تونس – «القدس العربي»: أشاد الرئيس التونسي قيس سعيد بتعزيز الروابط الثقافية مع إيطاليا، في وقت قام فيه نشطاء تونسيون بطرد السفير الإيطالي احتجاجاً على دعم بلاده لدولة الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزة.
وخلال استقباله صباح السبت لوزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجيوليانو، نوه سعيد بـ”الروابط الحضارية العريقة التي تجمع تونس بإيطاليا، وأكّد أن العلاقات الثنائية أوسع وأشمل من المقاربات التقليدية، ولا بدّ من حسن توظيف المخزون الثقافي للبلدين والاستلهام من التاريخ المشترك من أجل توطيد العلاقات الإنسانية بين الشعبين التونسي والإيطالي، مذكّراً في هذا الإطار، بالموجات المتلاحقة من الإيطاليين على تونس خاصة منذ القرن 18″، وفق البيان الرئاسي.
كما أشار إلى أن “استضافة إيطاليا كضيف شرف في الدورة الحالية لمعرض تونس الدولي للكتاب يُترجم عمق روابط الصداقة والتعاون وتجذّرها ويفتح المجال أرحب نحو آفاق واعدة للشراكة في القطاع الثقافي”.
وأعرب سعيد عن “استعداد بلادنا لإطلاق مبادرات مشتركة تدفع بالتعاون الثقافي إلى درجات أرفع في المستقبل، من ذلك إحداث مركز ثقافي تونسي في إيطاليا، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات والهياكل الثقافية في البلدين، وتشجيع البحث العلمي والتطبيقات التكنولوجية في المجال الثقافي، وتبادل الطلبة والباحثين في سائر الاختصاصات”.
وقال سانجيوليانو لوكالة “نوفا” الإيطالية: “أنا سعيد للغاية بوجودي هنا، وأشكر السلطات التونسية على رغبتها في أن تكون إيطاليا ضيف شرف في معرض تونس الدولي للكتب. إنها علامة على الاهتمام الكبير والصداقة تجاهنا، وأنا أفهم قيمتها تمامًا”.
وأضاف: “من المحادثات التي أجريتها اليوم، وزيارتي لمتحف باردو وغيره من المواقع الأثرية في تونس، نفهم جيداً مدى عمق علاقاتنا الوثيقة والمتينة التي تعود إلى قرون مضت. (فالشعبان التونسي والإيطالي) أبناء المجتمع نفسه الذي هو بالتحديد روح البحر الأبيض المتوسط”.
وتابع سانجيوليانو: “نعمل على خطة ماتي، وهي خطة عظيمة ومنظور عظيم ورؤية عظيمة ثقافية في المقام الأول، ثم سياسية ومليئة بالمحتوى (…) نستطيع القول إنه بوجودنا في معرض الكتاب تتوطد العلاقة بيننا، وسنعمل في الأشهر المقبلة حتى يكون هذا العمل دائمًا أقوى وأكثر كثافة”.
من جانب آخر، قام عشرات النشطاء باقتحام الجناح الإيطالي في معرض الكتاب، ومقاطعة كلمة سفير إيطاليا، أليستاندرو بروناس، وطالبوا بطرده مرددين شعارات من قبيل “إيطاليا فاشية”، قبل أن يضطر السفير للمغادرة.
ودونت صفحة “تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين”: “مناضلو التنسيقية يطردون سفير إيطاليا من معرض تونس الدولي للكتاب، احتجاجاً على تواطؤ ايطاليا مع الكيان الصهيوني والتغطية عليه في حرب الإبادة المسلطة على الشعب الفلسطيني. هذه الحركة النضالية شهدت التفافاً واستحساناً منقطع النظير من رواد المعرض”.
وتم تداول فيديو طرد السفير بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رحب عشرات النشطاء بهذه الخطوة، وطالب بعضهم بطرد سفراء جميع الدول الغربية الداعمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وعلقت ناشطة تدعى رحاب، بالقول: “بارك الله فيكم. قمتم بالواجب. كان المفروض عدم السماح لإيطاليا بالمشاركة إطلاقاً في المعرض، فما بالك اعتبارها ضيف شرف؟”.
وأضاف ناشط يدعى رضا: “التطبيع خيانة. الشعب فهم هذه المقولة ومقتنع بها فطرياً. ولكن الدولة تنكرت لها، بعدما كانت عنواناً للحملة الانتخابية (للرئيس سعيد)”.