ثمة نص في مسلة يصيدني

وبشكلٍ طري وكما تركته قبلَ أن تجيءَ الحياةُ بمسلّتهِ. وعلى وسعِ نحلٍ نحيل أجرّبُ قيلولةً تسترُ أسمالَ تعويذةٍ، وأجري بعضَ هوامش لا بدَّ تكفيني .لأسكبَ حماقةَ متعتي بكلامٍ أحمق لتبرير بخسِ أناقةٍ منهكة في قيلولةِ ليلٍ أرعن. لا بدَّ أنَّ الغبارَ كان يغارُ من الترابِ والبصر فائضاً بخفتِه في نزهته السوداء. مع فراغِ الضوءِ والحربِ ما تجاوزتْ بعد عتبةَ الكلام
…………………..
اسير وبكامل تفاصيلي، بين أصابعي تابوت كلام يميل على ثقب في جسد امرأة ما تغيرت ملامحه كثيرا وفي عيني قمر لا أذكر عمره وزجاجة جميلة جدا هدية عشب أصفر ما كان على ما يرام، كما علمت من صلصال ثمالتي، وفم وسيم لا يزعجه حنون العنب في شفتي حقا كنت أحتاج إلى شي يلاحقني باستمرار، لأنني كنت أرغب أن اكبر واعترف امام جثة على مقاسي قيل قبل أول أمس كنتها إنني أحب الحياة.
……………..
نعشٌ خارجَ المقبرة ينتظرُ خروجَ الميت. تتململُ جثّتُه قليلا ويسكبُ على الصلصال زيتاً. يفيقُ ثملاً قابَ شمعٍ يتعطّرُ بضوءِ امرأة ترشقه بوشمٍ تحت ثوبِها. يصعدُ إليه كخيوطِ الماء في نداءِ الغيم. رائحةُ الورد لثم فراشاتٍ ينقشنَ كفنَ سهرته الحافية الفخذين. ببراعة سمع يكتبُ عنوانَ نساء.
……………………
منديلك النازل من شفتيك إلى عيون تفاحة تضيء خلف الليل وتزيد إغواء أسمالها وأصابع ورقة توت جمعه عنكبوت لخيوط ثياب داخلية لآلهة تمرح في حلمات الورد وشمس يشمها عميان في فمهم سرير غيم بحجم بئر صغيرة كمثل جسد خرج مني مرهقا إلى نهار لا يفكر فيه كما ينبغي، ومنديلك يسبقني إلى تعاويذ نصي وينهكني بصري قبيل قبري الذي أكسره كالمرايا ليضيء.
………….
أنظر إلى نص وأقول لماذا لا يلتفت إليّ في التأويل وانهماك بحبك حماقة هذيان ساخر ورغبتي السائلة قدح ضوء، أحتسي نفسا عميقا من تنهيدة الماء وأبوح إلى تعويذة بالمسك، أشلاء فحولتي جرار بأشكال غريبة تنظر لي بإمعان فأتصوف إلى حد ثمالة أن تضح أسمالي من جسدي المبلل برغوة أخطاء في فحيح أنثى شهية تذوب بعبث الطين.
……………..
فكرة كلما مسحت عنها الجسد تهذي حين لا أكون وحيدا كثيرا، وتشير إلى غيمة تسير بلا ثياب في التراب، ومن الضروري جدا أن أرتكب الضوء لأغسل الهواء وأفتح نافذة غرفتي ولأنها تستطيع، أي تلك الفكرة، أن تمد ذراعي على فمها وتطحن كلام جارتي البذيء التفاصيل وبكلمات بسيطة تكفيك سفرة تحليق لا تصل فيها إلى نوء يشخر، وبكل بساطة ترشق الورد بالامتياز على كبريائه المثير، وأن تجلب عناكب تحرسك في شخير قيلولتك وأنت تخيط الماء بإبر لا تستر عريك.
…………….
جلست إلى مبنى بعد الحرب وبلا موعد كنا نغرق في الكلام ونغيب، كلانا غريب وأنا يقول هو غريب مثلي، وهو يقول أنا غريب مثله، قلت أهذا أنت، بعد أن استعار بصري، أنت لست مثلي لأنك دون عين، وكلام يخرج طلقا من رائحة الصدر، وأنك لا تتألم كما أتنفس وفوق كل هذا مهجور، فقط أنت في هذا مثلي، ولكن أنا لست مثلك ولأنك أنت عرفتك كيف تميل على كل جوانبك بعد الحرب، وأنا بعد على وعد وموعد نظرت إلى غيوم سوداء ما زالت فوقي تلاحق بصري ومعي تمشي وأنا أفكر أن الحرب بعد لم تتلاش مثل البيت ومثلي.
…………….
جئني بضجيج ولكن ليس بحرب، حيث يمكنني أن آخذ قسطا واحدا من النوم بعد طقوس الحب، منذ موت أخير لم أتذوق جسد امرأة أسمر تملأني بيديها الجرتين المسكورتين في الساعة الواحدة ما بعد العتمة، حان وقت الصلاة بالنبيذ، فرغم جنوني بانحناءة قيد ابتسامة في أصابعها التجاعيد غيم، أتوهج كزيت يسيل من ذاكرة كلام وتضعني أمام سيكارة امرأة تقف أمامي بالمقلوب وتشعل التفاحة في فمي.
………………
طحين أبيض مثلي عادته سيئة بشراهة حين يعثر عليّ مهملا أحفر اصابعي في بشاعة حائط مبغى لطختي ما كانت زاهدة بأناقة حين غائما قدتها بكل فوضاي إلى وحيد خجول وشمه ورقة عسل من غيبوبة إغواء، لم يستنفدها أحد، ومنذ أن سقطت أصابعي على فص العري كان نبيذي يتوهج قبل أن أصل إلى جسدي وتغويني العرافة بفنجانها العاري.
…………………….
في الطريق إلى أفق أسود ما كنت راغبا أن أفتحه وكنت منشغلا بجنة ثقب زجاجة هواء تمنحني قبلا مالحة وزيتونا أبيض منفوخا ورسائل لم يتابعها حبل الغسيل في نشرة جنيات يلعبن بأعضاء الليل في نوبة ضوء أحمر يفرط بثمالة النواقيس داخل بلور نافذة المعبد كان الراهب منشغلا بلفافة صلاة والآلهة تتبادل كلاما متشابها عللى استحياء وبلا فراغات سوء ظن واحتمالات تأويل.
…………….
قصب مبلل بفم قديسات الليل في رؤيا لا تصلح أن تجلس القرفصاء أمام الكاهنة في معبد مكسور الناي ما عادت جراره تسكب النبيذ في قوارير القرابين ساعة الفصح الصندوق العجائبي في تجاعيد شيخوخة مناديل المائدة المطرزة بالمنمنات من تراتيل تطريز الكلام والكأس المركونة في صعود الماء شالات الطلق في الطقس الرباني.
……………….
لا تقلق الحياةُ ليست كما كنت فيها آخر مرّةٍ جئتها قبلَ حياتين عشتها سابقاً. وكان وقتها القمرُ ينزلُ إلى جثثٍ طريّةٍ في القبر ويغسلها بنبيذٍ أحمر والهواءُ يوشكُ أنْ يسقطَ من الضحكِ. والبحرُ بعكاز من صفيرِ سريرٍ على سبيلِ الحبِّ بإغواءِ إيماءةٍ واستلقاء غيمٍ أحمر إلى حدٍّ كبير. كساعاتِ القيلولةِ العاطلة عن الهذيان. نكايةً بتعويذةٍ تعوذُ من عميانٍ يرشونَ الضوءَ بفداحةِ بصر.
…………………..
لوحةٌ تزورني وتنظرُ إليّ وبرفقٍ تمرّرُ بشفتيها على فمي وتقلّب بعضَ صفحاتي. تشيحُ ببصرِها وتعجزُ عن الكلام معي، ينزلُ ضوءٌ من ليلٍ يانع، يتبعثرُ في كوابيس جنوني تنهيدتي رشيقة قبل أنْ أستخدمَ العناقَ الهزيل مع أوّل شخيرِ نوم يأتي من وردٍ. كنتُ مضغته من حربٍ سابقةٍ. حين أخمدُ كناقوسٍ رشيق. يحرصُ أنْ يحرسَ ركّةَ ضوء الشمع.
…………………
وشم كأنّه يبصرني في أوّل سرير. ويدعو خجلي بالتدريجِ إلى نداءِ إغواءٍ بلا ذنبٍ ودنس. يوسعني غيماً بدهشتي وشرفاتُ جسدي تأنسُ ضجيجَه وتلوّحُ بمنديلٍ لتحميل أخطاءٍ تشبهُ خطايا تتساقطُ من شالِ امرأةٍ .يرغبُ كرسي الاعتراف أنْ يتسلّلَ برغباتِه إلى عناقيد عنب. تسيل خمورا تملأُ الليلَ بصفير إغواء ويسكبُ لي حماقاتي على طبقٍ مطلي بأصابعي ومرايا عينيّ.
……………………..
أصعدُ بئراً لا مثيل لفراغٍ سوادها، وكثيراً ما أملأُ بثلجِ الهواء فوضى تخدشني بلا رضوضٍ. وأصابع تدفعني في صعودي بترتيبٍ أنيق، طويلا أستمرُّ في هلوستي وأنا أردّدُ تعويذةً وأمسكُ تفّاحةً أصادفها .تأتي من عمى الضوءِ في طينٍ ضجرٍ من ذاكرةِ الماء. القمصانُ التي وجدتها بنفسي قبلَ أن تضيفَ الرطوبةُ عقرباً آخر يلاحقني. وأنا صاعد إلى النومِ مبكّراً. وقد تهتُ من نوافذ صادفتها تهذي وتضحكُ معي .أنا من الخوفِ صعوداً خلفَ بئر ٍلا يمكن أن ْأصعدَ بالنزولِ إليها. والبئر من ضجرهِا من رائحتي بقميصِ النوم.
……………..
سريرُ الهواءِ ينامُ في حضنِ امرأة ٍمن ثلجٍ تتأوّهُ في الطريق إلى برجٍ. يغرق في موسيقى تسيلُ من زيتِ يد بلونِ طلّسم والتواء جنيّة وإغواء صلصال، يتعلّم بضربةِ شفتين في صفيرِ كلام الحب. ويخيطِ ضوءٍ يخيطُ قوسَ ثوبٍ. يرغبُ قراءة َمعنى المشي بعد الضجيج ِالألف ليل. من ذاكرةِ أصابع في كفِّ جنيّةٍ .وهذيان عرّافة في قعرِ فنجان أشدَّ سواداً من ظلام. ويقرأُ بأعجوبةِ تقويمٍ قديمٍ بلا تاريخِ ميلاد.
…………….
برعايتي كثيراً وبلا قطرةِ نبضٍ مدلوع، أخرج ُمن جسد جثتي. أمشي إلى وردٍ عكسي .يذهبُ إليَّ وإلى جانبي. أنا أسيرُ إلى مفردي الوحيد جدّا في صورةٍ فوتوغرافيّة تنمو برقّةٍ وشفتي امرأة تمرُّ مثل ثعبانٍ وسيم. ينظرُ إلى تلويحةِ ضوءٍ في عتمةِ سرداب، بانتظار طريقٍ ما عثرَ عليه في حضنِ رغبةٍ مجنونةٍ في قيلولةِ الظل.

شاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية