بي بي سي: مقاطعة كبيرة لحفل عيد الفطر بمقر الحكومة البريطانية ورئيس الوزراء لم يكن حاضرا

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن – “القدس العربي”:

قاطع عدد من ساسة حزب المحافظين حفلة عيد الفطر التي دعا إليها رئيس الوزراء ريشي سوناك في مقر إقامته بـ 10 داونينغ ستريت بسبب دعم الحكومة لإسرائيل. كما ورفض رجال أعمال وقادة جمعيات خيرية الدعوة لحفل يوم الإثنين حسبما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، وحث وزير الخارجية ديفيد كاميرون المدعوين لوضع “الخلافات السياسية جانبا” وحضور الحفل التقليدي الذي يقيمه رئيس الوزراء عادة بمناسبة انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر.

وبحسب بي بي سي فقد عبرت مصادر في داونينغ ستريت عن قلقها من حجم المتغيبين عن الحفل بسبب موقفهم من الحرب في غزة. وقاطعت البارونة سيدة وارسي التي تعتبر أول وزيرة مسلمة والرمز البارز في حزب المحافظين المناسبة إلى جانب نائبين في مجلس العموم. وكانت وارسي قد استقالت من منصبها بسبب موقف رئيس الوزراء في حينه كاميرون من الحرب على غزة في 2014. ونقل موقع بي بي سي عن متحدث باسم 10 داونينغ ستريت قوله إن الحكومة تشترك في “القلق العظيم بين المسلمين البريطانيين والأزمة الإنسانية في غزة وأولويتنا هي تجنب تصعيد جديد في المنطقة”.

وأدت الحرب في غزة إلى وضع أكثر من 2.2 مليون فلسطيني على حافة الكارثة والمجاعة. وقتل أكثر من 33,700 شخص وجرح 76,000 آخرون جراء القصف الإسرائيلي والدمار الواسع للنظام الصحي والوحدات السكنية. وأخبر رجل الأعمال وجامع التبرعات آصف أنصاري بي بي سي قائلا إن بريطانيا تواصل تصدير الأسلحة لإسرائيل بعد قرار محكمة العدل الدولية التي توصلت لوجود مخاطر معقولة عن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، كما أن قتل عمال الإغاثة الدوليين في غزة كان “خطا أحمر بالمطلق”.

 وتعرض سوناك لضغوط واسعة من النواب في حزبه بعد مقتل موظفي المطبخ المركزي العالمي، ومنهم ثلاثة بريطانيين، حيث طالب ثلاثة نواب من المقاعد الخلفية ووزير سابق الحكومة بوقف بيع الأسلحة إلى إسرائيل. ووقع في بداية الشهر الحالي 600 من القضاة السابقين والمحامين والأكاديميين البارزين بمن فيهم الرئيسة السابقة للمحكمة العليا، ليدي هيل، على رسالة حذروا فيها الحكومة من أنها تخرق القانون الدولي بمواصلتها إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

وفي 29 آذار/مارس وقع 50 نائبا في مجلس العموم وعضوا في مجلس اللوردات على رسالة لوزير الخارجية كاميرون، دعوه فيها لاستئناف الدعم الحكومي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا. وجاءت مقاطعة المسلمين للحفلة، رغم ما قاله سوناك بأنه يتطلع “لاستضافة الرموز المسلمة”. لكن مكتبه قال إن لديه انشغالا في نفس الوقت بالبرلمان حيث كان سيلقي خطابا بشأن إيران. ولم يحضر سوى نصف العدد العادي من المدعوين المناسبة.

ومن حضر المناسبة ارتدوا شعارات صغيرة للعلم الفلسطيني أو أساور وعصابات أو بكل شعر للكوفية الفلسطينية، لكن أيا من الرموز المهمة المسلمة لم يحضر المناسبة، بمن فيهم وارسي. ولم يكن سوناك في المناسبة بسبب انشغاله في البرلمان، وحضر حوالي 50 شخصا واندهشوا لعدم وجود سوناك، وبخاصة أن رئيس الوزراء يحضر عادة الحفل التقليدي بعيد الفطر. واستقبل الحضور بدلا من سوناك، نائب وزير الخارجية أندرو ميتشل. وقال بعض الحاضرين إنهم فكروا بالحضور أو عدمه، وقال الكثيرون إنهم استشاروا عائلاتهم بشأن المشاركة. وقالت واحدة إنها لم تكن تريد تفويت فرصة الدعوة لأول مرة لحفلة في مقر الحكومة ولكنها أرادت التأكيد بأن موضوع غزة لن ينسى. وقال آخر إنه حضر الحفل أكثر من مرة ولكنه “فكر به، وفكر بما يعنيه وفكر بأن داونينغ ستريت يعقد الحفلة كاحتفال يدعمه” و”لهذا حضرت، وأفهم أن الكثيرين قاطعوه، وبالنسبة لي كان حضوري هو القرار الصائب”. وقال إن الحضور الذين تركوا المناسبة لم يروا نوابا “وشاهدت مرشحين للبرلمان وليس نوابا، وربما كانوا هناك ولكنني لم أرهم”.

وعلقت بي بي سي أن الغياب الكبير كان أول مقاطعة مهمة لـ 10 داونينغ ستريت. ويشبه مقاطعة حفل إفطار نظمه البيت الأبيض حيث طالب القادة المسلمون بايدن وفريقه الحديث عن السياسة الأمريكية من الحرب في غزة وليس عقد إفطار لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية