السوداني: أمن البلدين واحد… واردوغان: اتفقنا على اعتبار «حزب العمال الكردستاني» منظمة «إرهابية»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: دعا العراق وتركيا إلى «وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كامل حقوقه المشروعة التي ضمنتها الشرعية الدولية» كما أكدا ضرورة قيام المجتمع الدولي «بتكثيف جهوده لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والعمل على إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية لإرساء الأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي».

التعاون الأمني

كذلك كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن توقيع اتفاقية مع العراق يتم بموجبها اعتبار حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» منظمة «إرهابية» ينبغي العمل للقضاء عليها، مشيراً إلى استعداد بلاده تقديم الدعم للحكومة العراقية في مكافحة «الإرهاب» فيما اعتبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني إن أمن العراق وتركيا واحد، مؤكداً عدم السماح لأي قوة أن تستخدم أرض العراق منطلقا للاعتداء على الجوار.
وكان قد استقبل أمس الاثنين، في مطار بغداد الدولي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي جاء إلى العراق في زيارة رسمية استمرّت يوماً واحداً.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني، «من حسن حظي أن أكون في بغداد حيث جعلنا الأشقاء العراقيون نشعر أننا في بيتنا» مبيناً أن «العراق بلد جار ونحسب له حسابه الاستراتيجي، ونريد أن نكون معه على تفاهم دائم، وأن الاتفاقيات التي وقنعناها ستكون صفحة جديدة في العلاقات التركية العراقية».
وأضاف أن «العراق بلد جار وتربطنا به قواسم مشتركة عديدة، ولدينا إرادة سياسية لدفع علاقات العراق وتركيا إلى الأمام» مؤكداً أن «المذكرات التي تم التوقيع عليها تمثل نقطة تحول في علاقاتنا مع العراق».
وتابع: «سنوفر التنسيق اللازم لضمان تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع العراق بالكامل» مشيرا إلى أنه ناقش «مع رئيس الوزراء التعاون في ملفي الأمن ومكافحة الإرهاب، ومستعدون لتقديم الدعم إلى الحكومة العراقية لمكافحة الإرهاب».
ولفت أردوغان إلى أنه «تم توقيع اتفاقية مع العراق لاعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من أجل مكافحتها والقضاء عليها بشكل نهائي، لما تشكله من خطر على بلادنا وعلى المنطقة، وأن العراق أبدى استعداده لذلك».
ومضى يقول: «ناقشنا آثار القمع الصهيوني في غزة وتشاورنا بشأن الخطوات المشتركة لتهدئة الأوضاع، ونحن داعمون لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس».

التعاون الاقتصادي

وبيّن أن «حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا ارتفع إلى 20 مليار دولار، ونحن مصممون على المشاركة في «طريق التنمية» لتحقيق التنمية التجارية، وكذلك أنشأنا لجنة تركية عراقية لحل مشكلة المياه على أساس علمي وعقلاني».
ذكر السوداني في المؤتمر، إنه «جرى توقيع مذكرة تفاهم رباعية تتضمن المبادئ الخاصة «بطريق التنمية» مبينا ان «الطريق سينقل المنطقة اقتصاديا إلى حال أفضل «.
واعتبر أن المشروع «سيدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ليس لاختصار المسافات فقط، بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها».
وتطرق السوداني إلى التنسيق الأمني الثنائي، «بما يلبي حاجات الجانبين، ومواجهة التحديات التي يشكلها وجود عناصر مسلحة قد تتعاون مع الإرهاب، وتخرق أمن البلدين، ووجود مناطق رخوة تحتاج إلى المزيد من السيطرة في مناطق حدودية مشتركة».
واعتبر أن «أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ، وأن التعاون بيننا مهم للأمن في المنطقة».
وزاد: «ننطلق من الدستور العراقي ونتمسّك بعدم السماح لأيّ قوّة باستخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، مثلما لا نسمح بأي اعتداء على السيادة العراقية».

العراق وتركيا يدعوان إلى وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة

ورأى السوداني إن «زيارة الرئيس أردوغان تأتي في وقت حساس وخطير تمرّ به المنطقة بسبب العدوان على غزّة، والأراضي المحتلة» لافتاً إلى إن «مقدسات الشعوب الإسلامية لا يمكن إهمالها أو تناسي وجودها، والقدس رمز إسلامي بعمر الإسلام نفسه».
وأفاد أيضاً بأن «إهانة المقدسات الإسلامية، وقتل شعبنا الفلسطيني يعد سبباً لاستمرار عوامل الصراع في المنطقة» حاثّاً في الوقت عينه على «إيقاف فوري للعدوان والسماح بإرسال المساعدات، والدعوة إلى ضبط النفس وخفض التصعيد».

ملف المياه

وفي ملف المياه أعلن السوداني «توقيع اتفاقات من شأنها تحديث منظومات الري» موضحاً إنها «ستستمر 10 سنوات وسيلمس أثرها بشكل واضح ولاسيما ما يتعلق بحصة العراق المائية».
في الأثناء، رعى رئيس الوزراء العراقي، والرئيس التركي، مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والامارات، تهدف الى التعاون المشترك بشأن «مشروع طريق التنمية» الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين.
ووقع المذكرة عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، فيما وقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، وعن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي.
وتتضمن المذكرة قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع.
كذلك، ترأس السوداني وأردوغان، وفود البلدين في المباحثات الموسعة التي عقدت في القصر الحكومي ببغداد.

اتفاقية الاطار الاستراتيجي

وبحثت جلسة المباحثات اتفاق «الإطار الاستراتيجي» الذي سيمثل خارطة طريق لبناء تعاون استراتيجي مستدام، والتأكيد على أهمية طريق التنمية في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي.
وحسب بيان لمكتب السوداني فإن المباحثات شملت «تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين».
كما جرى، خلال المباحثات، التأكيد على «تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما».
كما تم التشديد على وجود حاجة حقيقية لتأسيس مؤسسات صناعية عراقية ـ تركية مشتركة داخل العراق، برأس مال مشترك، والعمل على تسهيل إجراءات منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين لغرض السياحة والتجارة، والاستثمار، والعلاج والدراسة.
واتفق الجانبان في الجانب الثقافي على «اتخاذ خطوات لتنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والإنسانية وتطوير تعاون شامل في مجال التعليم العالي وتبادل الدورات والاعتراف المتبادل بالجامعات، وإنشاء المدارس، والتبادل الثقافي في جميع المجالات».
وجرى أيضاً «الاتفاق على التعاون في مجال المياه، وصياغة مشاركة ورؤية جامعة لمصالح الجانبين في مشاريع البنى التحتية للري وإدارة المياه، فضلاً عن عرض ملفات التنسيق المشترك، التي تخصّ الزراعة والكهرباء والجوانب الصحية والرياضية والشبابية».
واستبق جلسة المباحثات الموسعة لقاء ثنائي بين السوداني وأردوغان، تناول مجمل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف القطاعات والملفات ذات الاهتمام المشترك، كما تناول تطورات الأحداث في المنطقة، والتأكيد على أهمية «تنسيق المواقف في سبيل وقف العدوان الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزّة، وسبل منع انتشار الصراع والتوترات في المنطقة» حسب البيان.
وقبل ذلك، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بغداد، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد في القصر الرئاسي.
وعقد رشيد ونظيره التركي مباحثات ثنائية تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين وآليات تطوير التعاون في شتى المجالات، كما جرى التأكيد على ضرورة «التنسيق والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول مرضية للقضايا المتعلقة بالأمن والاقتصاد والمياه وبما يخدم تطلعات الشعبين الجارين العراقي والتركي».
وشدد الرئيسان، خلال اللقاء، حسب بيان رئاسي، على أهمية «تكثيف الجهود لتدعيم أمن الحدود، ومواجهة تحديات التغيرات المناخية والبيئية وأزمة المياه والاستفادة من الخبرات والتجارب التركية في هذا المجال».
وتم التأكيد أيضا على وجوب «وقف العدوان على غزة، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كامل حقوقه المشروعة التي ضمنتها الشرعية الدولية، وحث المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والعمل على إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية لإرساء الأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي».
كما تناول اللقاء الثنائي المستجدات الأخيرة في المنطقة، وأهمية تخفيف حدة التوترات ووقف التصعيد المستمر، واعتماد التفاهمات والحوار البنّاء في معالجة القضايا العالقة بين دول المنطقة.
بعدها جرت مباحثات موسعة، بين الجانبين، حيث ترأس رشيد الجانب العراقي الذي ضم كلا من نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط حيان عبد الغني، ووزير البيئة نزار محمد سعيد، ورئيس ممثلية إقليم كردستان فارس عيسى، إضافة إلى عدد من المسؤولين والمستشارين في رئاسة الجمهورية، فيما ترأس الرئيس أردوغان الجانب التركي الذي ضم كلا من وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية البارسلان بيرقدار، ووزير الداخلية علي يرليكايا، ووزير الدفاع الوطني يشار جولر، ووزير الصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجير، ووزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، ووزير التجارة عمر بولات، ووزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، ورئيس جهاز المخابرات الوطنية إبراهيم كالين، والسفير التركي لدى العراق علي رضا كوناي، إضافة إلى عدد من المسؤولين والمستشارين الأتراك.

التعاون الشامل ومكافحة الإرهاب

وتركزت المباحثات الموسعة على القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التجارة البينية، وتشجيع فرص الاستثمار وملف المياه.
وأكد الرئيس العراقي أن «العراق يتطلع إلى علاقات متميزة مع الجارة تركيا على مختلف الصعد، كما أنه يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة تخدم المصالح المتبادلة في المجالات التاريخية والاقتصادية والتجارية والثقافية» مشددا على أهمية «اعتماد الحوار لحسم المسائل والقضايا العالقة بين البلدين اللذين يتمتعان بموارد طبيعية وبشرية كبيرة ينبغي استثمارها من أجل تحقيق التنمية الشاملة والازدهار».
وبيّن أهمية «العمل والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب وضمان الأمن المشترك للبلدين والمنطقة» مشيرا إلى أن «العراق يرفض أن تكون الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء أو تهديد دول الجوار، كما نرفض أي اعتداء أو انتهاك تتعرض له المدن العراقية» ومشددا على وجوب «احترام سيادة العراق وأمنه القومي».
وتطرق الرئيس العراقي، طبقاً للبيان، إلى ملف المياه والأزمة التي يعاني منها العراق جراء انخفاض التدفقات المائية عبر نهري دجلة والفرات وأثرها على مجمل الفعاليات الحياتية، مؤكدا ضرورة «معالجة ملف المياه وضمان حصة عادلة للعراق لسد احتياجاته، والاستفادة من الخبرات في إدارة ملف المياه وبناء السدود، والتنسيق والتشاور بشأن المشاريع والمنشآت التي تقام على نهري دجلة والفرات».
وشدد الرئيس العراقي على أهمية «استئناف عمل اللجان المشتركة وتفعيل بنود الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لتعزيز روابط الصداقة والتعاون» موضحاً إن «العراق حريص على استكمال مشروع طريق التنمية الذي سيربط دول الخليج مع أوروبا عبر تركيا والذي سيكون له مردودات اقتصادية كبيرة، ويوسع حركة التبادل التجاري».
وعبّر الرئيس التركي عن سعادته لزيارة العراق، مشيدا بالتطورات التي يشهدها العراق في مختلف الأصعدة.
وأكد الرئيس أردوغان اهمية «العلاقات بين البلدين وضرورة تطويرها لتشمل مختلف المجالات» مبينا أن «تركيا تقف إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب وفي مواجهة التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية» وقال «إن البلدين يرتبطان بعلاقات متميزة في شتى المجالات مما يخدم التعاون والتنسيق المشترك ويعود بالمنفعة على الشعبين العراقي والتركي».

تفعيل عمل اللجان المشتركة

وأعرب الرئيس التركي عن تفهم بلاده «لاحتياجات العراق من المياه، وحرصها على التعاون في هذا المجال من خلال اللجان المشتركة بين البلدين» مبينا أن «العراق يشكل مركزا مهما في التجارة بالنسبة إلى تركيا، ومن المناسب تطوير آليات التعاون التجاري والاقتصادي».
واعتبر أن «مشروع طريق التنمية مهم لدول المنطقة وللبلدين، وستواصل تركيا دعمها للعراق من أجل استكمال المشروع بأسرع وقت ممكن وتحقيق أهدافه الاقتصادية والتنموية لشعوب المنطقة».
وقبل ذلك،نوهت الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية العراقية، إلى إطلاق مدفعي صوتي تجريبي في الجانب العسكري ضمن مطار بغداد الدولي.
وذكر بيان للإدارة، أنها «تسترعي اهتمام المواطنين الى أنه سيجري إطلاق مدفعي صوتي تجريبي في الجانب العسكري ضمن مطار بغداد الدولي، في إطار التحضيرات البروتوكولية لاستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان».
وأشار البيان إلى أن « إطلاق 21 طلقة مدفعية يعتبر من البروتكولات والقواعد المتوارثة في مراسيم استقبال كبار الشخصيات السياسية بين الدول».
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد كشف عن جدول أعمال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى بغداد وأربيل، لافتاً إلى أنها ستشهد توقيع اتفاقية إطار استراتيجي ستصبح بمثابة خارطة طريق للعلاقات الثنائية.
وقال فيدان في تصريحات صحافية إن «تركيا تعتزم تطوير التعاون مع العراق في مختلف المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب» مشيراً إلى أن «مثل هذا التعاون مهم للأمن الإقليمي، وستصبح العلاقات بين العراق وتركيا مثالية في المنطقة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية