بدء أول محاكمة لترامب في قضية جنائية في نيويورك

حجم الخط
0

نيويورك: بدأت في نيويورك الإثنين محاكمة دونالد ترامب في قضية جنائية في سابقة لرئيس أمريكي سابق، في تطوّر قد يشكّل تحوّلا دراماتيكيا في استحقاق رئاسي يسعى فيه الجمهوريون للعودة إلى البيت الأبيض.

وتساجل محامو الجهتين مع القاضي خوان ميرشان بشأن الأدلة الممكن اعتمادها، فيما جلس ترامب بكتفين منحنيتين ناظرا إلى الأمام أو محدّقا بشاشة الكمبيوتر إلى جانب فريقه القانوني.

في جلسة الإثنين سيتم اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12 وسيكلّفون البت في ما إذا ترامب “مذنب” أو “غير مذنب” في ختام مرافعات قد تستغرق ما بين 6 و8 أسابيع.

وقد تستغرق عملية الانتقاء أسبوعا إلى أسبوعين ريثما ينظر في الميول السياسية للأفراد بغية استبعاد المتحيّزين حزبيا في مدينة تؤيّد بأغلبيتها الديمقراطيين لكن دونالد ترامب جمع فيها جزءا من ثروته.

لدى وصوله إلى المحكمة في مانهاتن قال ترامب في تصريح لصحافيين إن المحاكمة هي “اعتداء على الولايات المتحدة”.

وأمام مقر المحكمة نُظّم تجمّع غير حاشد مؤيد لترامب، أطلق خلاله المتظاهرون هتافات بذيئة ضد الرئيس جو بايدن والمدعي العام في مانهاتن ألفين براغ.

ولوّح أحدهم بعلم كتب عليه “ترامب أو الموت”.

وترامب هو أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة يمثل أمام محكمة في قضية جنائية، في محاكمة قد تفضي إلى حكم بالسجن وبالتالي إلى قلب موازين حملة الانتخابات الرئاسية التي يخوضها الملياردير مرشحا عن الحزب الجمهوري.

وانطلقت المحاكمة في جلسة يتوّقع أن يتم فيها انتقاء أعضاء هيئة المحلّفين الإثني عشر لبتّ ما إذا كان الملياردير الجمهوري مذنبا في تزوير مستندات محاسبية لمجموعته العقارية “Trump Organization”.

سمحت هذه النسخ المزوّرة، بحسب الادعاء، بإخفاء مبلغ 130 ألف دولار في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016 دفع لممثّلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز كي تتستّر على علاقة جنسية قبل عشر سنوات مع ترامب، ينفي الرئيس الأمريكي السابق حدوثها.

وبعد أكثر من ثلاث سنوات من تركه البيت الأبيض في حالة فوضى، يواجه ترامب (77 عاما) نظريا عقوبة بالسجن. لكن ذلك لن يمنعه من أن يكون مرشّحا للانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر التي يسعى خلالها إلى الثأر من جو بايدن، إلا أنه سيضع الحملة في وضع غير مسبوق.

 “يريدون سلبي حرّيتي” 

وأوضح أستاذ القانون في جامعة ريتشموند كارل توبياس لوكالة فرانس برس أن “التحديات كبيرة جدا لأن ترامب ومحاميه نجحوا حتى الآن في تأخير المحاكمتين (الأخريين)”، إحداها بتهمة القيام بمحاولات غير مشروعة لقلب نتائج انتخابات 2020 التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن، والثانية الاحتفاظ بوثائق سرية.

وأضاف أن قضية ستورمي دانيالز التي اعتبر خبراء أنها ضعيفة “قد تكون الوحيدة التي سيصدر حكم بشأنها قبل الانتخابات”.

حتى الأيام الأخيرة، واصل محامو ترامب عبثا تقديم الطعون لتأخير الموعد النهائي للمحاكمة. ومساء السبت، خلال اجتماع في ولاية بنسلفانيا، صوّر الرئيس الاميركي السابق نفسه مجددا على أنه ضحية اضطهاد قانوني وسياسي.

وقال لمؤيديه “يريد أعداؤنا سلبي حريتي لأنني لن أسمح لهم أبدا بسلبكم حريتكم” مؤكّدا أنه سيدلي بشهادته.

ووصف فريق حملته المحاكمة بأنها “اعتداء مباشر على الديمقراطية الأمريكية”.

وقال في بيان “هذه الاتهامات ملفقة بالكامل بغية التدخل في الانتخابات”.

في الأسبوع الماضي أكد ترامب أنه سيحضر الجلسة، في خطوة غير اعتيادية لمتّهم وتنطوي على مخاطر.

وقال أستاذ القانون في جامعة كولومبيا جون كوفي إن “متّهمين آخرين قد يكونون أكثر حذرا وحرصا ورصانة واحتراما للمحكمة”، لافتا إلى أن “ترامب ليس كذلك. إنه بالأساس يفتقر لضبط النفس كشاهد”.

وتحظى المحاكمة بتغطية إعلامية عالمية رغم أن الجلسات ستعقد خلف أبواب مغلقة.

 130 ألف دولار

وردّا على 34 تهمة وجّهت إلى ترامب قبل سنة على خلفية “تزوير مستندات محاسبية” يعاقب على كلّ منها بالسجن لمدّة قد تصل إلى أربع سنوات، دفع الملياردير ببراءته، مندّدا كما فعل في سياق قضايا أخرى، بحملة “تنكيل شعواء” هدفها منعه من العودة إلى البيت الأبيض.

وتعود القضية التي يحاكم بشأنها ترامب إلى الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية التي فاز فيها في 2016.

وتتعلق بدفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانيالز كي تتستّر على علاقة جنسية قبل عشر سنوات مع الرئيس السابق.

وبالنسبة إلى المدعي العام ألفين براغ يمثل الأمر تزويرا انتخابيا لأن الهدف من العملية كان التستر على معلومات قد تضر بالمرشح الجمهوري.

وسيكون أحد تحديات المحاكمة هو تحديد ما كان يعرفه ترامب عن هذه المدفوعات عند حدوثها.

وسيكون محاميه السابق مايكل كوهين الذي يؤكّد أنه دفع المال لدانيالز بناء على طلب ترامب وتمت إدانته في محكمة فدرالية في هذه القضية، أحد الشهود الرئيسيين للادعاء.

 (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية