الخبير المغربي عبد الفتاح فاتحي لـ«القدس العربي»: الضربات الإيرانية الموجهة نحو إسرائيل تعكس قواعد الاشتباك في تدبير أزمات الصراع في الشرق الأوسط

حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: أوضح عبد الفتاح فاتحي، الخبير المغربي في العلاقات الدولية، أنه بناءً على تبادُل الضربات بين إيران وإسرائيل، سيتم إعادة ضبط الاشتباك فيما بين الأطراف المتصارعة ولاسيما بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، في إطار تجاذبات جيوستراتيجية في المنطقة، وخاصة طبيعة علاقات هذه الأطراف بالممرات البحرية والتجارية التي تعرف حركة مرور السفن التجارية الكبرى وتلك المحملة بالمواد النفطية والغازية.
وأبرز في تصريح لـ “القدس العربي”، أن الضربات الموجهة تعكس كذلك قواعد الاشتباك في العمل الدبلوماسي بخصوص مواقف إيران من العديد من الأزمات وخاصة علاقتها بروسيا، لاسيما وأن إيران متهمة بتقديم السلاح لروسيا كما أنها توجد في سياق مفاوضات متوقفة مع المجتمع الدولي من جهة ومع الولايات المتحدة الأمريكية حول ترسانتها النووية. ومنذ قصف قنصليتها في دمشق قبل أيام، أدت إلى مقتل مسؤولين وضباط كبارا، توعدت إيران بالرد على “إسرائيل” دون تحديد زمان أو مكان لذلك، قبل أن تقوم طهران ليلة الأحد بتنفيذ هجمات على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه نفذ عملية بطائرات مسيرة وصواريخ، موضحا أن “العملية نفذت بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، لضرب أهداف محددة في الأراضي المحتلة”، في أول هجوم مباشر تشنه إيران ضد إسرائيل وأكد مسئول عسكري إسرائيلي أن إيران أطلقت أكثر من مئة مسيرة في اتجاه إسرائيل. قبل أن يعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن 9 صواريخ إيرانية أصابت قاعدتين جويتين إسرائيليتين في النقب.
وقال الخبير المغربي عبد الفتاح فاتحي: “هناك ملفات كبيرة جدا على مستوى قواعد الاشتباك بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بخصوص تدبير أزمة الصراع بالشرق الأوسط، حيث إن إيران لاعبٌ أساسي وكبير وبهذا الموجب تمارس الكثير من الضغط والمساومات التي تفرض تواجدها الجيوسياسي في الصراع وكذلك من خلال تحريك عملاء تابعين لها سواء حزب الله في لبنان وعلاقتها بغزة وحركة “حماس” وجماعة الحوثي وعلاقتها كذلك بروسيا وسوريا والصين”.
ويرى المتحدث أن تدبير قواعد الاشتباك والاتفاق عليها في سياق التفاهمات التي قد تكون مستقبلا أو بطريقة رسمية، سيحدد طبيعة المفاوضات ومستقبل حل النزاع في الحرب الدائرة التي تنفذها إسرائيل على حركة “حماس”.
وأورد أن طبيعة هذه الضربة يمكنها أن تمنح تصورا حول طبيعة الحل بعد سلسلة من المفاوضات على وقف إطلاق النار والتي فشلت رغم المجهودات على الصعيد الأممي والديبلوماسية وتحركات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول العربية وروسيا وغيرها.
واعتبر فاتحي”، أن المنطقة في مخاض، بالنظر إلى الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بعد توقف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني من جهة، وأزمة أخرى متعلقة بالحرب على غزة حيث عجز المجتمع الدولي على إيجاد اتفاق لحلها. وعلى أساس هاتين النقطتين سيتم تحديد قواعد الاشتباك على المستوى الأمني والعسكري، وإعادة التفاهمات بخصوص قضايا كبرى كالملف النووي الإيراني ودور إيران في الشرق الأوسط، ودورها في الممرات البحرية في مضيق هرمز وفي البحر الأحمر.
وختم تحليله قائلا إنه بعد تخفيف الصراع بين إيران وإسرائيل يتبين أن الأمر لم يكن ليصل إلى حرب مباشرة أو مستمرة، ولكن الخطوة تأتي من أجل ضبط التوازنات الأمنية والعسكرية وإعادة ضبط قواعد الاشتباك على أُسس جديدة من أجل تقدير المواقف السياسية والدبلوماسية علاقة بالقضايا الكبرى.
من جهته، دخل “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، على خط الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل واصفا إياها بـ”العقاب الواجب والضروري”، و”أنه كان لا بد من الانتقام من كيان الاحتلال وجيش حربه وقطعان مستوطنيه، بعدما تمكن من الإفلات من العقاب وفق المواثيق الدولية طيلة حوالي ثمانية عقود” وفق بلاغ المرصد.
ووجَّه مناهضو التطبيع بالمغرب، تهانيهم للشعب الفلسطيني “على هذا الانتقام لهم من المجازر اليومية في حقهم بذبح أطفالهم ونسائهم بشكل ممنهج طيلة ستة أشهر تحت أنظار العالم”؛ وذكّروا “المسؤولين المغاربة بضرورة اغتنام الفرصة للتخلص من ورطة ومأزق وخزي التطبيع ووضع حد لاتفاقات العار مع كيان الاحتلال الذين يثبتون أنهم كيان كرتوني مآله الزوال”.
وأهاب المرصد بـ “الشعب المغربي إلى تعبئة المزيد من الفعاليات الشعبية الميدانية بشكل متصاعد إلى حين إسقاط التطبيع، والشراكة مع المقاومة في حضور يوم التحرير الشامل لكل فلسطين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية