المسيح يعود.. لكن بأي حال؟

حجم الخط
1

مع غمرة الأعياد المجيدة التي يحتفي بها العالم المسيحي ونشاطره نحن هذه الأيام قدسيتها وبهجتها، تعود رسالة السيد المسيح عليه السلام للحضور بقوة في ضميرنا ومشاعرنا، خاصة بعدما شهدناه من آلامٍ وأحزانٍ واجهها الشعب العربي بمسيحييه ومسلميه، لا سيما خلال سنوات الخريف العربي الأخيرة.
المسيح عيسى عليه السلام الذي قال: ‘من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر’ حمل في قلبه ووجدانه رسائل التسامح والمحبة والإخاء، مذكراً العالم بأن الخبز ليس فقط ما تأكل، بل هو خبز المحبة والخير والعطاء والسعادة والإباء.
السيد المسيح الذي آخى بين الناس فآخى اتباعه بالمسلمين عندما نكّل بهم وهجروا من بيوتهم ووطنهم مع بداية انطلاق رسالة الخير التي أطلقها النبي محمد عليه الصلاة والسلام. هؤلاء الأتباع والموالون وكل المدينين بالمسيحية هم من وقفوا في كنائس بيت المقدس وفي كل فلسطين من البحر إلى النهر وقفة حملت رسالة المسيح الأبي، وهم ذاتهم الذين يعيشون ضنك الحياة مع إخوتهم المسلمين اليوم في العراق ومصر وسورية ودول الخريف العربي والعالم المجنون الذي يرى في قتل الناس انتصاراً لمآربه ورسالته المشوهة.
المسيحيون ليسوا طارئين في كل عاصمة ومدينة وقرية يلوثها العنف والقتل وإنما أصلاء في انتمائهم لرسالة الوطن والهوية. فبمسيحيتهم وبإسلامنا ولدت الحياة من جديد استكمالاً لرسائل الديانات الثلاثة، وبصورة تنظم حياة الناس على أرضية حرية الرأي والتسامح واحترام الناس وحماية أرواحهم. وليس هناك أدل على تلك الرسالة من قول الله تعالى: ‘من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً’. هذا الرسول الكريم لم يهدأ له بال إلا عندما حدد الحق وجسد العدل بين الناس وعرّف حدود الله والشرع.
المسيح يعود هذه الأيام بخلقه وأخلاقه ورسالته وتعاليمه التي قدّرها ديننا الحنيف، وتعود معه شيمه التي احترمناها جميعاً وذكرها الحبيب محمد في كل مرة بحث للمسلمين عن الأمن والطمأنينة والنجدة.
فتحية للنبي عيسى عليه السلام ولكل المسيحيين في أعيادهم ولكل المعذبين منهم، وألف تحية للذين يقفون في كنائسهم وصوامعهم وممتلكاتهم في وجه الاحتلال الصهيوني الذي يمارس كل يومٍ ضغطاً عليهم لسرقة الأرض. شكراً للمسيحيين في كل الأراضي المقدسة فهم امتداد لعرضنا وشرفنا وكرامتنا وهويتنا وهم إخوتنا دائماً في السراء والضراء.
كل عام وعيسى ومن والاه بألف خير. عيسى الفلسطيني المقاوم والمصابر في معركة التحرير وإعلاء رسالة الحرية ورسالة تأخرت كثيراً: رسالة الحق في الحياة!

‘ كاتب فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو سامي د.حايك:

    ما أحوجنا إلى هذا الكلام النبيل الصادق في زمن الطائفيه اتي تنهش لحمنا و هو تثبيت و تأكيد لشيئ كان دائما موجودا و لا حاجه لنا بالحديث عنه لأننا نعيشه بالجيره و الصداقه و المحبه و الطريق المشترك و التطلعات الواحده إلى حياة أفضل و المشاركه في العناء و الفرحه في الأفراح و اللغه الواحده و هذا ما عشناه في فلسطين في يافا التي كنت فيها طفلا و عن رواية والدي و الإستمرار في الأردن بعد الهجره إلى يومنا هذا و لي أصدقاء حميمين من المسلمين أكثر من المسيحيين و لكن ليس لنا حاجه للتعريف بذلك و إذا قال رجل لزوجته بعد عشره طويله مليئه بالمحبه و التضحيه “أنا بحبك” تقول له “شو مالك؟” !!

إشترك في قائمتنا البريدية