جوزيب بوريل يحذر: “الحرب الإقليمية ليست في مصلحة أحد ولاسيما سكان غزة”

أدم جابر
حجم الخط
0

باريس– “القدس العربي”: في مقابلة خصّ بها صحيفةلوموندالفرنسية، جدد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، ضرورة التهدئة في الشرق الأوسط، كما دعا إلىاستعادة توازن القوىبين أوكرانيا وروسيا.

رداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في المساهمة في تهدئة بالشرق الأوسط، بعد الضربات غير المسبوقة التي نفذتها إيران على إسرائيل ليلة 13 و14 نيسان/أبريل الجاري.. قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي لا يملك سوى القوة الدبلوماسية وقوة قناعته، موضحا في الوقت نفسه أن بعض الدول الأعضاء في التكتل تتمتع بنفوذ أكبر على إسرائيل من غيرها، وأبرزها ألمانيا، التي تتمتع بعلاقات ممتازة مع الإسرائيليين. ويمكن للأمريكيين أن يستخدموا مواردا أخرى إذا أرادوا ذلك، لا سيما من خلال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وفي الماضي، اتخذوا بالفعل قرارات ملزمة. لكن اليوم، قال بوريل إنه لا يَعتقد أن الأمريكيين يريدون اليوم استخدام الروافع التي لديهما

وأضاف جوزيب بوريل أن الهدف السياسي للاتحاد الأوروبي هو تجنب التصعيد، قائلاً: “إنها مثل لعبة الشطرنج حيث يتقدم الجميع ببيادقهم. هاجمت إسرائيل الممثلية الدبلوماسية الإيرانية في سوريا؛ وردت إيران. والآن  دور إسرائيل للرد. لكننا نحذر إسرائيل من أن من مصلحة الجميع ألا تكون هناك مواجهة إقليمية. وهذا أيضاً ما قلناه للإيرانيين في اليوم التالي للهجوم على القنصلية في دمشق. ليس من مصلحة أحد، وخاصة سكان غزة، أن يكون هناك صراع إقليمي، لأن ذلك يعني أن الحرب  لن تنتهي”. لقد كان هجوم حماس غير مسبوق،  كان الرد الإسرائيلي. وبالتالي،  يتم زرع بذور الكراهية لثلاثة أجيال. الحل الوحيد الممكن، أكثر من أي وقت مضى، هو حل الدولتين .

وتابع جوزيب بوريل قائلاً إن وزير الخارجية الإيراني أبلغه  أن طهران استهدفت المنشآت العسكرية فقط، موضحاً أن ذلك كان رداً تحت السيطرة. في الوقت الحالي، لا حزب الله ولا إيران مستعدان للحرب. في الوضع العسكري، يقوم الجميع بتحليل ميزان القوى الحالي.

وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي ناقش عدة مرات إدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الإرهابية، وهو ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب [في 2019]. ولكن بالنسبة لمثل هذا التصنيف، يجب على السلطة القضائية لدولة عضو أن تعتبر أن هذه المنظمة قد ارتكبت عملاً إرهابياً. وهذا ليس هو الحال حتى الآن. واعتبر جوزيب بوريل أن قوة الاتحاد الأوروبي تكمن في وحدته، معبراً عن أسفه للانقسامات الواضحة والعميقة التي أظهرها الأوروبيون  بشأن هذه القضية. وهذا يبين حدود الاتحاد الأوروبي الذي يصوت بالإجماع. فالبعض، مثل فرنسا، غيروا موقفهم وأصبحوا يدعون الآن إلى وقف فوري لإطلاق النار، في حين ما يزال البعض الآخر يعتقد أن هذا لن يسمح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها.

وحول أوكرانيا.. قال جوزيب بوريل إن كل الاختراق الذي كانت أوكرانيا تأمل في تحقيقه لم يحدث، وحتى الآن لا يوجد اختراق روسي أيضاً. يتمتع الروس بالتفوق وهم يقضمون أجزاء من الأراضي بتكلفة بشرية هائلة. وشدد بوريل على ضرورة استعادة توازن القوى. هناك عدم تناسق في هذه القصة: فروسيا لا تحتاج إلى الفوز، بالنسبة لها يكفي ألا تخسر. ويجب أن تفوز أوكرانيا لصد الغزو. ومن الناحية الديموغرافية، فإن الفارق هائل وهناك تأثير استنزاف في أوكرانيا.  

ولهذا السبب، يقول يقول بوريل: “ قُمت بدعوة مجلس الشؤون الخارجية والدفاع إلى الانعقاد في الثاني والعشرين من إبريل/نيسان الجاري لنرى كيف يمكننا تلبية المطالب الأوكرانية بالحصول على الذخائر، وربما بشكل أكثر إلحاحاً، الدفاع المضاد للطائرات. إنني أطرق أبواب الدول الأعضاء لأقول لها إنه إذا لم يكن لديها بطاريات مضادة للطائرات، فسيتعين عليها شراؤها. ويتحرك هذا الأمر شيئا فشيئا، ولكن هناك اختلافات كبيرة في المساهمات القادمة من الدول الأعضاء” .

وعن العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.. قال جوزيب بوريل إن بوتين لن يتوقف حتى تجرى الانتخابات الأمريكية. فعندما يرى كيف يتصرف المسؤولون الجمهوريون المنتخبون (من خلال تعليق التصويت على مساعدات أوكرانيا في الكونغرس)، يصبح لديه من الأسباب الوجيهة ما يجعله يعتقد أن الإدارة الجمهورية ستكون السيناريو الأكثر راحة بالنسبة له.

وعن الاختراق الذي يرجح أن يحققه اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية المقبلة، اعتبر جوزيب بوريل أن أوروبا تجد نفسها بين حربين. فقد دخلت عالماً فيه تعاون أقل ومنافسة أكبر؛حيث التحالفات الكبرى ليست كافية للتعامل مع ظهور لاعبين جدد. عالم تتسارع فيه التحولات المناخية والديموغرافية وظواهر الهجرة والتحولات الرقمية مع تداعيات على العمل. كل هذا يخلق الخوف الذي يدفع نحو الحلول المتطرفة.

وعبر جوزيب بوريل عن خشيته من هذه الديناميكية، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لتجنب التحالف بين حزب الشعب الأوروبي والأحزاب التي على يمينه، ومشددا على أن هذه الانتخابات حاسمة،لأننا لن نقرر بمفردنا وتيرة التحولات البيئية أو المهاجرة أو التكنولوجية في بلداننا، على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية