“تسلل مجدو”.. أولى علامات انهيار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

حجم الخط
2

حدود لبنان ليست مغلقة تماماً رغم كل العوائق القائمة هناك. ومع ذلك يعد هذا قصوراً. “حزب الله”، أو حماس التي تندمج الآن في منظومة المخربين على حدود الشمال، يؤشر بأنه مستعد للحرب، وفي حالة الاشتعال ستكون حالات تسلل حتى إلى مركز البلاد أو عمليات برية لمقاتلي “حزب الله” في الشمال. أما السؤال “كيف تسلل المخرب الذي انكشف عقب الانفجار في مجدو، سواء كان من فوق أو من تحت”، فأقل أهمية.

قصور المخرب الذي قد يكون بالتنسيق مع “حزب الله”، ينزع قناع المؤامرة الذي رافق القصور الأول لاتفاق الغاز بين الولايات المتحدة و”حزب الله” على ظهر إسرائيل. فقد سارع المحللون الأمنيون إلى تأطير تسلل المخرب حول مؤشرات الضعف الإسرائيلي جراء الشرخ الاجتماعي. وربما أضاف هذا تشجيعاً، لكن أوضاعاً كهذه ربما تقع، بينما ادعت منظومة الدولة بكاملها بأن اتفاقات هوكشتاين، كما يسميها اللبنانيون، تقلل التوتر وتضمن الهدوء مع لبنان. يذكر هذا التسلل بالهدوء والسلام اللذين كان يفترض بهما أن يسودا عقب الانسحاب من الحزام الأمني في العام 2000، لكن بعد بضعة أشهر، نفذت عدة عمليات على الحدود في سفوح جبل دوف، وفي إحداها جرى اختطاف جنديين تبين بعد ذلك أنهما قتلا.

ما ينعكس في هذا التسلل هو بضعة ألوان لاستغلال السياسة المتصالحة من مدرسة يئير لبيد وبيني غانتس. زعامة غانتس تتعلق بأمريكا. فقد بادر في حينه إلى التقرب من أبو مازن، وفور ذلك جعل شمال السامرة قاعدة إرهاب فاعلة. عشية التوقيع على اتفاق الغاز اللبناني، تحدث غانتس ولبيد وباقي القيادة الأمنية عن خطر اشتعال حربي يمنعه الاتفاق. والمستشارة القانونية غالي بهرب ميارا رافقت عملية الوصول إلى الاتفاق وإقراره. تدخلها في موضوع أمني صرف منع نقاشاً جماهيرياً وبرلمانياً. السطر الأخير: المؤسسة الأمنية قدمت يدها لاتفاق فضائحي بدعوى أنه سيجلب الهدوء والاستقرار الأمني.

التعلق الأمريكي

يمكن التقدير بأن المساهمة الأساس لعملية “حزب الله” الاستفزازية هي انهيار السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. يرى “حزب الله” أن ميلاً أمريكياً تجاه إيران يظهر اليوم في اتفاق الغاز، ويرون الآن بعد الاتفاق السعودي الإيراني خيانة أمريكية لإسرائيل تظهر بالاغتراب تجاه حكومتها. هناك محللون أمريكيون يرون إدارة بايدن مستعدة لأن تقبل وتحتوي إيران كمدينة حافة نووية، وتشبّه مكانتها النووية بتلك المنسوبة لإسرائيل.

القيادة الأمنية في إسرائيل في معظمها تعاني من العمى الطوعي في موضوع إدارة الظهر الأمريكية، وذلك لسبب بسيط، وهو أن سيطرة شخصيات مثل لبيد وغانتس وكبار سلاح الجو مشروطة بعلاقتهم بالمؤسسة الأمنية الأمريكية. إذا ما انقطعت هذه العلاقة فلن يكون لديهم ما يعرضونه.

بقلمأمنون لورد

 إسرائيل اليوم 19/3/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    اللهم انصر المقاومة في لبنان حتى تسترجع مزارع شبعا وانصر المقاومة في في سوريا حتى تسترجع الجولان وانصر المقاومة في فلسطين حتى تسترجع كامل فلسطين من البحر الميت إلى البحر المتوسط وتسقط أسطورة دويلة العنكبوت التي بأذرع الأخطبوط ??????????

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    اللهم اكسر ظهر أمريكا راعية دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا ???????????????????

إشترك في قائمتنا البريدية