الاستعداد لافتتاح أول متحف دولي للفنون التشكيلية في تونس

نزار بولحية
حجم الخط
3

المنستير ـ «القدس العربي» : في مدينة المنستير على الساحل الشرقي لتونس تجري آخر الاستعدادات لافتتاح أول متحف دولي للفنون التشكيلية في البلاد. وفي جولة عبر أروقة المتحف، الذي يحمل اسم الراحل محسن القاطري مؤسس جمعية الفنون الجميلة في المنستير، قال الرسام نجيب الركباني وهو عضو في اتحاد الفنانين التونسيين ومدير للمهرجان الدولي للفنون الجميلة في المنستير لـ»القدس العربي» أن فكرة المشروع بدأت في سنة 2003، عندما شارك في مهرجان دولي للفنون التشكيلية في صربيا، وسعى مباشرة بعد عودته إلى تونس لتأسيس مهرجان مشابه في مدينة المنستير، وتمكن من إقناع السلطات المحلية بالإشراف عليه وتبنيه. وبذلك انطلقت الدورة الأولى لذلك المهرجان في صائفة العام نفسه، تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية في الجهة، لكنها اقتصرت على حضور عدد محدود من الرسامين من صربيا وتونس. وفي العام الموالي تم تأسيس جمعية الفنون الجميلة في المنستير وهي التي تولت منذ ذلك التاريخ تنظيم المهرجان بشكل دوري وسنوي وبحضور عدد أكبر من الرسامين، ومن مختلف أنحاء العالم.

نجيب الركباني

وتضمن الترخيص الممنوح للجمعية بندا ينص على أنها ستقوم ببعث نواة متحف للفنون التشكيلية في المسلك السياحي في المدينة، من خلال جمع الأعمال المنجزة في مختلف دورات المهرجان، وأضاف الرسام مجيب الركباني، أن المتحف يحتوي الآن على أكثر من ألفي لوحة لرسامين تونسيين وعرب وأجانب من ثلاث وستين دولة، شاركوا في المهرجان خلال دوراته المتتالية، واستوحوا وعلى اختلاف توجهاتهم ومدارسهم الفنية، رسومهم لا فقط من جولاتهم داخل مدينة المنستير، بل أيضا من خلال الرحلات التي نظمها لهم المهرجان إلى عدد من المناطق داخل تونس، خصوصا في الصحراء التونسية، ومن بين هؤلاء وعلى سبيل المثال لا الحصر، المغربية هانية نجار والعماني المعمري علي هلال هميد والألمانية أندريس ماريا تيريزا والعراقي عبد الجليل محسن والتركية ريحان ديمير وغيرهم. أما عن الأثر الذي يتوقع أن يتركه وجود متحف دولي للفنون التشكيلية على الحياة الثقافية والسياحية، فيقول الركباني، بالإضافة إلى أنه سيكون عنصر جذب للسياح ولتنشيط الحركة السياحية لوجوده في المسلك السياحي في المدينة ولإمكانية التنقل له بواسطة القطار السياحي والمبرمج أن يتوقف بالقرب منه، فإن طلبة معاهد الفنون الجميلة في مختلف أنحاء البلاد، بالإضافة إلى المهتمين بفن الرسم وبالفنون التشكيلية، سيستفيدون من الأعمال المعروضة وسيتمكنون من اكتساب الخبرات، وتبادل التجارب مع رسامين من مختلف قارات العالم، خصوصا في الفترات التي ينتظم فيها المهرجان. مشددا على أن الهدف من المشروع ليس تجاريا، بقدرما هو ثقافي وسياحي بحت، وأن أي معلومات قد تفرض على الزائرين ستكون الغاية منها، الإسهام فقط في تلبية جزء بسيط من الحاجيات اليومية للعناية بالمتحف وصيانته. ولم يفت الرجل الذي كان وراء فكرة بعث أول متحف دولي للفنون التشكيلية في تونس، أن يشير في سياق التنويه بالدعم، الذي قدمته بعض البلدات والمدن الأجنبية المتوأمة مع مدينة المنستير للمشروع إلى مساهمة بلدية مانستر الألمانية في بناء إحدى قاعات المتحف، التي أطلق عليها رواق مانستر وتضم أكثر من مئة لوحة لرسامين ألمان وتونسيين وأجانب استوحوا رسموهم من مدينة المنستير، ثم يعرب في الأخير عن أمله في ان يكون المتحف فرصة للزوار التونسيين والأجانب، للاطلاع على بعض الأعمال والتجارب في فن الرسم، وفي الفنون التشكيلية بشكل عام لا على المستوى المحلي والعربي فقط بل حتى الدولي أيضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول balli_mohamed casa maroc:

    اولا وقبل كل شيء وبلغة الفن تحية لأرض تونس لأشجارها لنخيلها لمياهيها لورودهالأزهارها لطيورها لعصافيرها لهداهدها ولشعراءهاولرساميهاالتشكيليين ولمن على أرضها الخضراء الطيبة وهنيئالتشكيل هداالبحرالدي لاتنقدي عجائبه السباحة فيه تدرس قواعده قبل الأقدام

  2. يقول محمد فتحي البواب رئيس جمعية الفنون الجميلة بالمنستير:

    لم يحدد بعد تاريخ الافتتاح نظرا لتباطئ انجاز بعض الاشغال .نأمل ان يكون الافتتاح خلال شهر ديسمبر 2021.

  3. يقول محمد حمادي تريمش:

    ألف مبروك للمنستير ببعث أول متحف دولي للفنون الجميلة بتونس و شكرا للفنان نجيب الركباني للمجهود الكبير و الرائع لإنجاح هذا الإنجاز.

إشترك في قائمتنا البريدية