العراق: فصائل «المقاومة» تعلن استئناف عملياتها ضد الأمريكيين… ثم تنفي

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: تضاربت الأنباء بشأن مسؤولية فصائل «المقاومة الإسلامية» في العراق، عن استهدافين ضد القوات الأمريكية، ففي الوقت الذي أكدت فيه منصّات تابعة «للفصائل» وتحديداً كتائب «حزب الله/ العراق» استئناف عملياتها ضد واشنطن، عقب مرور نحو ثلاثة أشهر على تعليقها، عادت المصادر ذاتها لتنفي تلك التصريحات التي قالت إنها «غير رسمية» ولم تصدر من «المقاومة» التي تضم الفصائل المسلحة.

لا أضرار لا إصابات

قال مسؤول أمريكي إن هجوما بطائرة مسيرة مسلحة استهدف القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق لكنه لم يتسبب في وقوع أضرار أو إصابات.
وقبل ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية، استهداف قاعدة للتحالف الدولي في عمّق الأراضي السورية، عبر هجوم صاروخي نُفّذ من داخل العراق.
تزامن ذلك مع إعلان منصّة «كتائب حزب الله» في «تليغرام» التي تتبنّى نشر جميع الأنباء والنشاطات والتصريحات المتعلقة بـ«الحشد» والفصائل العراقية المسلحة، عودة «الكتائب» لاستئناف عملياتها العسكرية، معللة ذلك لعدم وجود «جدّية» في إخراج القوات الأمريكية من الأراضي العراقية. وجاء في خبر أوردته المنصّة إن «المقاومة العراقية منحت رئيس الوزراء العراقي مُسبقاً ثلاثة أشهر للتفاوض مع القوات الأمريكية للخروج بجدول زمني محدد لإخراجهم من العراق، وحددت وقت استئناف العمليات ضد الاحتلال بعد زيارة (رئيس الحكومة محمد شياع) السوداني إلى واشنطن في حال عدم الخروج بنتيجة جدية لإخراجهم» مبينة إنه «أما الآن، وبعد نهاية الزيارة واتضاح كذب بعض الجهات السياسية وعدم وجود اي نية أجنبية للخروج من العراق، فإنّ المقاومة الإسلامية اتخذت قرارا بالعودة إلى العمل العسكري».
وأشارت إلى أن «ما جرى، هو البداية التي يجب أن تتصاعد وتبقى».
ولاحقا، نقلت منصّات صحافية تابعة «للفصائل» خبراً أفاد أنه «لم يصدر أي بيان عن المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله خلال الـ48 ساعة الماضية، وإن ما تتناقله وسائل الإعلام هو خبر مفبرك بثته وكالة رويترز والتي ستتحمل تبعاته لاحقاً».

استهدف قاعدة «عين الأسد»… ونائب يطالب بإيقاف تصدير النفط للأردن

وجاء ذلك، بعد يوم واحد من انفجار ضخم في معسكر «كالسو» في العراق، يوم السبت، أدى إلى مقتل منتسب في «الحشد الشعبي».
وقال رئيس هيئة أركان «الحشد» عبد العزيز المحمداوي، إن السبب وراء الانفجار هو اعتداء، بينما قال الجيش إنه يحقق في الأمر، مشيرا إلى عدم وجود أي مقاتلات في السماء في ذلك الوقت.
وأن الهجوم غداة عودة السوداني من زيارة للولايات المتحدة اجتمع خلالها مع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
وفي نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، أعلنت «كتائب حزب الله» في العراق، «تعليق العمليات العسكرية والأمنية على قوات الاحتلال» وذلك «دفعاً لإحراج الحكومة العراقية» مبينة أنها سوف تبقى تدافع «عن أهلنا في غزة بطرق أخرى».
وبلغ التوتر بين القوات الأمريكية والفصائل العراقية ذروته عندما تبنّت الأخيرة هجوماً استهدف قاعدة البرج 22 الأمريكية في الأردن، في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكان وإصابة العشرات (34) حسب تصريحات رسمية لمسؤولين أمريكيين.
وفي مطلع شباط/ فبراير 2024، أعلنت القوات الأمريكية عشرات المواقع التابعة للفصائل العراقية المنضوية في «الحشد» في مناطق في محافظة الأنبار الغربية (حي السكك في القائم وعكاشات).
وفي بيان مقتضب لقيادة عمليات الأنبار «للحشد» حينها، فإن الضربات الأمريكية استهدفت «لواء 13 (الطفوف)» وتسبّبت بمقتل 16 من عناصره وجرح 25 آخرين.
وعلى الفور أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، مسؤوليتها بشأن الضربات الأمريكية في العراق وسوريا، والتي قالت إنها استهدفت «فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له».
وأفادت في بيان صحافي أن القوات العسكرية الأمريكية ضربت «أكثر من 85 هدفاً مع العديد من الطائرات التي تضم قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة».
وزعم مسؤول أمريكي مُطلع وقتها، أن الأردن شارك في الضربات الأمريكية ضد مواقع «الحشد» في العراق، حسب تقارير صحافية غربية. وعلى هذا الأساس، شنّ سياسيون عراقيون هجوماً لاذعاً ضد الأردن، وطالبوا الحكومة بإلغاء الامتيازات الممنوحة في العلاقات الاقتصادية مع الأردن، ومن بينها بيع النفط بأسعار مخفّضة.
ورغم مرور أربعة أشهر على الحادث، أعاد القيادي في ائتلاف «دولة القانون» المنضوي في «الإطار التنسيقي» خلف عبد الصمد، الدعوة لوقف توريد النفط للأردن، معلّلاً ذلك «بدعم الأخيرة للكيان الصهيوني».
وذكر في «تدوينة» له، إنه «بعد أن تكشفت الحقائق للجميع، فإن استمرار تزويد الاردن بالنفط بأسعار مخفضة يعني دعم الكيان الصهيوني بصورة غير مباشرة».

العلاقات العراقية ـ الأردنية

وأضاف: «بذلك ندعو مجلس النواب إلى إلزام الحكومة بإيقاف تزويد الاردن بالنفط وايقاف هدر ثروات العراق التي تنتفع منها دولة متحالفة ومدافعة عن الكيان الصهيوني». في المقابل، استقبل رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية العراقية، أسامة مهدي غانم، القائم بأعمال سفارة المملكة الأردنية الهاشمية في بغداد زيد عبد الكريم أبو حسان، في مقر الوزارة في بغداد.
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن «اللقاء جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين بغداد وعمّان ومناقشة القضايا الإقليمية، والأوضاع الراهنة واستمرار اعتداءات سلطة الاحتلال في غزة والمجازر التي ترتكبها».
وأكد غانم «موقف العراق الثابت والداعم والمبدئي من القضية الفلسطينية وسعي العراق من اجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة والعيش بسلام في دولة مستقلة آمنه ومستقرة».
كما شهد اللقاء «مناقشة أعمال اللجنة العراقية الأردنية المشتركة المقرر انعقادها في نهاية العام الحالي، إضافة إلى آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر وسبل الارتقاء بهذه العلاقة، إضافة إلى التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة».
وأكد القائم بالأعمال الأردني، حسب البيان، أهمية «أمن العراق والمملكة فكلاهما مرتبط بأمن الآخر، وعلى ضرورة استمرار التواصل لعقد اللجنة المشتركة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية