غارات معادية على بلدات حدودية توقع 3 شهداء يقابلها حزب الله بضربات صاروخية مركّزة

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: بقيت الجبهة الجنوبية مشتعلة بين حزب الله واسرائيل بعد الضربة الجوية الموجعة التي تلقاها جيش الاحتلال في عرب العرامشة، وقد استمرت الغارات الإسرائيلية على عنفها ونفّذت مسيّرة غارة على منزل في أطراف بلدة مركبا في جنوب لبنان وعلى منزل آخر في بليدا حيث أفيد عن سقوط شهيد وجريحين، في وقت عمد الدفاع المدني إلى إزالة مخلفات غارة على بلدة الخيام تسببت بقطع طريق الحي الجنوبي في الخيام – مرجعيون حيث زعم جيش الاحتلال أن طائراته “قصفت أهدافاً لحزب الله في الخيام بينها بنى تحتية ومبنيان عسكريان”.

ميقاتي وقائد الجيش إلى باريس للقاء ماكرون وبحث مخاطر التصعيد والنزوح السوري

وعاش أبناء بلدات قضاء مرجعيون عمومًا وبلدتا الخيام وكفركلا خصوصًا ليلة قاسية بعدما استهدفهما الجيش الإسرائيلي بالغارات والقذائف المدفعية الثقيلة والفوسفورية. فقد استهدف جيش الاحتلال بلدة الخيام بـ6 غارات من الطيران الحربي وبأكثر من 100 قذيفة بين الساعة الثامنة مساءً حتى الساعة الرابعة فجراً، وطالت الغارات ساحة كفركلا حيث سقط شهيدان لحزب الله هما محمد جميل الشامي “أبو زهراء” مواليد عام 1982 من بلدة كفركلا وعلي أحمد حمادة “فلاح” مواليد عام 1970 من بلدة الدوير. ولم تغب مسيرتان اسرائيليتان من طراز “هيرمز 900” عن التحليق فوق قرى النبطية.

هجمات الحزب

في المقابل، استهدف حزب الله قوة للعدو الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الآلية العسكرية التي تم استهدافها في موقع المطلة وأوقع فيها إصابات مؤكدة، كما هاجم الحزب تحركاً للجنود في موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية وتجمعاً آخر في حرش حانيتا، معلناً من جهة أخرى أنه “وبعد رصد دقيق وترقب لحركة العدو في موقع المرج، ولدى وصول جنود العدو وآلياته الى المقطع المحدد عند الساعة 12:30 من ظهر الخميس استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة الصاروخية وأصابوهم إصابة مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.

في غضون ذلك، يزور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون العاصمة الفرنسية من اجل لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعرض آخر المستجدات الميدانية في الجنوب في ضوء المخاطر من تصعيد متزايد اضافة إلى ملف النازحين السوريين وارتداداته السلبية على الوضع اللبناني وكيفية دعم الجيش اللبناني.

تزامناً، أعلن المتحدث باسم “اليونيفيل” أندريا تينتي “أن حفظة السلام العسكريين التابعين لليونيفيل لا يزالون في مواقعهم ويمارسون مهامهم، وكذلك يفعل موظفونا المدنيون”. واشار إلى “ان عمل اليونيفيل مستمر، بما في ذلك الدوريات، وكذلك قوافل الإمداد واللوجستية وعمليات تبديل الجنود، داخل لبنان وخارجه”. لكنه أوضح “أن اليونيفيل ومن باب الحذر قررت في تشرين الأول/أكتوبر الفائت نقل عائلات موظفيها المدنيين للسكن خارج منطقة العمليات، بما في ذلك صور”.

تصعيد في المواجهات

ويعد التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل من أعنف جولات المواجهات بين الطرفين، حيث نفذ الحزب 26 هجوماً ضد إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الماضية، إحداها استهدف منطقة عرب العرامشة شمال إسرائيل، وأوقع 19 مصاباً، تم تأكيد إصابة 14 جندياً منهم حسب مصادر وكالة الأناضول. وارتفعت العمليات العسكرية لحزب الله ضد إسرائيل من هجومين نفذهما الأحد، إلى 6 هجمات الاثنين، ثم 9 عمليات الثلاثاء، و9 الأربعاء.
واستخدم حزب الله بكثافة خلال هجماته الأخيرة ضد مناطق ومواقع شمال إسرائيل العسكرية، مسيرات انقضاضية إيرانية وصواريخ ثقيلة مثل صاروخي “بركان” و”فلق” ، بحسب بيانات متفرقة أصدرها الحزب.
والأربعاء، قال الحزب إنه استهدف “ثكنة ‏زبدين الإسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة بصواريخ فلق، وتجهيزات تجسسية بموقع الرمثا الإسرائيلي بأسلحة مناسبة”، كما أشار إلى أن مقاتليه “استهدفوا وحدة المراقبة الجوية ‏في قاعدة ميرون (الإسرائيلية) ‏بالصواريخ الموجهة”.
وكان الرد الأعنف من حزب الله على مقتل ثلاثة من عناصره مطلع الأسبوع، هو عملية وصفها بأنها “مركبة” استخدم خلالها صواريخ موجهة ومسيرات، استهدفت مركز مستحدث للجيش الإسرائيلي في منطقة عرب العرامشة المتاخمة للحدود اللبنانية. وأسفر ذلك الهجوم عن إصابة 19 إسرائيليا، أكد الجيش في بيان مساء الأربعاء، أن من بينهم 14 جنديا غالبيتهم تعرضوا لجروح “بالغة”. ويعد هذا الرقم من الإصابات الأعلى في إسرائيل في يوم، منذ إطلاق الحزب معركة مساندة لدعم لقطاع غزة من جنوب لبنان في 8 أكتوبر الماضي.
وفي بيان عن هجوم عرب العرامشة، قال حزب الله إنه “شن هجوما مركّبا بالصواريخ الموجهة ‏والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة ‏فيما يسمى المركز الجماهيري وإصابته إصابة مباشرة وإيقاع أفراده بين قتيل وجريح”.

جولة “الخماسية”

رئاسياً، واصلت اللجنة الخماسية جولتها على القيادات اللبنانية، وإذا كان السفير السعودي وليد البخاري تغيّب عن زيارة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لأسباب قيل إنها “وعكة صحية”، فقد حضر البخاري الاجتماع مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ولكن السفيرة الامريكية ليزا جونسون هي التي تغيّبت بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على باسيل، وتغيّب السفيران السعودي والأمريكي عن الاجتماع مع كتلة “الوفاء للمقاومة” إذ اقتصر الحضور على سفراء مصر علاء موسى وقطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني وفرنسا هيرفيه ماغرو.

“الخماسية” في الضاحية من دون السفيرين السعودي والأمريكي… وفرنجية إلى مائدة البطريرك

استقبل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في منزله في البياضة سفراء اللجنة الخماسية. وقد حضر السفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، السفير المصري علاء موسى والسفير السعودي وليد البخاري فيما تغيبت السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. وبعد زيارة باسيل قال السفير المصري “توافقنا على عناوين رئيسية مهمة جداً ألا وهي أنه لا بد من انتخاب رئيس سريعاً وان المشاورات ضرورية بين الكتل السياسية”. وأضاف “دعونا لا نربط بين ما يحدث في المنطقة والاستحقاق الرئاسي في لبنان، بل بالعكس ما يحدث في المنطقة يجب ان يكون حافزاً للانتهاء من ملف الرئاسة في أسرع وقت”، لافتاً إلى “أننا كخماسية سنختم الجولة الأولى من لقاءاتنا على مختلف الكتل السياسية وسيعقبه لقاء قد يكون بداية الاسبوع المقبل مع دولة الرئيس نبيه بري، وعندها يمكن ان تتضح الملامح بشكل اكبر ولكن ما استطيع ان اقوله ان الجو العام إيجابي، ولا يزال من الضرورة العمل على مسألة الثقة وزيادة مساحتها بقدر ما يسمح ان يحدث انفراجاً في الملف الرئاسي”، موضحاً رداً على سؤال حول تغيّب أحد السفراء “أن عدم حضور احد الاطراف لا يعني أي تغير في موقف الخماسية كوحدة موحدة”. وبعد زيارة السفراء حارة حريك للقاء كتلة “الوفاء للمقاومة” سمعوا من النائب محمد رعد قبولاً بالحوار بإدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون شروط مسبقة.

فرنجية: البطريرك يحبني

وعلى خط فرنجية، فهو زار البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد 24 ساعة على لقائه اللجنة الخماسية ورافقه في زيارته النائب فريد هيكل الخازن والخور أسقف اسطفان فرنجية حيث استبقاهم البطريرك إلى مائدة الغداء. وإثر اللقاء اكد فرنجية انه “منذ تولي البطريرك بشارة بطرس الراعي سدة البطريرك بدأنا بعلاقة اتسمت بالصراحة المتبادلة والاحترام والمحبة”، مشيراً إلى أن “رأس الكنيسة أكد له انه يحبه ويحترمه لصراحته”. وقال: “نحن نعمل من اجل أمان المسيحيين وليس أمنهم، وأن أمانهم يكون بالانفتاح وليس بالتخويف”.

وقال “كلنا نتمنى انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد ولكن التمنيات شيء والواقع امر آخر، ولا أرى أن ترشيحي يضرب العملية الديمقراطية في انتخاب الرئيس، بل يكرّسها ونحن غير مستعدين لإلغاء انفسنا وطرحتنا كتل نيابية لبنانية مئة بالمئة ومن كل الطوائف فيما غيرنا طرحته بعض الدول ونحن مدعومون من المسيحيين أكثر بكثير من غيرنا”.

وعن عدم مشاركة السفير السعودي في زيارة بنشعي قال: “غياب السفير السعودي عن اجتماع الامس كان بعذر مرضي، وهذا حقه وبيتنا مفتوح وخاصة امام المملكة العربية السعودية وعندما يأتي يحل في بيته”.

وعن امكان تخلي الرئيس بري عن ترشيحه لفت إلى ان “هناك ثقة بينه وبين حلفائه بعكس البعض الذي يحلل حسب علاقته هو بحلفائه”. وعما دار مع اللجنة الخماسية حول علاقته بحزب الله أجاب “ما من رئيس جمهورية يحبذ وجود سلاحين ولكن على الجميع التحاور للاتفاق على استراتيجية تؤدي إلى توحيد السلاح”. وختم “أقوم بما يمليه علي ضميري وعروبتي ومسيحيتي ووطنيتي”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية