أزمة تصاريح المرور من غزة تنفرج نسبيا.. الجزائر تعلن استقبال 6 من رعاياها الجرحى و45 طفلا فلسطينيا مع عائلاتهم- (فيديو)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

بعد انتظار طويل، أعلنت الجزائر عن استقبال أكبر دفعة لحد الآن من الفلسطينيين الذين تعهدت بعلاجهم في مستشفياتها منذ الأشهر الأولى للحرب، وكان في استقبالهم 3 وزراء إلى جانب السفير الفلسطيني ومسؤولة الهلال الأحمر الجزائري.

ويأتي هذا التطور بعد مماطلة الاحتلال الإسرائيلي في منح تصاريح العبور للفلسطينيين الذاهبين للجزائر، وهو ما عقّد من المهمة وفق الخارجية الجزائرية التي أعلنت عن قيامها باتصالات حثيثة مع الطرف المصري لحل هذا الإشكال.

وضم الفوج الذي وصل مساء يوم الخميس 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى، إضافة إلى مرافقيهم، إلى مطار بوفاريك العسكري قادمين من مطار القاهرة بمصر، على متن طائرتين مجهزتين طبيا تابعتين للقوات الجوية الجزائرية، بغية التكفل بهم على مستوى المستشفيات العسكرية ونوادي الجيش بالجزائر، وذلك تنفيذا لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون.

وأكد وزير الصحة الجزائري خلال الاستقبال أن عملية إجلاء المصابين الفلسطينيين تعكس تضامن الجزائر ومنذ الأزل مع القضية الفلسطينية وشعبها، مشيرا إلى أن كل التحضيرات للتكفل بهؤلاء المرضى تم إعدادها بشكل جيد سواء من الناحية الطبية أو التقنية أو اللوجيستية.

من جهتها، قالت رئيسة الهلال الجزائري ابتسام حملاوي إنه تم إجلاء 46 جريحا و67 مرافقا تتراوح إصابتهم بين المتوسطة والخطيرة حيث سيتم التكفل بهم من قبل الصحة العسكرية في الجزائر، مشيدة بالمناسبة بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها القوات الجوية لإيصالهم عبر طائرات طبية مجهزة.

وأشارت المتحدثة إلى أن دفعات إجلاء أخرى سيتم إجراؤها لاحقا وفي نفس الوقت “سنواصل مد أشقائنا الفلسطينيين بغزة بالمساعدات الإنسانية”، مشيرة إلى أنه سيتم الجمعة تمديد الجسر الجوي في هذا الإطار.

أما سفير دولة فلسطين بالجزائر، فايز أبو عيطة، فأعرب عن تثمينه للموقف الجزائري. وأوضح أن 46 مصابا فلسطينيا في العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وصلوا إلى الجزائر ومعهم 67 مرافقا أي بعدد إجمالي بلغ 113.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية شهادات لعدد من الأطفال الفلسطينيين وأخرى لذويهم. وقال الطفل خالد شكري إنه فقد كل شيء في البريج بغزة حيث كان يسكن على اثر تعرض منزل عائلته إلى قصف صهيوني ليلا أصيب على إثره كما أصيب أخوه بجراح خطيرة.

وأضاف خالد أنه رغم الأمان الذي يشعر به بعد أن وصل إلى أرض الجزائر، إلا أن الخوف لا زال يراوده بشأن أهله في غزة مع استمرار القصف الصهيوني على القطاع.

أما السيدة فرح شادي صالح، من الفلوجة بجباليا، فروت كيف تم قصف بيت عائلتها، ما أدى إلى إصابة معظم أفرادها بإصابات خطيرة بينما تعرضت هي إلى كسر في الجمجمة دخلت على إثره في غيبوبة لمدة شهر.

وكان إلى جانب المصابين، أصحاب الأمراض المستعصية، الذين أصبحوا يواجهون خطر الموت بعد أن نفد الدواء وخرجت معظم مستشفيات غزة عن الخدمة. وروت سامية حمدان الشاعر، داخل سيارة الإسعاف، وهي من سكان رفح بغزة، معاناتها مع مرض السرطان ومعاناة بنتيها، إحداهما مصابة بداء السكري زادت مضاعفاته بعد بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في أكتوبر الماضي. وقالت ناهد عبد العاطي من المنطقة الوسطى بغزة، إنها تعرضت منذ أكثر من شهر إلى كسر في الحوض والعمود الفقري كما أصيبت بنتاها في القصف الذي تعرض له منزلهما، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.

وكانت الجزائر قد أعلنت التكفل بـ 450 طفلا فلسطينيا مصابا من أجل تلقي العلاج من جروح وآثار القصف الصهيوني الهمجي الذي طال المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. وستكون هناك وفق المسؤولين، عمليات إجلاء أخرى ستشمل فئات من الجرحى والمصابين، لا سيما مبتوري الأعضاء.

بموازاة ذلك، تواصل الجزائر بذل مجهودات حثيثة قصد التكفل بعملية إجلاء الرعايا الجزائريين العالقين في قطاع غزة، بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي تعرفها هذه العملية وذلك بالتعاون مع السلطات المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكانت الخارجية الجزائرية قبل أيام، قد كشفت للمرة الأولى أسباب عدم إجلاء الرعايا الجزائريين في القطاع وكذلك الجرحى الذين وعدت بعلاجهم في مستشفيات البلاد.

وقالت ردا على سؤال وجهه النائب عبد السلام بشاغا إن “مصالح دائرتنا الوزارية، قامت بمشاركة سفارتنا في القاهرة بعملية إحصاء لأفراد جاليتنا المقيمة بغزة ووضع مخطط لإجلائهم، حيث بذلت مساعي حثيثة مع السلطات المصرية بغرض الحصول على مساعدتها في تنفيذ عملية الإجلاء”، غير أن العملية بمجملها “تبقى مرهونة بالحصول على إذن السلطات المصرية التي تبقى بدورها معلقة بالموافقة المسبقة والإلزامية من طرف المحتل الصهيوني الذي ترفض بلادنا الاعتراف به والتعامل معه كأمر واقع، وهو ما عقد عملية الإجلاء”، وفق الخارجية.

وأضافت في ردها: “بالرغم من هذه الصعوبات، تواصل مصالح الخارجية، جهودها الحثيثة من أجل التوصل إلى ترتيبات لإنجاح عملية الإجلاء في أحسن الظروف، من خلال التنسيق مع السلطات المصرية والهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية