«المقاومة العراقية» تواصل عملياتها نصرة لغزة: ضربت أهدافاً في سوريا

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: واصلت «المقاومة العراقية» الأحد، عملياتها حيث أعلنت مهاجمة هدف عسكري في الجولان السوري المحتل، فيما أقرت واشنطن بإصابة جنود أمريكان بـ«ارتجاج بالرأس» في الهجوم على قاعدة عين الأسد.
وذكرت «المقاومة» في بيان بأن «مجاهدي المقاومة الإسلامية في العراق هاجموا أول أمس السبت، هدفا عسكريا في الجولان المحتل، بالطيران المسير». وأكدت «استمرارها في دك معاقل الأعداء».
وأوضحت أن الهجوم يأتي «استمرارا بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرة لأهلنا في غزة، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ».
كما أكدت أنها قصفت قاعدتين أمريكيتين في شرق سوريا.
وقالت إنها «استهدفت قاعدتي الشدادي وحقل العمر للقوات الأمريكية في شرق سوريا بطائرات مسيرة».
في حين، أعلن أبو علي العسكري، المتحدث العسكري باسم «كتائب حزب الله العراقية» أحد أبرز الفصائل المسلحة المنضوية ضمن الحشد الشعبي في بيان أن «الإخوة في المقاومة الإسلامية سيستمرون بدك معاقل الأعداء حتى تحقيق الأهداف التي أعلن عنها ابتداء، بل سيردون الصاع صاعين بل أكثر» مؤكدا «ضرورة الاستمرار في تصعيد وتيرة العمليات».
جاء ذلك بعد أن تبنت «المقاومة» استهداف قاعدة «عين الأسد» في الأنبار بـ«رشقة صاروخية» أول أمس السبت.

مقاومة الاحتلال

وذكرت في بيان صحافي أنه «استمرارا في نهجنا في مقاومة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق والمنطقة، وردا على مجازر الكيان الصهيوني بحق أهلنا في غزة، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق، قاعدة عين الاسد المحتلة غرب العراق، برشقة صاروخية». وأكدت «المقاومة» استمرارها في «دك معاقل العدو».
كما نقلت «فرانس برس» عن مصادر أمنية عراقية ومسؤول عسكري أمريكي القول إن «نحو عشرة صواريخ أطلقت على القاعدة العسكرية التي ينتشر فيها جنود أمريكيون وقوات من التحالف الدولي المناهض للتنظيمات الجهادية».
وعلى إثر الحادث، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول ان «عددا من الصواريخ سقطت قرب مقر اللواء 29 الفرقة السابعة التابعة لقيادة عمليات الجزيرة ضمن قاعدة عين الأسد العراقية، مما تسبب في إصابة جندي وإحداث أضرارٍ في المقر».
وأمس الأحد، أكدت القيادة المركزية الأمريكية، إصابة عدد من الجنود الأمريكان في «ارتجاج في الرأس» على خلفية الهجوم الصاروخي «البالستي» الذي استهدف قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار الغربية مساء أول أمس، وفيما أعلنت إصابة جندي عراقي ـ إصابة بليغة ـ جراء الحادثة. وأفادت القيادة المركزية للجيش الأمريكي أن عددا من العناصر الأمريكية يخضعون لتقييم الإصابات إذا ما كان هناك ارتجاج في منطقة الرأس جراء القصف الصاروخي «البالستي» الذي شنته الفصائل. وقالت في بيان إنه «في يوم 20 يناير/كانون الثاني، وفي حوالي الساعة 6:30 مساء (بتوقيت بغداد) أطلق مسلحون مدعومون من إيران عدة صواريخ باليستية في غرب العراق مستهدفة قاعدة الأسد الجوية».

أمريكا تؤكد إصابة عدد من جنودها بالقصف على «عين الأسد»

وطبقا للبيان فإن «أنظمة الدفاع الجوي التابعة للقاعدة قامت باعتراض معظم الصواريخ، فيما سقط بعضها الآخر على القاعدة» مؤكدا في الوقت عينه إنه «يتم تقييم الأضرار. يخضع عدد من الموظفين الأمريكيين لتقييم لإصابات في الرأس. كما أصيب أحد أفراد الخدمة العسكرية العراقيين على أقل تقدير».
ووفق صحيفة «ذا ناشيونال» الضربة على القاعدة الأمريكية في محافظة الأنبار، التي تضم بشكل أساسي قوات عراقية، تعد «أكبر هجوم صاروخي على القوات الأمريكية منذ أن ضربت إيران نفس القاعدة في عام 2020، ردا على هجوم أدى إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد».
وحذر المحلل الأمني العراقي، أحمد الشريفي، فحذر من تغيير قواعد الاشتباك بين امريكا وإيران بعد أن تم استخدام الصواريخ البالستية، في الاستهداف الأخير لقاعدة «عين الأسد».
وأوضح أن «قواعد الاشتباك من الممكن أن تتحول من الاشتباك غير المباشر إلى الاشتباك المباشر، وهذا ما تشير إليه جميع التوقعات بعد الهجمات الأخيرة» معتبرا أن «الاشتباك المباشر سيحدث حربا إقليمية تعتبر امتدادا لحرب الخليج، ومن الممكن أن يتم تسميتها بحرب حوض المتوسط والبحر الأحمر، وستكون حربا خطرة جدا وسيمتد أثرها على الموانئ، وعلى عملية النقل بكل لأنواعه، من نقل الطاقة والنقل التجاري مع أوروبا وغيرها، وستتأثر الممرات المائية، وتكون جميعها على المحك إذا ما كانت هناك حرب مباشرة بين الطرفين» حسب تصريحات لموقع «المربد» البصري.

تغيير نوعي

ووفق قوله، «مع استخدام الصواريخ البالستية أصبح هناك تغيير نوعي في القدرات القتالية. أمريكا أمامها خياران إما أن تذهب إلى خيار استخدام العمليات الخاصة باستهداف منظومة القيادة للفصائل المسلحة كما هو الحال في سوريا ولبنان أو ستذهب في اتجاه الاشتباك المباشر مع إيران. جميع التوقعات في ظل هذه المعطيات، توقعات متشائمة». وتعليقا على الهجوم الأخير على قاعدة «عين الأسد» رأى عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، وزير المالية الأسبق، هوشيار زيباري، أن مصالح الفصائل المسلحة تقف وراء عدم استهدافها قاعدة فيكتوري في مطار بغداد الدولي.
وكتب في «تدوينة» له، إن «الفصائل الحشدية العراقية تستهدف بكثافة قواعد التحالف العراقي ـ الدولي في أربيل وحرير في كردستان وعين الأسد في الأنبار» معتبرا أن «الفصائل تتفادى استهداف قاعدة فيكتوري في مطار بغداد. لماذا؟ لأن لديهم مصالح تجارية ومالية ولوجستية قائمة يومية هناك ولا تريدها أن تتضرر».

مرحلة حرجة

إلى ذلك، حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، من تعرض البلاد للخطر حال استمرت الهجمات من داخله وخارجه. وقالت في بيان إن «الشرق الأوسط يمر في مرحلة حرجة حيث يهدد الصراع المحتدم في غزة والأعمال المسلحة في أماكن أخرى باندلاع مواجهة كبيرة».
وأفادت بأن «العراق معرض لخطر المزيد من الانجرار إلى هذا الصراع، فعلى الرغم من جهود الحكومة لمنع تصاعد التوترات إلا أن الهجمات المستمرة التي تنطلق من داخل حدود العراق وخارجه من شأنها أن تؤدي إلى تقويض الاستقرار الذي تحقق بعد جهد جهيد في البلاد، والإنجازات التي حققتها في السنوات الأخيرة».
وأضافت: «تتركز جميع جهود الأمم المتحدة على السعي إلى إنهاء الصراع في غزة وتجنب امتداده إلى المنطقة. وقد دعا الأمين العام (للأمم المتحدة) مرارا وتكرارا إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ لأسباب إنسانية في غزة وايصال الإغاثة المستدامة والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي بما في ذلك حماية المدنيين والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن».
ووفق المسؤولة الأمريكية فإن «استقرار العراق وأمنه هما في مقدمة وصلب جميع أعمالنا ونكرر نداءنا إلى جميع الأطراف لممارسة أقصى درجات ضبط النفس». ويأتي هذا التصعيد، في ظل مواصلة بغداد تعقبها لعناصر «الدولة الإسلامية» فقد أعلنت خلية الإعلام الأمني انطلاق المرحلة الثالثة من عمليات «وعد الحق» ضمن قواطع عمليات ديالى وصلاح الدين والدوز وكركوك وسامراء ومن عدة محاور، لتعقب مسلحي التنظيم. وذكرت، في بيان، أنه «وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة، وتخطيط ميداني من قبل قيادة العمليات المشتركة، تواصل قطعاتنا الأمنية المختلفة ملاحقة ما تبقى من عناصر عصابات داعش الإرهابية، وعلى بركة الله تعالى، انطلقت فجر هذا الأحد (أمس) المرحلة الثالثة من عملية (وعد الحق) بإسناد من صقور الجو ضمن قواطع عمليات ديالى وصلاح الدين والدوز وكركوك وسامراء ومن عدة محاور». وأضافت أن «العمليات مستمرة لتعزيز الأمن والاستقرار ومطاردة ما تبقى من مفارز داعش المنهزمة ودك أوكارهم وتطهير الأراضي من دنسهم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية