الحكومة حائرة بين التسعيرة الجبرية… أو ترك المواطن فريسة لأصحاب المخابز

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : في اليوم الـ200 لواحدة من أطول حروب العصر الحديث على الإطلاق، كانت الصورة قد اتضحت تماما، إذ يصر الرئيس الثمانيني على المضي قدما في مذابحه التي لا يفرق فيها بين رضيع أو مسن أو رجل أو امرأة، إذ كل كائن حي بات هدفا مشروعا لمجرم الحرب بايدن وأداته التي يهدف من خلالها لتركيع المقاومة الفلسطينية، في اليوم المائتين من الحرب التي تشن ضد الشعب الفلسطيني ترسّخ الاعتراف بالهزيمة المطلقة للجيش الذي بنى تاريخه عبر تسويق خرافة مفادها أنه لا يقهر، عبر شهادات معظمها من عاصمة العدو ذاته، إذ توالت الاعترافات من قبل قادة سابقين في الكيان وكتاب صحف واسعة الانتشار جميعها تؤكد أن المقاومة الفلسطينية اقتنصت لشعبها نصرا عزيزا رغم الدمار الذي لحق بالقطاع، والتكلفة المرتفعة في أرواح الفلسطينيين. ومن المعترفين بالهزيمة المرة حاييم ليفينسون الكاتب في “هآرتس” إذ أصر على قول الحقيقة: لقد خسرنا. الحقيقة يجب أن تقال. إن عدم القدرة على الاعتراف يختزل كل شيء تحتاج لمعرفته عن السيكولوجية الفردية والجماعية لإسرائيل. هناك حقيقة واضحة وصارخة، هي أنه ينبغي علينا البدء في فهم ومعالجة واستخلاص النتائج من أجل المستقبل. إنه ليس لطيفا الاعتراف بأننا خسرنا، ولذلك فنحن نكذب على أنفسنا، بعضنا يكذب بسوء نية، والبعض الآخر بحسن نية. بعد نصف عام (من الحرب) كان يمكن أن نكون في مكان مختلف تماما، ولكننا كنا محتجزين كرهائن في قبضة القيادة الأسوأ في تاريخ الدولة، والمرشحة بجدارة لنيل لقب أسوأ قيادة في أي زمان وأي مكان. كل عملية عسكرية من المفترض أن يكون لها مخرج دبلوماسي، والفعل العسكري ينبغي أن يؤدي إلى واقع دبلوماسي أفضل. وإسرائيل ليس لديها مخرج دبلوماسي. إنها نذالة من قائد ليس لديه قدرة على القيادة أو اتخاذ القرار.. المثير للأسى بكل تأكيد، إنه على الرغم من الاعتراف الجلي بالهزيمة من قبل قيادات عسكرية وأكاديمية وفكرية إسرائيلية، يواصل عدد من الأصوات النشاز في العواصم العربية التنكيل بالمقاومة الفلسطينية، ومحاولة الوقيعة بينها وبين شعبها، وترويج أكاذيب مفادها أن القسام وغيره من الفصائل الفلسطينية، منيت بهزائم كبرى وتسببت في نكبة ابتلي بها أهالي القطاع.
أما سامح شكري وزير الخارجية المصري فقال، إنه يتوقع تصويتا واسع النطاق في الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة مقبلة للاعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية. وتابع: يتعين على المجتمع الدولي أن يتعدى دعمه لتنفيذ حل الدولتين، لإنهاء الصراع مرحلة الدعم اللفظي، وأن يتجاوز إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتحقيق ذلك. وقال عزت إبراهيم، رئيس تحرير “الأهرام ويكلي”، وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر، إن الكونغرس الأمريكي لعب دورا مهما في الدخول لمرحلة جديدة من دعم إسرائيل بلا سقف، وعلى المدى المتوسط والطويل إسرائيل كسبت كثيرا من المواجهة الحالية مع إيران وحزب الله.
غايتها فناؤنا

شكل جديد من أشكال الانتهاك الأمريكي لحقوق الشعب الفلسطيني انتبه له محمود الحضري في “المشهد”، من خلال تتبعه لحزمة المساعدات المخصصة لدعم الكيان الصهيوني إذ يكافح الرئيس الأمريكي – الذي اعترف بصهيونيته مرارا- لسرعة الإقرار النهائي من مجلس الشيوخ الأمريكي لحزمة المنح التي أقرها مجلس النواب الأمريكي لإسرائيل بهدف دعمها بشكل مباشر في حرب الإبادة التي تخوضها ضد الفلسطينيين. الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، جاء ضمن حزمة المساعدات الأمنية الجديدة لكل من إسرائيل وأوكرانيا ودول أخرى، وليس مستغربا أن تأتي الموافقة بأغلبية من مجلس النواب بواقع 366 صوتا مقابل 58 صوتا، فهذا هو التاريخ الأمريكي الأسود مع قضايانا العربية، والقضية الفلسطينية في الأساس. وتكشف حزمة المساعدات مدى حجم الدعم الأمريكي للصهاينة، حيث توفر 26.4 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، مع تحديد أن الأموال ستدعم “جهودها للدفاع عن نفسها، في ما تسميه بالعمليات العسكرية ضدها”. وعلى كل من يرى في أمريكا شريكا نزيها للسلام في المنطقة، أن يقرأ تفاصيل حزمة المساعدات لكيان يرفض كليا أي محاولة للسلام، بل يرفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية لوقف حرب الإبادة في غزة، بل خرج الصهيوني نتنياهو محتجا ومستعديا سفراء الدول التي صوتت لصالح عضوية فلسطين في مجلس الأمن، للاحتجاج على مواقفها الشريفة. ولنقرأ تفاصيل حزمة المساعدات من راعية الإرهاب للكيان الصهيوني، حيث تشمل تمويلا بقيمة 4 مليارات دولار لنظامي الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، “القبة الحديدية” و”مقلاع داود”، و1.2 مليار دولار لنظام الدفاع “الشعاع الحديدي”، الذي يتصدى للصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون. وتشمل الحزمة أيضا 4.4 مليار دولار لتجديد المواد والخدمات الدفاعية المقدمة لإسرائيل، و3.5 مليار دولار لشراء أنظمة أسلحة متقدمة وعناصر أخرى من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي.

انحطاط أمريكي

مقابل ما أشار إليه محمود الحضري، تقف الولايات المتحدة ضد كل عمل إنساني تجاه الشعب الفلسطيني، من خلال ما تضمنته حزمة المساعدات للكيان الصهيوني، فقد شملت حظر إرسال الأموال إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، وهي المؤسسة المعنية باللاجئين الفلسطينيين، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تزحف على بطنها وراء الادعاءات الإسرائيلية الصهيونية، التي تزعم فيها أن بعض موظفي الوكالة كانوا متورطين في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل الأغرب في الموقف الأمريكي المتصهين، أنه أقر توفير تمويل بقيمة 9.2 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأغذية الطارئة والمأوى والخدمات الأساسية للإسرائيليين والمستوطنين، ممن ترى أنهم يعانون من أزمات. ولا شك أن هذا الموقف الأمريكي، يمثل واحدا من أبشع أعمال الانحطاط الأخلاقي، وتصريحا رسميا باستمرار العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ولمزيد من شلالات الدماء من أبناء الشعب الفلسطيني والعربي في عمليات صهيونية لا تتوقف ضد مصالح كل البلدان العربية التي تطالها قوات الاحتلال الصهيوني. ويبقى من حقنا كشعوب عربية أن نعرف كيف سيكون للحكومات العربية رد فعل يناسب حجم ما نراه على الأرض من تأييد أعمى ودعم لا نهائي من واشنطن “الصديق”، لعدونا الصهيوني.. فهل آن الأوان لكلمات ومواقف، توازي هذه الغطرسة الأمريكية مع سبق الأصرار والترصد؟ ألا يكفي الوصول إلى 34150 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال، و77 ألفا و84 مصابا.. لتحريك المواقف من عتبة الإدانة إلى الفعل.

المهم النتائج

من الأخبار المفرحة بالنسبة لعماد الدين حسين في “الشروق” إعلان وزير التموين الدكتور علي المصيلحي تخفيض أسعار الخبز بنسب تتراوح بين 20% – 30%. لكن المهم أن يتم تخفيض هذه الأسعار فعلا على أرض الواقع، وليس فقط في التصريحات الإعلامية، أو في عدد محدود من المخابز. من حق الناس على وزارة التموين وجميع الأجهزة الرقابية أن يدفعوا السعر العادل للسلعة، خصوصا رغيف الخبز، طالما أنهم تحملوا بشجاعة السعر المرتفع والخرافي، حينما قفز سعر الدولار ذات يوم وتجاوز حاجز السبعين جنيها. وزارة التموين أعلنت الأسعار المخفضة للخبز الحر والفينو وجاءت كالتال4: جنيه ونصف الجنيه للرغيف وزن 80 جراما، و75 قرشا للرغيف وزن 40 جراما، وخمسون قرشا للرغيف وزن 20 جراما وجنيه، للرغيف وزن 55 جراما. طبقا للبيانات والمعلومات الحكومية، شهدت أسعار الدقيق تراجعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة. فسعر الطن الذي قفز إلى 28 ألف جنيه وهبط الآن إلى 8 آلاف. وعبدالله غراب رئيس شعبة المخابز في الغرفة التجارية في القاهرة أكد أن الأسعار هبطت بنسبة 40%، وبعض كبار التجار قالوا إن سعر الطن هبط إلى 16 ألف جنيه وليس 18 ألفا. قواعد السوق ومنطق الأشياء يقول، إنه طالما أن التاجر قام برفع الأسعار حينما ارتفعت عالميا، خصوصا حينما كان الدولار مرتفعا، فمن العدل والإنصاف والمساواة والسلام الاجتماعي أن تنخفض الأسعار حينما تنخفض عالميا.
الحال كما هو

مسؤولو وزارة التموين، وكذلك المسؤولون في الغرف التجارية يتحدثون بغزارة في الأيام الأخيرة عن انخفاض أسعار الخبز الحر، لكن الحقيقة التي وصلت لعماد الدين حسين غير ذلك، إذ لم يحدث تغيير ملحوظ في الأسعار لذا يتساءل: لماذا تسمح الحكومة وأجهزتها بزيادة أسعار الخبز الحر لأصحاب المخابز بمجرد زيادة أسعار الدقيق، في حين لا تتمكن من إلزامهم بتخفيض الأسعار حينما تنخفض تكلفة الإنتاج سواء كانت في سعر الدقيق أو الدولار؟ لست من أنصار فرض تسعيرة جبرية على أي سلعة لأنها فعلا تتعارض واقتصاد السوق، ولن تحل أي مشكلة، لكنْ في المقابل هناك طرق مختلفة لتحديد التكلفة الأساسية لأي سلعة مضافا إليها هامش معقول ومتفق عليه لربح المنتج، أو صاحب المخبز. وأمام الحكومة فرصة ذهبية لتعويد الناس على التسعير التلقائي للسلع، فهي حينما تزيد أسعار الخبز الحر إذا ارتفعت أسعار الدقيق عالميا والدولار محليا، وتخفض السعر إذا انخفضت أسعار الدقيق والدولار، فهي تقول للمواطن المصري العادي: نحن فعلا نتبع قواعد السوق، وبالتالي سوف يقتنع المواطن بذلك فعلا. أما أن يتم فرض الزيادات فورا ولا تهبط أبدا مهما حدث في العرض والطلب، فهي وصفة ورسالة للمواطن العادي أن الحكومة تحابي التجار فقط. وزير التموين الدكتور علي المصيلحي قال، إن الأيام المقبلة سوف تشهد تشكيل لجنة عليا لمتابعة أسعار الخبز، وطبقا لما أعلن فإن عقوبات المخالفين تبدأ من مصادرة الدقيق وغرامة تصل إلى 2 مليون جنيه. شكرا لوزارة التموين وللحكومة على هذا التحرك، لكن الخبر السيئ أنه لم يتغير الأمر كثيرا على أرض الواقع. مررت على أكثر من بائع للخبز في المنطقة الموجود فيها مجلس الوزراء ومجلسا النواب والشيوخ ومربع الوزارات بما فيها التموين، والأسعار كما هي. فما هو الحل؟

بجنيه

عاد رغيف الخبز إلى سعره المعقول، إذا شترى الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار”، الرغيف بـ «جنيه». اشتريت عيشا مغلفا من كشك في الشارع. قال لى البائع العيش رخص، وماشيين حسب تعليمات الحكومة. ما حدث في الخبز حدث في السلع الاستراتيجية المهمة كالزيت والأرز والسكر والفول والعدس. إذن نستطيع.. نحتاج فقط إلى صحيان الأجهزة الحكومية؟ وضمير حي للتاجر، ومتابعة جيدة وفعالة من المواطن، يرتاح الجميع. هذا من الممكن أن يحدث في كل السلع. لا بد أن يكون واعيا وإيجابيا وفعالا. رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قال: الحكومة تدعم كل الغرف والتجار الملتزمين بتخفيض الأسعار. وفي حال أي خروج عن المتفق عليه، سيواجه بمنتهى الشدة والحزم. هذه رسالة بوجود رقابة الدولة، كل الجهات الرقابية تعمل على مراقبة الأسواق الفترة المقبلة. وأي تجاوز أو مخالفة نتعامل معه في إطار القانون. كشف أسامة الجوهري رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء أنه تم توفير بيانات شركات الإنتاج والتوزيع الغذائي المسجلة لدى وزارة التموين والتجارة الداخلية، وربطها بالفاتورة الإلكترونية، لتفعيل منظومة التتبع الإلكتروني للسلع الاستراتيجية، والوقوف على حجم الإنتاج والتوزيع والمخزون، إلى جانب سرعة إطلاق تطبيق المحمول رادار الأسعار، بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك، الذي يتيح للمستخدم تحديد الموقع والمتجر وسعر السلعة وإرفاق صورة للسعر وتحديد الموقع الجغرافي الذي تم الشراء منه. وبهذا تكون الحكومة قد وفت بوعدها للمواطن بخفض كبير يتراوح بين 30% و50% في أسعار السلع تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية. كما قامت الحكومة بالتعاون مع الجهاز المصرفي بإنهاء مشكلة الإفراج الجمركي عن كامل البضائع المتراكمة في مخازن الموانئ. نحتاج فقط إلى ضبط التصريحات لتكون واقعية. وهنا لا يصدق المواطن ما قاله مستشار لوزير الزراعة من خفض أسعار اللحوم 170 جنيها ليصل الكيلو من اللحم البلدى والكندوز إلى 280 جنيها. كما أن منافذ الوزارة قليلة جدا مقارنة بمنافذ الجهات الأخرى. إذا كان هناك انخفاض لا بد أن يطبق في كل منافذ اللحوم ومحلات الجزارة.

مجرد وعود

هناك تحايل عَمْدي، يتفشى بسرعة فائقة، في تهرب بعض التجار من الإجراءات التي وضعتها الدولة بإلزامهم بأن يُعلنوا عن أسعار السلع بشكل واضح للمستهلكين، حيث قاموا وفق ما أخبرنا أحمد عبد التواب في “الأهرام” بالاختفاء، أو بإخفاء بعض معاملاتهم، من السوق التقليدية التي وضعِت إجراءات لمتابعتها، ولجأوا إلى عالم الإنترنت في ظاهرة إعلانات تخترق الحسابات الشخصية للمواطنين على مواقع السوشيال ميديا، فإضافة إلى الطرق اللولبية في حصولهم على الحسابات الشخصية، التي ينبغي أن يجرى حولها تحقيق خاص، فإنهم يمطرون أصحاب الحسابات بسيل إعلانات جذّابة عن سلع من النادر أن تُذكَر أسعارها، مع ترك الرد الآلي لكل من يسأل عن السعر، بأن الإجابة تصله في رسالة خاصة، أي أنهم يُصِرّون على حجب السعر حتى عن قراء صفحة صاحب الحساب وتزداد المخالَفات في أن إعلاناتهم شديدة الغموض، فليس فيها عنوان لمقر عملهم ولا أرقام تليفونات ولا بريد إلكتروني، وحتى إذا حدث اتفاق وأرسلوا السلعة إلى طالبها، فإن التوصيل يتم عن طريق شركة بريد خاصة، لا يعلم الموظف المعني بالتسليم أي شيء عن محتوى الرسالة ولا عن مرسلها، وقد لا يحمل ظرف البريد أي معلومات عن شركة البريد وكما ترى، فإن كل هذه الطلاسم هي مجرد بعض جوانب غموض خطة التهرب من إعلان السعر، ومن حقوق الدولة في التسجيل والترخيص والضرائب.. إلخ، كما لا يستطيع أي مواطن، حتى من ضحاياها، أن يكشف أسرارها. أضِف أيضا مخالَفات أخرى منها الخديعة في عدم تطابق السلعة مع المواصفات المُعلَن عنها، مع الصعوبة البالغة في إعادة الاتصال للاستبدال، أو لاسترداد المبالغ المدفوعة. هذه مخالَفات مستحدثة من النتائج الجانبية السلبية لاختراع الإنترنت، ومن الواضح أن التعامل معها يخرج عن إمكانات المواطنين الراغبين في تلبية نداء الحكومة بأن يكونوا أكثر إيجابية في الإبلاغ عن التجار المخالفين، لأن التجار هنا مجهولون للمستهلكين وقد يتطلب هذا استصدار تشريعات جديدة تنظم هذه الممارسات وتجبر التجار على الإفصاح عن بياناتهم للجمهور.

عالة عليهم

منذ بدء «العدوان الصهيوني»، على أشقائنا المستضعَفين في غزة المحاصرة، ظهرت في عالمنا العربي حسب محمود زاهر في “الوفد” طائفة من الخبراء والمُنَظِّرين والفلاسفة والمفكرين.. «العالِمين» ببواطن الأمور، «الفاهمين» في كل شيء، «الخبراء الاستراتيجيين» في شتى أنواع العلوم العسكرية والسياسية.. المستشرفين لآفاق المستقبل، عبر التنبؤ بما كان وما هو كائن وما سيكون. على مدار أيام تابعنا بشغف اجتهاد هؤلاء، بأن الضربة الإيرانية على العمق الإسرائيلي ـ ردا على استهداف الصهاينة المبنى المجاور لسفارة طهران في دمشق أول أبريل الجاري ـ هي «فيلم هوليوودي»، من إنتاج «أمريكي ـ إيراني» مشترك، نظرا لـ«محدودية» القصف وأهدافه، وبعيدا عن احتفالات النصر وادعاءات هزيمة الخصم، فقد كشفت المواجهة الإيرانية «الصهيونية» المباشرة الأولى، ملامح تحالف أمني قيد التشكل، يضم دولا عربية وغربية إلى جانب «إسرائيل»، حسب «وول ستريت جورنال»، بعد مشاركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن ودول خليجية، في التصدّي لصواريخ ومُسَيَّرات طهران. نتصور أن هؤلاء «الطائفيين» يتغاضون بشكل واضح عن جوهر القضية، المتمثل في المذابح الوحشية والإبادة الجماعية والتهجير القسري والتجويع والحصار.. تلك الجرائم التي يرتكبها «الاحتلال الصهيوني»، في حق الشعب الفلسطيني، بدعم أمريكي ـ غربي مطلق، كما لا يشغل بالهم أيضا ذلك التخاذل العربي المريب، نقول لهؤلاء «الهَبِّيدة» أصحاب الخطاب الطائفي: إن اختلاف التصورات الذهنية عن حقيقة ما يجري قد يُوَلِّد أحكاما خاطئة، مثلما قد يُوَلِّد غياب المنطق عن السلوك أفعالا خاطئة.. لذلك كونوا مُنْصِفين، وابتعدوا قليلا عن تحليلاتكم المذهبية، لأنه إذا كان الردّ الإيراني مجرد «مسرحية» هزلية متفق عليها، فماذا عن أفلام بعض الأنظمة العربية، التي يتواصل عرضها على مدار أكثر من 75 عاما؟ لماذا لا يرى هؤلاء «الطائفيون» أن الهجوم الإيراني كان إهانة بالغة لإسرائيل، التي تتعرض للمرة الأولى لمثل تلك الضربة، بـ300 صاروخ وطائرة مُسَيَّرة، وأنه لولا الدعم الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، العربي، الخليجي، لما نجح «الكيان المحتل» في التصدي وتقليل الخسائر؟ أخيرا كنَّا ننتظر مشاهدة «مسرحية»، أو «مسلسل»، أو حتى «فيلم قصير»، بإنتاج مشترك بين «المُطَبِّعين العرب» و«دعاة السلام الدافئ»، ضد أصدقائهم «الإسرائيليين»، لِذَرِّ الرَّماد في العيون، ولو على سبيل الدعم النفسي ورفع الروح المعنوية، لأشقائنا الفلسطينيين.

تعادل سلبي

القصة باختصار من وجهة نظر الدكتور أحمد محمد خليل في “الوفد” كما يلي: لا تعترف إيران بحق إسرائيل في الوجود وتسعى إلى القضاء عليها، وكان المرشد الأعلى للبلاد آية الله خامنئي قد وصف إسرائيل بأنها «ورم سرطاني، سوف يتم استئصاله وتدميره بلا شك»، وتعتقد إسرائيل أن إيران تشكل لها تهديدا وجوديا، كما يتضح من خطاب طهران وتعزيزها لقوات بالوكالة في المنطقة، بما في ذلك جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية، التي تتعهد بتدمير إسرائيل، وكذلك تمويلها وتسليحها للجماعات الفلسطينية بما في ذلك حماس، الجدير بالذكر أن إيران أكبر كثيرا من إسرائيل جغرافيا، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 90 مليون نسمة، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد سكان إسرائيل ـ ولكن هذا لا يترجم إلى قوة عسكرية أعظم، وكانت إسرائيل وإيران منخرطتين في حرب دامت سنوات، حيث هاجمت كل منهما أصول الأخرى دون الاعتراف بالمسؤولية، وقد تصاعدت هذه الهجمات بشكل كبير خلال الحرب الحالية في غزة، التي أشعل فتيلها الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على الأراضى الإسرائيلية المجاورة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكان البلدان حليفين حتى قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، التي أتت بنظام استخدم معارضة إسرائيل كجزء أساسي من أيديولوجيته، والآن، وبعد سنوات من العداء منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، شنت إيران للمرة الأولى هجوما مباشرا على إسرائيل، لقد خرجت حرب سرية طويلة من الظل، ثم كان أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل بمثابة شريان حياة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، والسؤال الذي يفرض نفسه: من الرابح ومن الخاسر في الحرب بين النظامين الإيراني والإسرائيلي؟ أتفق مع رأى المحللين أنه «تعادل إيجابي لصالح إيران»، هكذا وصف بعض المحللين هجوم إيران غير المسبوق على العمق الإسرائيلي، بعدما أطلقت طهران أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، حسبما يزعم الجيش الإسرائيلي، وكان الجيش الإيراني قد أعلن أن هجومه بطائرات مسيرة وصاروخية على إسرائيل، أتى ردا على الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق وحقق جميع أهدافه، للأسف أتفق أن القصة لا تخرج عن كونها تمثيلية إيرانية إسرائيلية، ويمكن أن نضيف إليها (أمريكية)، هم يستهدفون تدمير المنطقة.

طغيان عالمي

وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تقديم 26 مليار دولار لدعم إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، كما وافق على تقديم دعم لأوكرانيا وبلغ 61 مليار دولار.. وهذا الدعم من وجهة نظر فاروق جويدة في “الأهرام” ليس أول ما قدمت أمريكا لإسرائيل ولن يكون الأخير.. على الجانب الآخر تقف أوكرانيا وهي تحارب نيابة عن أمريكا والاتحاد الأوروبي والغرب كله، تستجدي المساعدة بالأموال والسلاح والطعام.. إن موقف الغرب بزعامة أمريكا من أوكرانيا أخيرا يثير الكثير من التساؤلات، فلم يشاركها أحد في حربها ضد روسيا، ولم يقدم لها السلاح كما قدم لإسرائيل، ولم يقف معها كما وقف إلى جانب إسرائيل ضد الصواريخ الإيرانية التي اشتركت فيها أمريكا وفرنسا وإنكلترا.. وانتشرت حشود الهاربين من الموت في دول الجوار، ولم ترحب بهم أمريكا، وقبل هذا كله غابت أوكرانيا عن المؤسسات الدولية كمجلس الأمن والأمم المتحدة، وحتى على مستوى الإعلام، اختفت أوكرانيا عن الشاشات ونشرات الأخبار وأصبحت صورا بعيدة عن أنظار العالم.. من المفروض أن روسيا أهم من إسرائيل وأن أوكرانيا تحارب نيابة عن الغرب وحلف شمال الأطلنطي وأن جميع الأصدقاء تخلوا عنها، وأن الحرب الروسية الأوكرانية تدور في قلب أوروبا وتهدد شعوبها.. ولكن لا أحد يعرف لماذا تخلى الغرب عن أوكرانيا واتجه لكي يحارب مع إسرائيل ويدخل في مسلسل من الدم والإبادة يعيد صور عهود من القتل والدمار ضد شعب أعزل.. لا أحد يعرف نهاية ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، خاصة إذا سقطت أوكرانيا، ولا أحد يعرف ما هي نهاية مستنقع الدم في غزة، لأن الخروج منه لم يعد سهلا ولن يكون.. أمريكا تقدم المليارات في قتل شعوب لا تجد الطعام.

كذاب ثمانيني

عندما ظهر بايدن وهو يردد معلومة مضللة عن أطفال ذوي رؤوس مقطوعة في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، كان يضع بداية وفقا لعلاء الغطريفي في “المصري اليوم” لمرحلة أخرى في عصر التضليل، وسط عالم متخم بالصور والمعلومات، وصفه جيمس برايدل، الباحث التقني البريطاني، بأنه دنيا «الحِمل الزائد من البيانات»، ما أفقد العالم صوابه عند اتخاذ بعض القرارات. رئيس أقوى دولة في الكرة الأرضية يقع في الفخ، دون تدقيق أو تحقق من أجهزة واستخبارات وإمكانيات هائلة، مع قوة التكنولوجيا ومهبط وحيها في وادي السيليكون، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى التوضيح والتراجع عن هذه التصريحات. ترصد مؤسسة «نيوز جارد»، المعنية بالتحقق، في الأيام التالية لهجوم حماس على إسرائيل، وابلا من المعلومات المضللة بعدة لغات، سَرَت في فضاء الإنترنت، فقد نشر 331 موقعا إلكترونيّا أكثرها باللغة الإنكليزية على الجانبين صورا وفيديوهات ومعلومات ليست صحيحة، منها ما تم التلاعب به عبر الذكاء الاصطناعي، واستدعاء لقطات قديمة وتقديمها على أنها جديدة، وكان إكس، «تويتر» سابقا، الحاضنة الكبرى لنشر تلك المعلومات. قدمنا هنا في «المصرى اليوم» – وما زلنا- سلسلة تقارير لتدقيق المعلومات عن «الدولة الكاذبة» تكشف كيف تتلاعب إسرائيل بالمحتوى، لكي تخدم أهداف عدوانها على الفلسطينيين، وكيف جنّدت ممثلة من أصل مكسيكي لكى تروج لروايتها وما يفعله مجندون إسرائيليون من أصل عربي في الدفاع عنها في سيرك التواصل الاجتماعي، وزبائنها في قنوات اليمين الأمريكي، المتبنين لسرديتها المضللة حول قتل وذبح أطفال وأهل غزة.

حرب الصور

المعارك كما يصر علاء الغطريفي ليست على الأرض فقط، بل على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، والسلاح هو الصورة، التي قال عنها الراحل الدكتور شاكر عبدالحميد: «بدَت كوحش لا يردعه شيء في عالمنا كمحصلة للثورة التكنولوجية» رغم أنها كان من المفترض أن تكون أداة للإبداع والمعرفة والحرية. فحرب الصور هي تعبير عن عصر الصورة، «عالم يختلط فيه الواقع بالخيال، ويتم فيه التلاعب بالحقائق وبالصور، ويكون الزمن الافتراضي فيه سابقا على الزمن الواقعي»، ذلك العالم الذي تُستعار فيه الأحلام والانتصارات والكوابيس وكذلك الحروب، كما يصف عبدالحميد في كتابه «عصر الصورة»، وهو الأمر الذي قال عنه الفرنسي جان بورديارد عبارته الشهيرة: «إن حرب الخليج لم تقع، بل شاهد الناس منها نسخة تلفزيونية». التضليل الذي بات حربا عالمية حقيقية على الإنسانية، مستفيدا من سطوة الصورة، جعل الأوروبيين يرصدون ميزانيات هائلة بعد موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي لحماية مجتمعاتهم، بل مساعدة مناطق أخرى من العالم على مكافحة طوفان المعلومات المضللة. يخوض الجميع صراعا مع منصات التواصل للسيطرة على هذا الغول، الذي يجد مأواه وساحاته على الفضاء الاجتماعي. يستمد التضليل قوة وعنفوانا من التسارع الرهيب في تطور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإمكانية خلق أو اختلاق صور أو فيديوهات أو نصوص عبر الإنترنت، تخاصم الدقة والنزاهة، وتعطي للمضللين منصات للصواريخ وتمنحهم «مسيرات» للخداع والتلاعب بالجمهور. ولهذا يتحدث يان ليكون كبير علماء الذكاء الاصطناعي في «فيسبوك»، قائلا بأعصاب باردة: «العالم لا بد أن ينشغل حاليا بالتحقق من المحتوى وليس إنتاج المحتوى»، فمَن أحضر العفريت – مِثْل «ليكون» وغيره – يطلب من آخرين أن يصرفوه. إنها دلالة أخرى على الخطر الذي يستهدف البشرية، ويدور في إطار اللعبة الدولية، ويستخدمه الهادفون إلى العزف على أوتار الطائفية والانقسام والاستقطاب والكراهية والتمييز والتعصب والأطماع الجيو سياسية.

عذرا لكل الحمير!

فى تاريخ الإنسان وعلاقاته بالحيوانات عبر العصور ، سواء “المستأنس” منها أو المتوحش والبري لم يضطهد أو يهان وتنكر أفضال و”جمايل” حيوان مثلما يحدث مع صديقنا ورفيق دروبنا في الضراء قبل السراء الحمار، ذلك الذي يصفه عبدالرزاق مكادي في “المشهد” بـ”الصامت الصبور الكتوم”، إلا عندما تداهمه نوبات ” الرفس” المستعصي وتهاجمه حالات “النهيق” المزمن، فصاحبنا منذ الأزل يحملنا ومعنا أحمالنا وأثقالنا من “زاد وزواد” وماء إلى بلاد لم نكن بالغيها إلا بشق الأنفس، وشاركنا معاركنا وغزواتنا إلى جانب” البغال” في قلوب الصحارى والجبال قبل تطور الأسلحة وظهور الآليات العسكرية، إلى درجة لجوء البعض مؤخرا إلى “تفخيخه” وتحويله إلى مشروع “استشهادي” وإطلاقه وسط الأعداء للانفجار فيهم وقتلهم.. مثلما فعل مقاتلو “طالبان” في أفغانستان وباكستان وعناصر سفاحي”داعش” في سوريا والعراق في بعض هجماتهم ومعاركهم.. ولأننا عرفنا بنكران الجميل ننسى من حين لآخر أفضاله وتضحياته من أجلنا، فعندما يزل أو يخطئ أحدنا نسارع بوصفه بالحمار، وعندما نختلف مع بعضنا لا نجد إلا كلمة “حمار” لنصف بها من يختلفون معنا في الرأي.. وحتى عندما يتجاسر البعض وتأخذهم نوبة شجاعة لاستعمال حقهم الدستوري في حرية التعبير والاختلاف في الرأي تتصدى لهم قطعان وكتائب “النفاق الإعلامي” لتسفيههم وتسفيه معتقداتهم وآرائهم إلى حد وصفهم بالحمير.. الأب يصف ابنه بالحمار عندما يثور ويغضب ولا تعجبه تصرفاته.. بعض الزوجات وهن في قمة ثورتهن وغضبهن من أزوجهن، لا يسعفهن إلا كلمة “ياحمار” لتهدئة ثورتهن.. مديرك ورئيسك في العمل عندما لا تعجبك قراراته “الجائرة” أو تصرفاته غير الحكيمة تسارع أنت وبقية الزملاء بوصفه “بالحمار والجاهل”. في الشارع عندما يرتكب جارك في حارة المرور حماقة أو مخالفة تغضبك تشرفه بوصفه بالحمار.. عندما تتوجه لإنهاء خدمة أو مصلحة في إحدى الدوائر الحكومية، وتفاجأ بتعنت الموظف وكثرة طلباته وتعقد الأمر، وينتفخ صدرك “ضيقا وغيظا” وتشعر بالقهر تسارع بينك وبين نفسك مرددا: (حمار مين.. اللي اصطبحت بيه النهارده؟ ) الحالات والنماذج كثيرة في حياتنا اليومية وتسيء إلى رفيقنا “الحمار” وتستدعي الاعتذار لكل إخوانه المظلومين منذ عصر ” الرماح والمنجنيق” وحتى عصر “طائرات الدرون”.. فعذرا لكل الحمير..

لا يليق بمهنتكم

عقب اللغط الذي جرى في جنازة الفنان صلاح السعدني، وبيان نقابة المهن التمثيلية بحرمان الصحافيين من التغطية بناء على طلب الأسرة، وجد خالد أبو بكر في “الشروق” أنه من الأهمية بمكان أن يساهم المرء في نقاش صحي يضع الأمور في نصابها، بشأن المعايير المهنية التي أقرتها كليات ومعاهد وجمعيات الصحافة في العالم المتقدم، التي تحكم عمل الصحافي في تغطية الجنائز، وتحفظ خصوصية الأسر المكلومة في أحبتها. في رأي جمعية الإذاعة والتلفزيون والصحافة الإلكترونية الأمريكية ” RTDNA” التي أشارت لما يلي: عندما يقوم الصحافيون بتغطية الجنائز، يجب عليهم أن يفعلوا ذلك بأعلى درجة من الحساسية والمهنية. فعلى الرغم من أن قصص الجنازات يمكن أن تكون مؤثرة للغاية، وجديرة بالنشر، ومحط اهتمام الجمهور، إلا أنها تنطوي على إمكانية كبيرة للتطفل من جانب الصحافيين على خصوصية أسرة المتوفى والتسبب في الألم لهم. غالبا ما تطلب العائلات الخصوصية، ويجب أن تحظى بها في وقت حزنها. ومع ذلك، في بعض الأحيان ترغب بعض العائلات في تغطية إعلامية لجنازة أحد أفرادها حتى لا يموت المتوفى في صمت، خصوصا لو كان ذا حيثية. ‎إذا طلبت العائلة حضورك أو منحتك الإذن بالتغطية، أخبر جمهورك حتى يعرف أنك حصلت على الإذن بالتغطية. كيف يمكن تقليل تطفل الصحافيين؟ قالت RTDNA في هذا الخصوص: يمكن لترتيبات الجنازة أن تقلل من عدد الصحافيين الذين يتعين عليهم الحضور داخل دار العبادة حيث مراسم الصلاة على المتوفى أو داخل دار العزاء، حيث تتلقى الأسرة واجب العزاء من الأصدقاء والمعارف؛ فيمكن للأجهزة الإلكترونية، مثل تصوير الجنازة وبثها مراسمها خارج دار العبادة أو دار العزاء أن تقلل من حاجة الصحافيين إلى الدخول أثناء المراسم. ويمكن للصحافيين أيضا التقاط لقطات مقربة للزهور وغيرها من اللقطات المفيدة قبل وصول أي شخص إلى مقر الصلاة أو دار العزاء. يمكن لنقابة المهن التمثيلية أن تكون الوسيط بين الصحافيين وأسرة الفنان المتوفى.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية