الحصاد الثقافي والفني للعام 2013 (مصر): عودة القيادات القديمة وتحالف الفساد يحكم وزارة الثقافة وحصول المقالح على جائزة الشعر العربي

حجم الخط
1

القاهرة ـ ‘القدس العربي’: شهد العام 2013 عشرات الأحداث المهمة في مصر ، يأتي طبعا علي رأس هذه الأحداث الجسام ، هبوب الرياح المبكرة لثورة الثلاثين من يونيو ،التي سبقتها سجالات وصراعات سياسية عنيفة هزت أركان المجتمع المصري بكل طوائفه ، ولم تكن النخبة المثقفة بعيدة عن هذا السجال ، حيث كان اتحاد الكتاب من أول النقابات التي سحبت الثقة من الرئيس المعزول محمد مرسي قبل نشوب الثورة بأسبوع واحد ، وانتهي الأمر بنزول ملايين المصريين احتجاجا علي حكم حركة الإخوان المسلمين ، التي صدر قبل ساعات قرار مجلس الوزراء باعتبارها جماعة إرهابية .
ومع ذلك فلابد أن نعترف أن وزارة الثقافة هي الأسوأ علي الإطلاق بين وزارات الدولة ، من حيث الآداء ومن حيث تلاحمها بالثورة ، فقد عاد إليها وزير ضعيف ومحدود الإمكانيات هو صابر عرب ، الذي أعاد بدوره كل القيادات المرفوضة إلي سابق مواقعها مثل رئيس هيئة الكتاب أحمد مجاهد ، وأمين عام المجلس الأعلي للثقافة سعيد توفيق . وثمة غضب واسع بين صفوف المثقفين المصريين بسبب ممارسات هذه القيادات الضعيفة التي حاولت المحافظة علي وجودها بالإبقاء علي مراكز القوي القديمة التي كانت تعمل مع نظام مبارك ثم تحالفت مع نظام الإخوان المسلمين. بدا ذلك طبعا منذ بداية العام حيث قاطع العديد من المثقفين مهرجان الشعر العربي الثالث الذي حصد جائزته الشاعر اليمني عبد العزيز المقالح . كذلك تبدي هذا الغضب في مقاطعة كثيرين لمعظم أنشطة الوزارة طيلة هذا العام ، وهو ما دفع كثيرين إلي وصف الوزارة بأنها الأسوأ في تاريخ الثقافة المصرية .
وهنا نستعرض عددا من أهم الفعاليات التي أقيمت في مصر خلال هذا العام وسيلاحظ القارئ أن معظمها أطلقته مؤسسات خاصة غير تابعة لوزارة الثقافة .

المقالح يحصد جائزة الملتقي الثالث للشعر العربي .
كان من أولي وأهم الفعاليات التي شهدها عام 2013 وقائع الملتقي الدولي الثالث للشعر العربي بالقاهرة ، الذي اقيم وسط مناخات من الرفض من أغلب الشعراء المصريين الذين قاطعوا فعالياته التي استمرت علي مدار أربعة أيام في الفترة 18 إلي 21 من مارس الماضي ، حيث شهد اليوم الرابع والأخير إعلان إسم الدكتور ‘ عبد العزيز المقالح ‘ الأكاديمي والشاعر اليمني المعروف كفائز ثالث بجائزة الملتقي والتي تبلغ قيمتها مائة ألف جنيه مصري مايعادل ثمانية عشر ألف دولار . وكان الراحل محمود درويش قد حصد جائزة الدورة الأولي ثم حصد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي جائزة الدورة الثانية .
وقد شهد الواقع الشعري في مصر احتجاجات ولغط كبيرين عقب إعلان برنامج الملتقي حيث رأي البعض أن تصدير إسم جماعة أبولو الشعرية الرومانسية كعنوان رئيسي للملتقي لم يكن مناسبا في لحظة يحتاج فيها الواقع إلي التحام واقتحام كافة الفنون لاسيما وأن اتجاه الثورة المصرية نحو الفشل ‘ ثورة يناير 2011 ‘ يستوجب البحث عن آليات للتعامل مع الزخم الشعبي الثائر الذي يبحث عن أطواق نجاة بطرق مختلفة . وما من شك أن حالة الإحباط التي سادت الواقع المصري أثرت بشكل كبير علي الفنون عامة ، في الوقت الذي بدت فيه المشكلة أكثر تجسيدا في الشعر لأسباب مختلفة يأتي علي رأسها أنه فن نوعي بطبيعته وأن النص الجديد منه يعيش عزلة فرضتها الدولة ورموزها منذ أكثر من ثلاثين عاما ، ومن عجب أن تستمر الرموز نفسها قائمة علي شأن الشعر بعد الثورة . ربما هذا مايبرر سيادة نمط تقليدي للشعر مابعد الثورة حيث بدا الشعر يستدين من الثورة بدلا من أن يقرضها ، ويكون أحد روافعها وأن يتحول إلي أداة من أدوات تجذير الوعي بها .
بالإضافة إلي ذلك فإن الأسماء التي تضمنها البرنامج سواء علي المستوي العربي أو علي المستوي المحلي فقد جاءت تعبيرا عن المناخات المحافظة التي تعمل تحت رايتها لجنة الإعداد في الوقت نفسه لم تخل الأسماء المشاركة من كونها تمثيلات لمصالح وعلاقات هنا وهناك ، وهي واحدة من آفات الفساد الثقافي في مصر ، وهو فساد لم يقترب منه مبضع الثورة حتي هذه اللحظة .

مئة مثقف مصري يطالبون بسحب الثقة من مرسي
أيضا كان من بدايات الأحداث المبشرة بثورة 30 يونيو التفاف مائة من مثقفي مصر وأدبائها ومفكريها حول بيان دعا كل فئات الشعب المصري, والنقابات, والأحزاب السياسية, والحركات الثورية والطلابية كافة, إلى البدء في إعلان سحب الثقة من د. مرسي, تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, كما طالبوا في بيانهم بإقالة حكومة هشام قنديل, وتشكيل حكومة توافق وطني, تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية, والمستقلين, قبل البدء في الانتخابات القادمة, وذلك في ظل المخاطر الجسيمة التي تحيط بمصر الآن, ورأو أنها خطوة ضرورية ولازمة لحقن دماء المصريين, ولإنقاذ الثورة, درءًا لمفاسد دخول مصر إلى نفق مظلم, يغذيه الاحتراب, وترعاه الدماء, كما طالبوا بمحاسبة المسئولين وقياداتهم السابقة والحالية عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة يناير العظيمة التي ما زالت بشبابها وكهولها وشيوخها تحرق المراحل لحاقا بالتاريخ. وتتشكل في الأيام القادمة لجنة نقابية وطنية من أعضاء من’ اتحادات ونقابات مهنية مختلفة للبحث في الإجراءات.
وهنا نص البيان :
بمبادرة من ‘الجبهة الوطنية للثقافة والتغيير- تحت التأسيس’ يعلن الموقعون على هذا البيان لالتحامهم الكامل بثورة 25 يناير المجيدة, في امتداداتها المتعاقبة, متبنين شعاراتها في ظل حكومات لا تمثل القوى الثورية القائمة, ولا تعبر عن أهدافها, وفي غياب أي إجراءات حقيقية تستجيب لمطالب الشعب الملحة التي لم تعد تحتمل تأجيل, وذلك على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وهذا ما أثر على صورة الثورة المصرية سلبا في الداخل وفي الخارج من جهة, وأتاح لقوى كان يجب أن تسقط بسقوط النظام البائد الظهور بقوة من جديد على سطح الشارع السياسي من جهة أخرى.
ورأي الموقعون علي البيان وقتها أن أهم أسباب تأخر ثورة يناير المجيدة عن تحقيق أهدافها, يكمن في فشل حكومة د. مرسي في وضع مشروع شامل وحقيقي لاستراتيجية ثقافة قومية. تطرح بديلاً ثقافيًّا وفكريًّا ومؤسسيًّا جديدًا يمكنه أن يحتضن برنامج عمل يقوم على أرضية علمية وحضارية صحيحة, يلتف من حولها شعب مصر العظيم, كما نبه المثقفون الموقعون على هذا البيان أن سياسات حكومة د. مرسي لم تزل قائمة على السياسات القديمة أنفسها, دون وجود أية استراتيجيات, أو رؤى أصيلة يمكنها أن تنقذ مصر من الانهيار الذي تتعرض له . كان من أهم الأسماء الموقعة علي البيان كل من : الروائي صنع الله إبراهيم ، الشاعر سيد حجاب ، الشاعر حسن طلب ، عواطف عبد الرحمن’أستاذة الإعلام جامعة القاهرة’ ، د. عبد المنعم تليمة ‘أستاذ الأدب العربي,جامعة القاهرة’ ، محسنة توفيق ‘ممثلة ، سعد القرش ‘روائي’ ، أحمد السيد النجار ‘رئيس الوحدة الاقتصادية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية’ ، د. عاصم الدسوقي ‘مؤرخ, وعميد آداب حلوان سابقا’.

إطلاق مؤتمر ‘دور الحركات العمالية في دعم الثقافة الديمقراطية’
كما كان من بين فعاليات عام 2013 المهمة إطلاق مكتبة الإسكندرية في الفترة من 16 إلى 18 مارس الماضي مؤتمر ‘دور الحركات العمالية في دعم الديمقراطية’، والذي نظمة مركز الدراسات التنموية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية.
شهد المؤتمر عددا من الجلسات التي ناقشت دور الحركات العمالية في دعم الديمقراطية، تحدث فيها مشاركون من عدد من الدول العربية والغربية كتونس ولبنان والمغرب والسودان و بولندا وإنجلترا والسويد.
افتتح المؤتمر كل من الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والسفيرة برجيتا هولست؛ مدير المعهد السويدي بالإسكندرية، والكاتبة الصحفية أمينة شفيق.
وتحدثت السفيرة برجيتا هولست عن الدور الذي تلعبه الحركات العمالية في بناء الديمقراطية والتأثير فيها. وأشارت إلى أنه بعد قيام ثورة يناير 2011 بدأ المعهد السويدي بالإسكندرية في وضع خطة عمل مختلفة للتعامل مع الواقع الجديد ودعم التحول نحو الديمقراطية في مصر، مشددة على أهمية تنشيط الحركة العمالية في مصر وارتباطها بترسيخ الديمقراطية.
وأكدت أن الحكومات تقع عليها مسئولية دعم حقوق العمال، مبينة أهمية وجود ممثلين عن العمال في كل دولة للتفاوض مع الحكومة وأصحاب الأعمال على حقوق العمال. وأضافت أنه يجب وجود نية من الطرفين لتقبل آراء واقتراحات بعضهم البعض.
وأكدت الكاتبة الصحفية أمينة شفيق أن ثورة 25 يناير أحدثت خلخلة للنظام الذكوري المستبد، وأنه بهذه الثورة تدخل مصر إلى عصر بناء المؤسسات، وهي مرحلة تحول للنقابات العمالية أيضاً. وأضافت أن المؤسسات الشعبية يجب أن تتوحد وتصبح قوة واحدة لعبور العديد من الأزمات.
وشددت على أن الحركات العمالية ليست ندًا للحكومة ولا لرأس المال ولكنها عنصر محرك للصناعات. وحذرت من تحول الحركات العمالية إلى هيكل خالي من مضمونه النضالي الأساسي من أجل تحسين ظروف وشروط عمل العمال. و أضافت أنه يجب خلق مساحة من الديمقراطية تجعل الناس قادرة على التعبير عن آرائهم وعن الدفاع عن مصالحهم الإجتماعية. وأكدت على فكرة التعددية التي ستصل بنا إلى الوحدة ولكنها ليست هدفاً في حد ذاتها، وأن هذا سيخلق مجتمع منظم يسير في طريق الحداثة.
وأعطت نبذة تاريخية بسيطة عن النقابات العمالية في مصر وكيف بدأت. وتناولت موضوع المرأة وأهمية الدور الذي تلعبه في تشكيل المجتمع كمرأة عاملة كونها رصيد للإنتاج المصري، مبينة أن المرأة العاملة تفيد نفسها وأسرتها بتلقيها أجر مقابل عملها وبالتالي سوف لا تشكل عبء على المجتمع، وبذلك تتحول شرائح مجتمعية من كونها مستهلكة إلى مشاركة في العملية الإنتاجية.
وجاءت الجلسة الأولى لليوم الثاني من المؤتمر بعنوان ‘دور الحركات العمالية كجهات سياسية فاعلة في المجتمعات المعاصرة’. وأدار الجلسة سيسيليا سترنمو؛ نائب مدير المعهد السويدي بالإسكندرية.
وتحدث الدكتور فريدريك أوجلا عن الحركات العمالية في أمريكا اللاتينية من الثمانينات وحتى الآن، مقارنًا وضعها مع الحركات العمالية في دول الشرق الأوسط. تناول أوجلا تأثير التجمعات العمالية على الحركات السياسية والحياة السياسية بوجه عام، وكيف استفادت الأحزاب السياسية في أمريكا اللاتينية على المدى الطويل من الحركات العمالية.
وجاءت الجلسة الأخيرة لليوم الثاني بعنوان ‘الحركات العمالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الربيع العربي’. وأدار الجلسة الدكتور عمرو الشوبكي. تحدث في الجلسة رضا تليلي من تونس، وداليا موسى من مصر، والدكتور عبد اللطيف حسني من المغرب، وخالد التيجاني من السودان، وفرح قبيسي من لبنان.
وشهد اليوم الثالث من المؤتمر جلسة بعنوان ‘المجتمع المدني، حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين، ومشاركة الشباب’. تحدث في الجلسة الدكتور ناجي ألبير؛ مستشار اللجنة الوطنية للمسئولية الإجتماعية، والصحفي التونسي ناجي خشناوي، والصحفية اللبنانية كارول كرباج. وأدار الجلسة الدكتور نادر نور الدين.
وجاءت الجلسة الأخيرة للمؤتمر بعنوان ‘الحركات العمالية: تحديات داخلية وخارجية’، تحدث فيها الصحفي البولندي فويتشيك أورلنسكي، والنقابي الفلسطيني محمود الشرقاوي، والنقابي التونسي محمد الأمين شعباني. وأدار الجلسة الدكتور حيدر إبراهيم.
المغرب ضيف شرف معرض الإسكندرية الدولي التاسع للكتاب
ضمن فعاليات العام 2013 جاءت أنشطة معرض الإسكندرية للكتاب الذي أقيم بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين، في دورته التاسعة بمشاركة دور نشر من مصر والعالم ، وقد كانت المغرب ضيف الشرف هذا العام.
وقد استضاف المعرض بهذه المناسبة عددا من المثقفين والمفكرين المغاربة بالتنسيق مع وزارة الثقافة المغربية. كما شارك في المعرض مؤسسات عربية ودولية من الإمارات والكويت وتايوان وتركيا وغيرها من دول العالم .
وقد شهد المعرض عددا من الأنشطة الثقافية المتعددة، حيث تم استضافة عدد كبير من الأدباء والمفكرين والفنانين وكذلك أقيمت عديد من حفلات التوقيع لأحدث الإصدارات.
وقد اشتمل المعرض على فعاليات ثقافية وفكرية متنوعة ، حيث شهد لقاء أدبيا مع الكاتب والناقد المغربي الدكتور سالم بن حميش وزير الثقافة المغربي السابق، حيث ناقشه كل من الناقد شوقى بدر يوسف والأديب والروائي منير عتيبة.
كما نظم المعرض مؤتمر ‘البحر والصحراء’ بتنسيق مشترك من مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ووحدة السرد بكلية الآداب جامعة الملك سعود، وتناول المؤتمر مدينة الإسكندرية ومدينة الرياض في الرواية، حيث ناقش نقاد من مصر روايات سعودية تدور في مدينة الرياض، وناقش نقاد من كلية الآداب جامعة الملك سعود روايات مصرية تدور في مدينة الإسكندرية.
كما أقيم لقاء حول ‘الرحلات المغربية: الإسكندرية معبرا ومؤئلا’ تحدث فيه كل من: الكاتب شعيب حليفى ، وسعد القرش وحسين حمودة ، كما عرض شعيب حليفى خلال اللقاء لكتاب عتبات الشوق.
كما أقيمت ندوة عن حرب الاستنزاف تحدث فيها اللواء مصطفى أبو سديرة حول وأدارها الشاعر صبرى أبو علم، كما شهد المعرض ندوة حول ‘قصة ورش الكتابة.. نموذج ورشة حكاية بحر’ تحدث فيها كل من: محمود النوبي، سلوى الشاعر، ميار منصور، عبد الله مجدى، وأدار اللقاء الأديب وسيم المغربى.
في الوقت نفسه شهد المعرض عددا من الفعاليات الفنية كان بينها فرقة البروجولا للعرائس حيث قدمت عرضا فنيا للأطفال والكبار تحت إشراف الفنانة رانيا رفعت، كما شهد المعرض ندوة حول ‘مواجهة العنف الموجه ضد المرأة’ بمناسبة اليوم العالمى للمرأة تحدثت فيها كل من الدكتورة شدوان على شيبة من جامعة الإسكندرية، والحقوقية عايدة نور الدين رئيسة جمعية المرأة والتنمية، والكاتبة الصحفية آمال عويضة. وندوة أخري حول ‘مصريو المغرب’ تحدث فيها كل من: محمد مزين من المغرب، والدكتورة سحر عبد العزيز سالم والدكتورة نجلاء النبراوي .كما قدمت فرقة المولوية حفلاً مجانيًا للفنان عامر التوني لعامر التوني.
كما استضاف المعرض الإعلامي جابر القرموطي في لقاء حول الإعلام المصري بعد الثورة أداره الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن، وفي السابعة مساء كما قدم المعرض عرضا مسرحيا واحتفالية بعنوان ‘يوم الوفاء’ بالتعاون مع فريق ماليكا النوبية .

المورد الثقافي يطلق مؤتمر ‘ ثقافة مستقلة من أجل الديمقراطية
تفاعلا مع التغيرات والتحولات المتسارعة والمستمرة الآن وهنا في العالم العربي، وفي مناخ تعاد فيه مساءلة الثوابت الراسخة والإجابات المكرسة في كافة المجالات و الميادين، ومن أجل الخوض في التساؤلات الرئيسة والتحديات الملحة المطروحة أمام القطاع الثقافي المستقل، أقامت مؤسسسة المورد الثقافي مؤتمر ‘ ثقافة مســتقلة من أجل الديمقراطية ‘ بمقرها الرئيسي بالقاهرة بحضور أكثر من مائة مشارك من الفاعلين الثقافيين المستقلين من مبرمجين وفنانين وإعلاميين ومثقفين من العالم العربي.
استهدف المؤتمر إعادة تحديد معنى الاستقلالية، مروراً بالتطلعات التي يصبو إليها القطاع الثقافي المستقل والإمكانيات المتاحة أمامه، وصولاً إلي إعادة النظر في استراتيجياته وأدواره الحالية و المحتملة ، وذلك بالعلاقة مع التغيرات الاجتماعية والسياسية الحالية .
تتأتى أهمية المؤتمر من واقع اللحظة الراهنة، ومن الأسئلة الجوهرية التي طرحها المؤتمر والتي يتحمل تبعات محاولة الإجابة عليها، أهمها سؤال حرية التعبير والتي تطال السياسات الرسمية و المستقلة علي حد سواء، وتعني بالقطاعات المجتمعية كافة (الفنية والتربوية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ) كما تلتفت إلى المكونات البشرية المختلفة بتنوعها العمري و الجندري و العرقي والعقائدي.
وقد انتهي المؤتمر إلي عدد من التوصيات المؤثرة علي العديد من المستويات . فعلي مستوي دور القطاع الثقافي المستقل في المشاركة في قيادة التغيير السياسي و الاجتماعي أوصي المشاركون، القطاع الثقافي المستقل بأن :
يقوم بمؤسساته الفاعلة و أفراده من مبدعين ومثقفين بالعمل دون تباطؤ على تحمّل مسئوليته تجاه احتياجات المجتمعات العربية في لحظة التغيير الاستثنائية هذه، متخليا عن أي تردد أو تشكك في فاعلية دوره والحاجة إليه. وأن يقوم بمراجعة برامجه و إمكاناته البشرية والمادية وتوجيهها لدعم كافة المبادرات التي تربط الممارسة الفنية والثقافية بإيقاع الحراك المتسارع علي المستوي السياسي والاجتماعي، مع مراعاة الالتزام بالمقتضيات الجمالية و الإبداعية للعمل الفني و الثقافي وكذلك يقوم بالضغط على المؤسسة الثقافية الرسمية لكي تتعامل معه من منظور الشراكة الندية، وأن تمكنه من أدوات الإنتاج اللازمة لممارسة مسؤولياته وأن تلغي كافة المعوقات الإجرائية في مختلف أنحاء المنطقة العربية وذلك جتى يستجيب لمتطلبات اللحظة الدقيقة.
أما علي مستوي السياسات الثقافية فقد اتفق المشاركون في المؤتمر علي أن مرحلة التغيير السياسي والاجتماعي التي تمر خلالها المنطقة العربية تتطلب إعادة نظر جوهرية في السياسات الثقافية التي تتبعها المؤسسات الرسمية في البلدان المختلفة، و التي مازالت استمرارا لسياسات الأنظمة القديمة في تكريس الثقافة في خدمة السلطة السياسية واحتكار كل عمليات الإنتاج والتوزيع الثقافي وتركيزها في المدن الكبرى ولخدمة قطاع محدود من المجتمع، وحرمان معظم المؤسسات المستقلة والفنانين الذين لا يعملون في المؤسسات الحكومية من فرص الدعم المالي والفني والإعلامي.

انطلاق فعاليات المؤتمر القومي العربي الرابع والعشرون
استضافت القاهرة ضمن فعالياتها للعام المنصرم وقائع المؤتمر القومي العربي الرابع والعشرون’الذي انطلق في بداية يونيو الماضي بفندق هيلتون رمسيس ، حيث استضافت مصر أكثر من 250 شخصية من المفكرين والساسة العرب وعلى رأسهم قيادات ورموز التيار الناصري والقومي المصري وقد شارك في حضور المؤتمر من الجزائر كل من ‘المجاهد لخضر بورقعة’ و’مصطفى نويصر’ من معهد التاريخ الجزائري ورجل الأعمال ‘عبد الكريم زرقي ‘ ونوقشت بعض الأوراق التي تتناول عناصر المشروع الحضاري العربي وتم طرح ورقة لإعادة فتح ملف القضية الفلسطينية والاهتمام بها باعتبارها قضية مركزية للأمة العربية .
وقد أكد رئيس اللجنة التحضيرية والمتحدث الرسمي للمؤتمر ‘محمد السعيد إدريس’ في كلمته الافتتاحية أن الهدف من هذا التجمع هو التأكيد على الاستمرار في محاربة مخططات التفكيك التي تسعى إليها إسرائيل وتنفذها أمريكا ووقف إعادة تشكيل خرائط سياسية جديدة تحقق أهداف هذه الدول في الشرق الأوسط الجديد كما يسمونه ، كما تحدث الأمين العام للمؤتمر في كلمته عن المقاومة الفلسطينية قائلا أن خيار المقاومة هو خيار استيراتيجي وأنه إذا دعمت المقاومة الحقيقية فإن الشعب الفلسطيني سيكون قادر على تحرير أراضيه واختتم حديثه بالقول أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية وأن البوصلة الأساسية هي الموقف من المشروع الصهيوني وإسرائيل وتحرير فلسطين والتي في رأيه لن يتم تحريرها بدون بناء مجتمع عربي قوي محرر من الإمبريالية الأمريكية والهيمنة الغربية وانهى كلمته بتوجيه التحية إلى الأسرى الصامدين بسجون الاحتلال والمضربين عن الطعام وعلى رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ‘أحمد سعدات’ والمناضل ‘ مروان البرغوثي’
من الجدير بالذكر أن أعضاء اللجنة العامة للمؤتمر قد دعوا الحضور لزيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وفاء له وللتأكيد على تمسكهم بمبادئه في الوحدة والقومية العربية, وذلك بعد انتهاء فعاليات اليوم الأول من المؤتمر .
وتحدث منير شفيق منسق العام المؤتمر القومى، فى كلمته عن المشروع النهضوى العربى خلال عام التجدد الحضارى، مشيرا إلى أن الانقاسامات لم تمثل مشكلة كبيرة أيام الالتفاف حول عبد الناصر ولكن وقت وقوع الأزمات كانت تمثل مشكلة كبيرة.
وأشار شفيق إلى أنه تم الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية متمثلة فى حركة فتح بعد ذلك من عام 1968، وحتى عام 1973، ثم جاءت بعد ذلك الهجمة الأمريكية والعدوان الإسرائيلى على الحقوق الفلسطينية.
وقال شفيق إن المشهد الآن الكثير يميل فيه إلى التشاؤم وإننا دخلنا فى عصر يهدد بحروب أهلية، لافتا إلى أنه برغم الانقسامات لا مجال لعودة القوة الاستعمارية أو الأمريكية للسيطرة على العالم العربى لأنها أصبحت أضعف من ذلك، مشددا على أهمية الوحدة بين التيارين الإسلامى والمدنى فى الدول العربية .
يذكر أن المؤتمر القومي العربي قد عقد دورته الأولى في تونس عام 1990 ، وتعود فكرة تأسيس هذا المؤتمر ، من الناحيتين النظرية والفكرية ، تعود إلى المؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس خلال الفترة من 18-23/6/1913 .

اتحاد كتاب مصر يسحب الثقة من مرسي استباقا لتظاهرات 30 يونيو

في ختام أعمال جمعيته العمومية الطارئة التي انعقدت قبل الثلاثين من يونيو بيومين اثنين أصدر اتحاد كتاب مصر، بيانا رسميا حاز الأغلبية المطلقة من أصوات الحضور ؛ أعلن فيه سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى ‘ الرئيس المعزول ‘ والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، وتشكيل حكومة وفاق وطنى مؤقتة، تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية، ومحاسبة المسئولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة يناير المجيدة من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد.

انعقدت الجمعية العمومية لأعضاء اتحاد كتاب مصر في ظروف سياسية صعبة ودقيقة كانت تنتظر فيها البلاد تظاهرات واسعة أعدت لها الحركات السياسية المدنية وعلي رأسها حركة ‘ تمرد ‘ التي أعلنت عن تجاوزها جمع أكثر من خمسة عشر مليونا من أصوات المصريين المؤيدين لسحب الثقة من محمد مرسي وذلك قبل أسبوعين فقط من انطلاق تلك التظاهرات التي أنهت حكم حركة الإخوان المسلمين ‘ الإرهابية ‘ طبقا لتصنيف مجلس الوزراء المصري في الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري . وكان محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب قد أشار في بداية كلمته في افتتاح أعمال الجمعية إلي أن بيان الاتحاد يأتي انطلاقا من الانتماء الكامل لاتحاد كتاب مصر، بوصفه نقابة الأدباء، لمبادئ ثورة 25 يناير المجيدة ، التى دعمها منذ بداية اندلاعها، وكان أول نقابة فى مصر تصدر بيان تأييد لها يوم 26 يناير، وانطلاقا من التحام الأدباء العضوى بثوابت الجماعة الوطنية, يؤكد الاتحاد أن الاعتراض على سياسات النظام الحاكم, هو اعتراض ثقافى فى الأساس ، ذلك لأن الصراع الدائر فى مصر الآن هو صراع بين ثقافة جماعة مؤطرة بإرث تاريخى يصلح لها وحدها، وثقافة شعب متعدد العقائد والمشارب والثقافات والاتجاهات.
وكان الاتحاد قد عقد العزم بإجماع أعضائه على دعوة الجمعية العمومية للاتحاد إلى اجتماع غير عادى فى مقر الاتحاد صباح يوم الجمعة الموافق 21-6-2013, استناداً إلى المادة 21 من قانون الاتحاد, ووفق مادة (22) فقرة (ي) منه وذلك فى موضوع واحد هو اتخاذ الموقف الواجب للأدباء والكتاب والمفكرين إزاء الأوضاع الراهنة التى سبق أن أصدر الاتحاد أكثر من بيان بشأنها، ووافقت الجمعية فى اجتماعها غير العادى على:

1- سحب الثقة من الدكتور محمد مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

2- تشكيل حكومة وفاق وطنى مؤقتة تضم ممثلين لمختلف الاتجاهات الوطنية والسياسية والفكرية.

3- محاسبة المسئولين عن كل الدماء والشهداء الذين سقطوا من أجل ثورة يناير المجيدة من شهداء التحرير والاتحادية إلى شهداء بورسعيد.

4- المطالبة بوضع دستور يليق بتاريخ مصر الدستورى ويعبر عن التوافق الوطنى المأمول.

وكان قلة من الأعضاء الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين حاولوا إثارة الهرج أكثر من مرة خلال الجلسة طمعا في إفساد الجمعية وتعطيل أعمالها ، فتصدي لهم بعض أعضاء الجمعية ، وطلبوا التصويت علي القرارات دون طرحها للمناقشة منعا لهذا الهرج وعدم الالتزام وعقد النية من جانب أعضاء الجماعة علي إثارة الجدل العقيم . وقد وافق الأعضاء بالأغلبية المطلقة علي القرارات المطروحة .
المؤتمر الثاني لاتحاد الناشرين العرب : تمكين المعرفة وتعزيز النشر العربي
كذلك شهدت مدينة الإسكندرية فعاليات المؤتمر الثاني لاتحاد الناشرين العرب أعماله والذي جاء بعنوان ‘تمكين المعرفة وتحديات النشر العربي’، شهد المؤتمر جلسات نقاشية وورش عمل ناقشت مجموعة كبيرة من الموضوعات المتعلقة بالنشر؛ ومنها موضوع الإعلام وتمكين المعرفة، ودور المكتبات العامة في تنمية الكتاب العربي، ومستقبل النشر الرقمي والبيع عبر الإنترنت، وحرية النشر، ومكافحة القرصنة والتزوير، وإشكاليات الترجمة.
وكان قد افتتح المؤتمر كل من المهندس عاصم شلبي؛ رئيس اتحادي الناشرين المصريين والعرب، والدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد مجاهد؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، والمستشار محمد عطا عباس؛ محافظ الإسكندرية آنذاك ، والمهندس إبراهيم المعلم؛ نائب رئيس اتحاد الناشرين الدولي، والسيد واي إس تشي؛ رئيس اتحاد الناشرين الدولي.
وأوصى المؤتمر بضرورة استحداث مرصد عربي للنشر، يتلقى دوريًا معلومات وإحصائيات حول حالة النشر على مستوى كل بلد عربي وعدد المنشورات ودور النشر ووضع الرقابة، مع ضرورة وضع منظومة إحصائية لتحديد مستوى النشر عربيًا ومكانة ذلك على المستوى الدولي. وإنشاء جائزة لتشجيع القراءة والمطالعة على مستوى كل دولة تشرف عليها هيئة ثقافية بالتنسيق مع اتحاد الناشرين الإقليمي.
واتفق الناشرون على أهمية العمل على إقامة لقاء تنسيقي مع مختلف وسائل الإعلام العربية لبحث سبل ترقية حضور الكتاب في الإعلام، وضرورة الاستفادة من تجارب بعض الدول في كيفية الترويج والدعاية للكتاب للوصول للجمهور، وإدراج موضوع اللغة العربية في محاور المؤتمر الثالث، باعتبارها لغة الكتابة والنشر عربيًا.
وأكد الحضور على أهمية وجود مشروع وطني لتجديد الصلة بالكتاب وتزيد من قيمته، والاهتمام بمكتبات الأطفال، والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة والوسائط الإلكترونية في التواصل مع الجمهور.
وشدد المؤتمر على أهمية السعي لدى المؤسسات المانحة لتخصيص الدعم للكتاب والمكتبات العامة وبرامج تنمية القراءة، وضرورة تبني المكتبات العامة لبرامج تستهدف تجديد الصلة بالكتاب، والتأكيد على أهمية التزام المكتبات العامة بمعايير مسجلة ومعلنة يُعتمد عليها في بناء واختيار مجموعاتها، والعمل بشكل سريع ومركز على حل مشكلة القرصنة في العالم العربي لما فيه من فائدة للناشر والمؤلف والمكتبة والموزع والقارئ.
وأوصى المؤتمر كذلك بأهمية تبني اتحاد الناشرين العرب بتحديد مواصفات لاختيار شركات التكنولوجيا التي تقدم خدمات نشر وتوزيع الكتب الإلكترونية من خلال لجنة متخصصة، وتحسين انتشار الكتب الورقية وضرورة وضع البيانات الوصفية شاملة المعلومات الببليوجرافية، والمشاركة في المبادرات القومية لتطوير المحتوى الإلكتروني وفهرسته ونشره وإتاحته مثل ‘الفهرس العربي الموحد’ والمكتبة الإلكترونية بمكتبة الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، والخطة الاستراتيجية للمحتوى الإلكتروني في مصر.

مفكرون وباحثون يحتفلون بمرور خمسين عاما على الوحدة الإفريقية

نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب ، في عامنا المنصرم ، بالتعاون مع مركز البحوث العربية الذي يترأسه الباحث في الشؤون الأفريقية حلمي شعراوي مؤتمرا حول التجارب الديمقراطية والانتخابات في إفريقيا ، وذلك بمناسبة مرور خمسين سنة علي إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية ، وهي الخطوة التي رآها كثير من الباحثين نتاجا لثورات التحرر الأفريقية التي حاولت من خلالها القارة السمراء استعادة صوتها وإمكاناتها وذاتيتها .
تحدث في الجلسة الأولى المفكر الاقتصادي والخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور سمير أمين والباحث أحمد أمل وأدارت المؤتمر الكاتبة سهير المصادفة .
ومركز البحوث العربية هو احد المراكز المهتمة بالدراسات الإفريقية وهى ليست بمعزل عن الوطن العربى ، ونحن على تواصل بمنظمة الوحدة الإفريقية ومركز البحوث يمثل مصر فى إفريقيا ، وأضافت عبير : نحن مجموعة من الشباب اهتممنا بالدراسات الإفريقية وتواصلنا مع الأستاذ حلمي شعراوي ود. شهيدة الباز ولا نتعامل مع إفريقيا باعتبار مصر وإفريقيا فكلنا إفريقيا ، وسنحتفل باليوم العالمي لإفريقيا من خلال عدة فعاليات.
وقد وعدت هيئة الكتاب بأن تترجم الأعمال الإفريقية في مجالات مختلفة وكذلك المشاركة في المعارض الإفريقية .
وتحتفل منظمة الاتحاد الافريقى باليوم العالمي لإفريقيا فى منتصف كل عام تقريبا وسيكون ذلك بإقامة معرض للكتاب يضم كافة العناوين خلال النصف قرن المنصرم وهذه العناوين التى تعكس أهمية العلاقات المصرية الإفريقية الثقافية والسياسية والاجتماعية والأدبية والتى ترى أن إفريقيا هي العمق الاستراتيجي لمصر على كافة المستويات ، وأيضا سيشهد المعرض مؤتمرا يضم جلستين لمناقشة آفاق العلاقات المصرية الإفريقية وتنميتها سياسيا وكذلك الاحتفاء بالأدب’الافريقى كما ستعلن هيئة الكتاب عن خصم يصل إلى 50% على مبيعات الكتب ، وأشارت الهيئة المصرية العامة للكتاب إلي أنها تدرك جيدا أن مصر تلعب دورا محوريا لدى الطلاب الأفارقة من خلال جامعة الأزهر التي تمثل منارة الثقافة الإسلامية في تعليم الأفارقة ، لذلك ستواصل فى السنوات القليلة القادمة دورها فى دعم الثقافة الإفريقية من خلال الترجمة والنشر وإقامة المعارض فى العواصم الإفريقية المختلفة واستضافة المثقفين والمبدعين للمشاركة فى معرضها الدائم .
السوري خالد خليفة يحصد جائزة نجيب محفوظ..
كانت جائزة ‘ نجيب محفوظ لهذا العام من نصيب الروائي السوري ‘ خالد خليفة ‘ وهي الجائزة التي تمنحها سنويا إدارة النشر بالجامعة الأمريكية ، وقد جرت العادة منذ إنشاء الجائزة علي إعلانها يوم ميلاد الروائي الراحل الذي يوافق الحادي عشر من ديسمبر من كل عام ، حيث يوافق هذا العام عيد الميلاد الثاني بعد المائة لنجيب محفوظ .
وكانت رواية ‘ لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة ‘ لخالد خليفة قد حصدت أعلي الأصوات في تصويت أعضاء لجنة تحكيم الجائزة . ويعتبر خليفة هو ثاني الكتاب السوريين الذين يحصدون الجائزة بعد الروائي خليل صويلح الذي حصل عليها قبل خمسة أعوام .
ويعد الروائي خالد خليفة أحد المناصرين البارزين للثورة السورية منذ لحظة انطلاقها، وقد أكد في أكثر من مناسبة مشروعيتها كخيار لا بديل عنه في مواجهة الظلم، كما سبق أن تعرض للضرب حتى كسرت يده خلال اعتداء أجهزة الأمن السورية عليه أثناء مشاركته في تشييع الموسيقي السوري ربيع غزي في 26 مايو 2012.
هذا وقد ضمت لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ كلا من : الدكتورة تحية عبد الناصر و الدكتورة منى طلبة وشيرين أبو النجا وحسين حمودة، من مصر، وعبده وازن من لبنان، وتبلغ قيمة الجائزة ألف دولار، وميدالية برونزية إلي جانب ترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الانجليزية.
وحسب لجنة التحكيم فإن رواية لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة الصادرة في شهر يونيو الماضي عن دار العين بالقاهرة، تدور وقائعها بين عواصم ومدن كثيرة عبر أشخاصها، بينها حلب ، بيروت ، دبي ، باريس ، و العراق، لتحكي وقائع فساد معلن وخوف وقلق إنساني وموت، كأنها نهايات محتومة لا فكاك منها لعائلة تهرب من أي اجتماع عائلي. وقال بيان لجنة التحكيم : إن رواية خليفة ‘رواية سوريا المعاصرة التي تسرد الخوف والتطرف والاستبداد بوجوههم المألوفة. ويقدم لنا خالد خليفة الفنان المثال منحوتات روائية بديعة لأشلاء أسرة عربية أدماها العنف السياسي وفتت كرامتها… يبرز العار السياسي والعام المتمثل في النظام المتعسكر والاستخباراتي الفاسد الذي يلعب بالأشخاص والمصائر وفق مصالحه اللاإنسانية غالبا.’

‘ نوبة صحيان ‘ يعيد طرح سؤال الثورات العربية:

شهت كذلك مدينة الإسكندرية فعاليات ملتقي المسرح العربي المنعقد تحت عنوان ‘ نوبة صحيان ‘ الذي أقيم في النصف الأول من ديسمبر الجاري . وذلك تحت رعاية المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب ‘ Act ـ 1 ‘ بمشاركة مؤسسة ‘ تياترو إسكندرية ‘ التي يترأسها الأكاديمي والمسرحي الدكتور محمود أبو دومة ، حيث تضمنت فعاليات الملتقي العديد من العروض المشاركة التي استقبلتها مؤسسة تياترو إلي جانب عدد من المسارح الأخرى مثل المعهد السويدي ، مكتبة الإسكندرية ، المعهد الفرنسي ، معهد جوته . وتشكل فريق العمل من العاملين بالمؤسسة الدولية ومكتبة الإسكندرية ومؤسسة تياترو. تضمن برنامج العروض عدا كبيرا من الفعاليات من بينها : ورشة: توظيف مساحات مسرحية بديلة ، سينما ستاشن ورشة: الكتابة الإبداعية في المسرح / سويسرا المعهد السويدي عرض: مو: نو: لوج (استفقت) / سوريا مكتبة الإسكندرية (المسرح الصغير عرض: أشباح النهار/ مصر مكتبة الإسكندرية( القاعة الكبري ورشة: توظيف مساحات مسرحية بديلة / مصر تياترو إسكندرية
سينما ستاشن ورشة: الكتابة الإبداعية في المسرح / سويسرا جلسة حوار إصدار: كتابات من المسرح السويسري عرض: أشوشو/ مصرعن قصة الشيطان في خطر لتوفيق الحكي عرض: ع (عين)/ مصر ورشة: إضاءة أماكن غير تقليدية / مصر ورشة: الكتابة الإبداعية في المسرح / سويسرا ، أما برنامج الحوار ، وكان أهم محاور الملتقي وأكثرها ثراء فقد حمل عنوان : الفن فى فترات التحول السياسي: المساندة التفاعلية ،كما أشرنا في تقدمة هذه القراءة بالإضافة إلي عدد من العروض الأخرى مثل : عطيليانو/ مصر عن نص ‘ عطيل ‘ لوليم شكسبير ، عرض: انفلات / تونس
تضمن الملتقي أيضا جلسة حوار حول إصدار جديد هو : ‘ في عيون الآخرين / مصر- ألمانيا .. بالإضافة إلي ورشة: المبادرة الثقافية / المملكة المتحدة ، برنامج صُنع في مصر و(عروض جيب) منها : جبر الخواطر ، تايم لاين ، حديث بالليل مع رجل حقير ، راح النور .. وهو عبارة عن ارتجالية موسيقية .
وكان العام 2011 قد شهد قيام المؤسسة الدولية للإبداع والتدريب (I-act)بتنظيم نسخة تجريبية من ‘ نوبة صحيان’كملتقى مسرحي عربي، والذى اتخذ ، فيما بعد ، من التغييرات الاجتماعية والسياسية في مصر محوراً له. وفى عام 2013 عادت فعاليات’نوبة صحيان’ وقد تبلورت ملامحها في ضوء التطورات التي تجتاح المنطقة. وتضيف أوراق منظمي الملتقي أن الملتقي لقد تجاوز’ حدود مصر إلى سوريا والأردن وفلسطين وتونس ولبنان وذلك من خلال فعاليات متنوعة من عروض مسرحية وبرامج حوارية وورش تدريبية، بالإضافة إلى ترجمة وإصدار النصوص المسرحية العالمية. هذا فضلاً عن الآليات المتضمنة داخل أهداف ‘نوبة صحيان’ مثل التعلم وتبادل الخبرات والتشبيك والتربيط وبناء المشروعات المشتركة، وتعزيز دور حرية التعبير في مناخ يدعم حرية التفكير النقدي والإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بلال رمضام - مصر:

    الجدير بالذكر أن هذا التقرير أغفل وبتعمد واضح دور اعتصام وزارة الثقافة وإجبار اتحاد الكتاب على اتخاذ موقف واضح وصريح من الأحداث التى شهدتها مصر قبل 30 يونيو 2013 وبعد استمرار اعتصام المثقفين لفترة طويلة دون سماع صوت واحد لاتحاد الكتاب والتواصل مع الكاتب محمد سلماوي وزيارته للاعتصام وعقد اجتماع مع رموزه تم الاتفاق عليه ان يدعم الاعتصام قرار الاتحاد بسحب الثقة من مرسي ولولا حنكة سلماوي في عقد الاجتماع وسرعه اخذ موافقة الجمعية العمومية والتصديق عليها قبل حضور الفئة المؤيدة لعلاء عبد العزيز والذين حصل بعضهم على منافع منه منها على سبيل المثال انشاء جريدة أخبار هيئة الكتاب … اللحظة الحاسمة في اعتماد قرار الجمعية العمومية تمثلت في التزام الاعضاء المؤيدين للقرار بالحضور واكتمال النصاب القانوني وتفويت الفرصة على الرافضين وهم من أتوا متأخرين ظنًا منهم أن الجلسة ستقعد متأخرة ولما وصلوا اشتبكوا مع سلماوي وطلبوا الطعن علي القرار ثانيا ان الوزير لم يقم باعادة قيادات الثقافة التى أقصاها علاء عبد العزيز طبقا لهواه بل التزاما بمطالب الاعتصام وأى وزير كان سيتم اختياره كان ملزما بتنفيذ ذلك لانهم هددوا باستمرار الاعتصام والسؤال لماذا يتجاهل الشاعر محمود قرنى الاعتصام على حين جاء وزاره مرة او اثنين على ما اعتقد؟

    والسؤال أيضًا: أين هى حالات الفساد تلك؟

    اعتقد انه علينا أن نكون حيادين ولا نغفل أشياء كثيرة، ومنها مثلا اغفال مؤتمر ثقافة مصر فى المواجهة الذي عقد فى المجلس الأعلى للثقافة

إشترك في قائمتنا البريدية