الملابس والبلاستيك والجلة والجير تصبيرة للعوائل الفقيرة في الرقة

أسامة الخلف
حجم الخط
0

كحال العديد من المناطق السورية يمر على أهالي الرقة موسم شتوي هو الأصعب والأكثر فتكاً بالوضع المعيشي الذي يمر بحال السكان المحليين والنازحين خاصة للطبقات الفقيرة.
ويقطن الرقة ما يقارب 850 ألف نسمة وتضم المدينة 53 مخيماً عشوائياً تسكنها العوائل المهجرة والنازحة من المحافظات السورية الأخرى.
واعتمدت الإدارة الذاتية على توفير قسائم للمحروقات للمازوت وزيت كاز وأسطوانة غاز لكل عائلة من المسجلين والوافدين والنازحين وفق تقسيم الأحياء والقرى والمخيمات، وهي قسيمة سنوية يصدرها مكتب محروقات الرقة «سادكوب» قابلة للتجديد من كل عام تمنح العوائل من خلالها مستحقات من المحروقات وفق مخصصات شهرية وفصلية. ويتم توزيع القسائم من مخصصات المازوت للعوائل جميعها منذ أيلول/سبتمبر المنصرم بمعدل 300 لتر مازوت لكل عائلة وشملت الريف والمدينة ومراكز الإيواء للوافدين وهي الدفعة الأولى من مستحقات السنة من المازوت، يشتكي العديد من المستلمين من رداءتها.
يقول زكي عيسى وهو رب أسرة من حي البجري في مركز المدينة لـ«القدس العربي»: «استلمنا مخصصاتنا من المازوت تشرين الأول/اكتوبر الماضي عبر صهاريج معتمدة من سادكوب 300 لتر لكن وبمجرد أن رأيت لون ورائحة المازوت لم استعمله للمنزل فهو فيول خالص وخطير للاستعمال المنزلي فقمت ببيعه كاملاً لصاحب الصهريج بمبلغ 800 ألف ليرة سورية».
ويتابع: المازوت الموزع من سادكوب خطر جدا، فالمادة غير خاضعة للفلترة النظامية وهو فقط يتم حرقه بحراقات بدائية بالكاد تستخرج المازوت ومعه مواد أخرى ذات رائحة كريهة مصحوبة بالبنزين والزنك والكاز ومواد شمعية.
مصادر «القدس العربي» أكدت أنه بالرغم مما سلف عن المازوت الموزع من قبل الإدارة الذاتية، إلا أن العديد من العوائل لم تستلم مستحقاتها، خاصة ريف الرقة الشرقي فيما كانت الأسباب هي رفع الأسماء بملحق آخر.
وأصدرت مديرية الجمارك التابعة للإدارة الذاتية في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 قرارا يقضي بمنع بيع المحروقات وإزالة المحطات والبسطات من أسواق المدينة والريف، واعتماد محطات وعددها 8 رسمية لتزويد السيارات والمركبات والصهاريج بالمادة، ما نجم عنه غلاء وأزمة دائمة قفزت على إثرها أسعار المشتقات النفطية من مازوت، وبنزين وكاز لثلاثة أضعاف.
وهو ما سبب ارتفاع سعر المازوت الحر الذي وصل لـ 8000 ليرة سورية، خاصة بعد استهداف عدة آبار للنفط ومحطات التكرير نتيجة القصف التركي على مناطق الحسكة القامشلي وأريافها.
وتقول أم علي وهي ربة أسرة من حي الرميلة الشعبي بالرقة:» نقوم كما أغلب سكان الحي ببيع المازوت الموزع وقبض ثمنه، وبشراء ملابس مستعملة (بالة) وجعلها وقوداً للمدفأة، وأحيانا نقوم بشراء الأحذية المستعملة والبلاستيك كونها الأرخص ثمناً».
وتضيف «أعمل في تجارة الألبسة المستعملة في بسطة في شارع تل أبيض ولدي أطفال وزوجي مريض ربو وهو ما يشكل خطراً على صحته لكن هذا هو المتوفر لدي كونني المعيلة للعائلة». من ناحية أخرى تضطر بعض العوائل بالمخيمات وبعض مناطق الريف لاستعمال البدائل الأخرى للتدفئة كالحطب مثلاً أو «الجلة» وهي كرات مجففة من روث الحيوانات يتم صناعتها وتخزينها منذ الصيف وتخزن لأشهر في أماكن تتعرض فيها للشمس وتستعمل شتاءً في القرى والمخيمات والأحياء الشعبية بالرقة.
وهو ما تقوله زهرة ياسين وهي نازحة من منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي وتقطن في مخيم اليوناني: «منذ فصل الصيف نقوم بصناعة الجلة من روث الحيوانات ونخلطها بالطين لجعلها كرات، نقوم بنشرها في الشمس للاستعمال في فصل الشتاء، وكل خيم النازحين وبعض سكان الأحياء الفقيرة بالرقة، تستعمل الجلة كفاكهة للشتاء والتغلب على الطقس القارس».
حسيبة الخالد مهجرة من دير الزور وتقطن في مخيم سهلة البنات تضيف قائلة: «نقوم بشراء الجير من محلات تخزن هذه المادة التي يجمعونها من المنطقة الصناعية من زيوت وشحم وطين وزيوت قابلة للاشتعال، وتستخدمها أغلب العوائل في المخيمات كونها تمنح الخيمة دفئاً أكبر من جميع مواد التدفئة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية