لما يسمى مارماريكا غير أنه لم يذكر شيئاً عن هذه الدولة التي اتخذت إيراسا عاصمة لها لأن وجود عاصمة يدل على وجود دولة.
أول من ذكر اسم درنة هو بطوليمس، ويسمى كلوديوس بطوليمس، وهو من غير أسرة البطالمة الذين حكموا مصر بعد موت الإسكندر، وانما هو فلكي وجغرافي ظهر في القرن الثاني للميلاد وألف كتاباً في الجغرافيا وقد قال في كتابه الرابع «إن برقة تنتهي شرقاً مع حدود مارماريكا على السمت من منفذ درنة وشمالاً عند خط طول 51.15 وعند خط عرض25».
وقد كان البطالمة كثيراً ما يسمون المدن التي ينشئونها أو وقعت تحت حوزتهم بأسماء ملوكهم وملكاتهم أو بعض معبوداتهم، ولم يعرف عن معبود أو حاكم أو ملك أو ملكة من اليونان سواء في عهد اليونان الأول أم في عهد البطالمة يحمل أسم دارنس ما يرجح أن هذه الاسم ليبي الأصل أبقاه البطالمة على أصله القديم وأضافوا إليه حرف «S» الذي هو علامة الرفع للاسم المذكر في اللغة اليونانية.
في كتابه «قراءات ليبية» يخبرنا علي فهمي خشيم معنى كلمة درنة، حين يقول: «أما دارنس، فهي مدينة درنة الحالية، وهي كلمة ليبية أيضاً قد تعني بين الجبال أو وسط الجبال، كما هو موقع درنة».

خيرات المدينة

اشتهرت المدينة بموقعها وبأحراشها الجبلية حيث تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور.
ولقد تغنى شعراء الفصحى وغير الفصحى بجمال درنة وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم. وتحدّث كتّاب وسياح عرب وأجانب عن أحيائها وآثارها وسماها بعضهم عروس ليبيا ودرة البحر المتوسط.
ترتبط درنة مع مدينة شحات بطريقين، الأول هو الطريق الرئيسي الداخلي المار بالقبة (وهو جزء من الطريق الساحلي الليبي) والثاني هو الطريق الساحلي المار بسوسة، ورأس الهلال.

في درنة تنتشر أشجار القطلب، المعروفة محلياً باسم الشماري، وهي شجرة برية لها ثمار حلوة المذاق تُسمّى العجور، يتسابق السكان المحليون لجني ثمارها. ويعتبر رحيق أزهارها من أفضل ما يمكن أن يتغذى منه النحل لإنتاج عسل الحنّون.
إلى جانب جمالها الطبيعي، تُعدّ درنة من أقدم الحواضر الليبية، ومن أكثر مجتمعاتها عراقةً، فقد تعاقبت على المدينة حضارات مختلفة من الإغريق والرومان ودول إسلامية. وتميزت الشوارع الدرناوية، التي يظللها الياسمين، بالطابع الأندلسي وحياة الاستقرار والعراقة والتحضّر، وكل تلك العوامل جعلت منها بالنسبة للّيبيين حاضرةً مختلفةً ومتميزةً.
ويتميز مناخها بكونه من المناخات الشبه جافة، وتهطل فيها الأمطار بنسبة 252 ملم سنويًا وفي فصل الشتاء يتراوح متوسط درجة الحرارة ما بين 9 إلى 20 درجة مئوية، وتحدث العواصف في بعض الأحيان ما بين شهري تشرين الأول/أكتوبر واذار/مارس ويعتبر فصل الصيف هو الفصل الأطول الذي يكون متوسط درجة الحرارة فيه أعلى بكثير من 27 درجة مئوية خاصة بين شهري حزيران/يونيو وتشرين الأول/أكتوبر.

تاريخ المدينة

انتقل حكم إقليم برقة من أيدي البطالمة، خلفاء الإسكندر إلى أيدي الرومان منذ سنة 96 ق.م وذلك بعد موت بطليموس أبيون آخر ملوك برقة من البطالمة والذي أوصى قبل موته بأن يكون إقليم برقة تابعاً لروما، وبذلك أصبحت ليبيا بشقيها الشرقي والغربي ولاية رومانية بيزنطية.
وازدهرت المدينة في فترة الحكم الإسلامي خلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وتزخر بالعديد من المعالم الإسلامية ومنها الجامع العتيق وجامع الصحابة، وعرفت درنة بلقبي عروس برقة ودرة المتوسط لطبيعتها الساحرة ومياها العذبة وشلالاتها الخلابة.
واعتنق سكان درنة الإسلام منذ القرن الأول للهجرة مع قدوم العرب إلى إقليم برقة فتحا وهجرة، لتكون المنطلق لفتح المنطقة المغاربية وتأسيس حاضرة إسلامية هي مدينة القيروان التونسية تكون قاعدة الارتكاز لحكم بلاد المغرب الكبير والانطلاق نحو الأندلس. فأصبحت درنة وكذا محيطها مناطق نفوذ للدولة الإسلامية الجديدة في المدينة المنورة ولاحقا في الكوفة في عهد علي بن أبي طالب. ثم خضعت للأمويين في دمشق والعباسيين في بغداد والفاطميين في المهدية والقيروان في تونس قبل انتقال هذه الدولة إلى القاهرة للاقتراب من بغداد حيث الخلافة العباسية لإنهائها والحلول مكانها.
في أواخر القرن 15 شكلت المدينة موطناً لشعوبٍ من أصول مختلطة، بعد أن تمّ توطين الأندلسيين المطرودين من إسبانيا، في موقع المستوطنة القديمة بالمدينة.
وخلال العصر العثماني في القرن 17 لعبت دوراً حيوياً وكانت مقراً لواحدة من أغنى المناطق في الأقاليم الليبية التابعة للدولة العثمانية، والتي تأسّست مواردها من خلال الهجوم على السفن الأوروبية في البحر المتوسط.
لكنّ مدينة الجمال والثقافة حفل تاريخها بحقب يملؤها الخوف، فقد كانت مطمعاً للغزاة وساحةً للحروب. في العام 1805 احتلت المدينة قوات مشاة البحرية الأمريكية، لتكون بذلك أول يابسة خارج الولايات المتحدة، يُرفع فوق قلعتها العلم الأمريكي. عقب ذلك، عاشت المدينة الويلات جراء الاحتلال الإيطالي بين عامي 1911 و1945.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تحوّلت المدينة إلى ساحة صراع بين القوى الدولية، ووقعت تحت سيطرة القوات الأسترالية، التابعة للجيش البريطاني في الثلاثين من كانون الثاني/يناير عام 1941 في حملة شمال أفريقيا، قبل أن يستردّها النازيون الألمان، المتحالفون مع الإيطاليين، في السادس من نيسان/أبريل 1941 ثم عاد البريطانيون وتمكّنوا من استعادتها من جديد.
وظلت درنة مركزا إداريا وتجاريا هاما في فترة حكم الأسرة القره مالية بفضل مينائها وأراضيها الزراعية الخصبة إضافة لحركة التبادل التجاري، الإداري والثقافي مع المغرب العربي والشرق الأدنى، ولكن لا يلاحظ هناك أي بصمات تذكر للتحضر على المدينة في فترة الاحتلال الإيطالي 1911-1945 ولعل السبب يرجع أولا إلى فترة الاحتلال القصيرة نسبيا، ثانيا المدينة لم تعتبر من المدن الحيوية بقدر ما اعتبرت مركزا للتنقل ما لم يساعد على ظهور نهضة حضرية وثقافية مميزة في المدينة.

معالم درنة

من أهم المعالم الإسلامية في درنة مقبرة الصحابة والتي تضم رفاة الشهداء من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومنهم زهير بن قيس، أبو منصور الفارسي، عبد الله بن بر القيسي وسبعين آخرين من الصحابة الذين صادف مرورهم على المدينة عند رجوعهم من تونس. أغار عليها الرومان فاشتبك هذا العدد القليل معهم وذلك بعد أن استنجد أهالي درنة بهم فأبلوا بلاءً حسنا، واستشهدوا جميعا ودفنوا في مقبرة الصحابة عام 689.م.
يعتبر شلال درنة وجهة سياحية محلية، يأتيه الناس من كافة المناطق الليبية، ويعتبر الوصول إليه سهلا عبر طريق معبد جنوب مدينة درنة ويربط طريق الشلال مدينة درنة بالمناطق التي تقع جنوب الجبل الأخضر.
وتحتوي مدينة درنة على ثلاثة ميادين رئيسية، ومن أهمها ميدان الصحابة، وتعتبر المدينة من أهم المدن السياحية القديمة.
وتعد درنة موطنًا للهندسة المعمارية الإسلامية الأكثر من رائعة، كما أنها تتكون من مسجد وكنيسة وشوارع صغيرة وأسواق قديمة والعديد من الأماكن السياحية، ومن أهم المعالم السياحية الأخرى ضريح زهير بن قيس والكنيسة البيزنطية والكنيسة الكاثوليكية وشاطئ رأس تين.
وتعتبر آثار شحات ضمن النطاق الإداري للمدينة أيضا وتتكون من معبد زيوس اليوناني الضخم على بُعد حوالي كيلومتر واحد شمال أحياء بطليموس وأغورا.
وإلى الشمال الغربي، يقع حرم أبولو في وادٍ شديد الانحدار حيث تنبثق نبع مياه عذبة من تحت الأرض، وهو موقع المستوطنة اليونانية الأصلية.
ويبدو في الموقع رواق صالة الألعاب الرياضية الهلنستية التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والمسرح الروماني المجاور.
وتضمّ الآثار منزل الكاهن جيسون ماغنوس، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الميلادي، ويحتوي على فسيفساء هندسية.
وقد ألحق إعصار دانيال المدمّر أضرارا جسيمة بأبرز معالم درنة – موقع شحات الأثري قورينة، الذي أضافته منظمة اليونسكو إلى قائمة التراث العالمي المعرّض للخطر.
وقالت اليونسكو إنها «على اتصال بعلماء الآثار على الأرض، ويحاول فريق التصوير عبر الأقمار الاصطناعية التابع لها أيضا تحديد الضرر المحتمل».
وقد دُفنت العديد من المقابر والحجارة الجنائزية وغيرها من الهياكل الأثرية التي ترجع إلى العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية تحت الطين، أو حملتها السيول إلى الوديان السفلية لمنطقة المنصورة، حسب «ميدل إيست آي».
وذكر موقع «ميدل إيست آي» الذي تحدّث إلى أحد المسؤولين في هيئة آثار موقع الشحات، أن المياه كشفت عن قطع من الرخام مدفونة تحت الأرض في الجزء الجنوبي.
كما سقط جدار في شارع الوادي الذي يربط الجزء السفلي والعلوي من الموقع الأثري، حسب غازيني، وقد أدى هذا إلى تغيير كيفية تدفق المياه، و«يخشى السكان المحليون أن يشكّل ذلك خطرا على الموقع في المرة التالية التي تهطل فيها الأمطار».
كما سقطت «كتل من الرخام من منطقة المسرح» وإذا ما استمرت المياه بعبور الموقع، فقد يتأثر الجدار الخارجي له؛ ما يتسبب بدوره في مزيد من الضرر.
وعلى صعيد آخر وفي سنة 1970 بادر أهالي درنة ببناء مسجد حمل اسم مسجد الصحابة، على جزء من المقبرة التاريخية، ليكون صرحا يميّز المدينة، واستمرّ العمل في المسجد حتى 1975 تاريخ افتتاحه، بتمويل من سكان المدينة، وأصبح أكبر مسجد في المدينة وأحد أكبر مساجد ليبيا.
وألحقت الفيضانات العارمة التي ضربت شرقي ليبيا جراء إعصار دانيال أضرارًا بالغة بمسجد الصحابة في مدينة درنة.
ويقع مسجد الصحابة بجوار المقبرة التي تحمل الاسم نفسه، وتُعَد من أبرز معالم مدينة درنة، ويمتد عمرها إلى مئات السنين.

تاريخ من الكوارث

تعرضت مدينة درنة عبر المئة عام الأخيرة إلى موجات عنيفة من الفيضانات المدمرة كان آخرها دانيال الذي محا قسمًا من أحيائها، ومن أبرز الفيضانات التي حدثت في الوادي أعوام 1941 – 1955 – 1968 – 1982 – 1986 – 2011.
وتعرضت درنة لفيضان مدمر العام 1941 تصادف مع اندلاع الحرب العالمية الثانية. وتذكُر المصادر التاريخية أن الفيضان جرف دبابات وناقلات جند ألمانية ومعدات عسكرية كانت بالقرب من مجرى الوادي، ولم يجرِ تسجيل أرقام واضحة حول الخسائر.
كما ضربها كذلك فيضان آخر العام 1955 خلّف خسائر مادية كبيرة، وأغرق شوارع المدينة.
يُعدّ هذا الفيضان واحداً من أقوى الفيضانات التي ضربت مدينة درنة في القرن الماضي، وتحديداً في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر 1959 حيث تعرضت فيه البلاد إلى اضطراباتٍ جوية، هطلت إثرها كميات كبيرة من الأمطار، تسببت في فيضان وادي درنة، الذي جرف معه كتلا ضخمة من الصخور التي اصطدمت بأعمدة جسر يمر فوق الوادي، لتتراكم وتتسبب في انسداد المجرى، وفاضت المياه من جانبي الوادي، واجتاحت المدينة ودمرت العديد من المنازل. وسجلت محطة مدينة درنة للأرصاد في هذه الحادثة هطول 300 ملم من الأمطار خلال 48 ساعة فقط.
حمل ذلك الفيضان المدمر والرهيب أمتعة البيوت، وطفت بعده جثث من غرقوا به، وأرسلت الدولة الليبية كل وحدات الجيش القريبة من درنة المنكوبة، للمساعدة في إنقاذ ما يمكن إنقاذه. كذلك أرسل الجيش البريطاني وحداته القريبة من درنة، للمساعدة في تلك الكارثة الطبيعية المدمرة.
كما شهدت درنة فيضان 1968 الذي كان أقل قوة من الفيضانات السابقة، وصُنف بأنه متوسط من حيث القوة. وشهدت أيضا فيضانا مرة أخرى في العام 1986 ولكن بعد بناء السدود المائية، لذلك لم تنجم عنه أي أضرار أو خسائر.
وآخر فيضان للوادي كان العام 2011 وخلّف أضرارًا بالغة، إلى أن جاءت دانيال التي تسببت في انهيار سدي درنة، وهلاك آلاف الأشخاص، وخلّفت عددا كبيرا من المفقودين قد يتجاوز عشرة آلاف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية