إعلام إسرائيلي يؤكد اجتياح رفح في وقت «قريب جدا»

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة – القدس العربي: قالت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية «كان 11» إن الجيش الإسرائيلي يستعد لبدء عملية اجتياح لمدينة رفح في وقت قريب جداً، ومن المتوقع أن تتضمّن عملية إجلاء واسعة تشمل أكثر من مليون من سكان قطاع غزة الذين نزحوا إلى المنطقة، في ظلّ استمرار الحرب الإسرائيلية منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي على غزة.
وحسب القناة العبرية قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى إن مدة إجلاء السكان عن رفح ستتراوح ما بين 4 و5 أسابيع. وأضافوا أن عملية الإجلاء قد تبدأ بعد انتهاء عيد الفصح العبري الأسبوع المقبل، وأن اجتياح رفح سيستمر عدة أشهر. ووفقاً لخطة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تم عرضها على الولايات المتحدة، سيُطلب من السكان في رفح إخلاء أماكن سكناهم إلى مجمعات خيام أقيمت في الأشهر الأخيرة، ونصبتها وكالات إغاثة دولية ودول أُخرى، وسيتم تقدّم الجيش في رفح على مراحل، حسب تقسيم مسبق، إلى مناطق محدَّدة.

الاحتلال وافق على خطة محددة

كما علمت القناة أن الجيش الإسرائيلي وافق، ولرابع مرة، على خطة مُحدّثة بشأن رفح في مطلع الأسبوع الحالي، وذلك بعد إجراء تغييرات طفيفة عليها عقب ملاحظات من الجانب الأمريكي الذي أبدى في البداية معارضة شديدة لاجتياح رفح.
وأكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى للقناة العبرية المذكورة أن الأمريكيين يدركون الآن الحاجة إلى العملية، ولم يعودوا يعارضونها.
وقال المصدر ذاته: «إننا نتفهم قلق الولايات المتحدة، لكننا لن نتمكن من استكمال العملية العسكرية في قطاع غزة من دون الدخول إلى رفح. كما قالوا إن عدم الدخول سيؤدي إلى تخفيف الضغط، وسيحول دون حدوث أي تحوّل في قضية المخطوفين الإسرائيليين».
وفي سياق متصل، أظهرت صور التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، وحللتها وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية للأنباء، مجمّعاً جديداً من الخيام بالقرب من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، تمت إقامته يوم 16 نيسان/أبريل الحالي، واتسعت رقعته منذ ذلك الوقت.

«حماس» في السلطة… والسبب نتنياهو

وأشارت إلى أن مصر بدأت بإنشاء مجمّع الخيام في خان يونس، تمهيداً لهجوم محتمل على رفح.
يشار إلى أن عددا من المراقبين الإسرائيليين يؤكدون عدم أهمية وحيوية اجتياح رفح من الناحية العسكرية، وأن احتلالها لن يغير في نتائج الحرب جوهريا، خصوصاً أن حكومة الاحتلال لا تملك رؤية استراتيجية وترفض الدمج بين العسكري والدبلوماسي وترفض «اليوم التالي» أي المشروع لاستبدال حكم حماس داخل القطاع.
وفي سياق آخر، أكد الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، في مقال نشرته صحيفة «معاريف»، أن «حماس» لا تزال السلطة الحاكمة في غزة، حتى بعد مرور ستة أشهر، والسبب هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف محذرا من التعويل على احتلال رفح: «لن يكون الدخول المرتقب إلى رفح مختلفاً في النهاية عمّا تم تحقيقه في خان يونس، أو في مدينة غزة، أو في أي موقع آخر قام الجيش باحتلاله في القطاع، ثم انسحب منه وتركه في نهاية المطاف لتحكمه «حماس».
ورأى أن «النموذج المتكرر من العمليات هو أن الجيش يخطط لاقتحام مدينة أو مخيم، ويطرد أكبر عدد ممكن من السكان المدنيين من هناك، ويقوم بإنهاك الأهداف بنيران مكثفة، ويدخل في عمليات قتالية قوية، ثم يفكك القوة «الإرهابية «العسكرية التي تسيطر في المكان الخطِر، ويتقدم بصورة بطيئة، وحذرة، لكنها ثابتة، يقتل كثيرين من «المخربين»، ويقصف البنى التحتية وكل ما يحيط بالمكان، ويتم العثور على معلومات استخباراتية وغيرها، وفي نهاية المطاف، وبعد أعمال قتالية صعبة، وبثمن باهظ يتمثل في خسارة خيرة أبنائنا، يتكرر السؤال: ماذا بعد؟».
وتابع منبها من الفشل المحقق نتيجة فقدان استراتيجية وقال: «ها نحن نعود للاستعداد للدفاع المتواصل، ونتجاوز ما حدث، ولا يوجد أي تعريف لِما يحدث، هناك صمت على المستوى السياسي، لا توجيهات مطلقاً بشأن ما الذي يريدون فعله في المنطقة التي تم احتلالها للتو».

جنرال في الاحتياط: حرب نتنياهو خاسرة

ورأى أن «عمليات قتل «المخربين» هنا وهناك تتواصل ثم نبدأ بتلقّي الضربات لأن عدونا بدأ يتعافى، ونبدأ بارتكاب الأخطاء، فيسقط في صفوفنا ضحايا كلما كانت القوة العسكرية ثابتة وغير متحركة، ثم نصطدم بالكمائن على امتداد محاور الإمداد، ونتلقى الضربات بنيران القناصة وخلايا الصواريخ المضادة للدروع التي بقيت في قيد الحياة، لأننا في نهاية المطاف، لن نتمكن من قتل «المخرب» الأخير في كل مكان».
وزعم قائلا «لو قمنا بدراسة بشأن الضحايا، لاكتشفنا أن معظم ضحايانا أصيبوا في الصفوف الخلفية، بعد الاجتياح، وأن معظم الضحايا لا يسقطون في جبهة القتال المتقدمة».
والقضية الأهم والأكثر إلحاحاً برأي زيف هي قضية المخطوفين، وقال في هذا الصدد إن نتنياهو «الذي يصرّ على تحقيق الإنجاز السابق المتمثل في ممارسة الضغط العسكري في مقابل إطلاق المخطوفين، ويجادل نفسه بشأن الأثمان المحتملة، يضلل نفسه، ويضللنا معه».
وشدّد على أن «هذا الضغط العسكري لم يعد يفيد منذ أربعة أشهر وعملياً، لم يتبق لدينا أيّ أوراق ضغط نستخدمها ضد (زعيم «حماس» في غزة يحيى) السنوار، أمّا بعد احتلال رفح، فسنستخدم آخر أوراقنا الرابحة».

نتنياهو يخسر الحرب

وتوجّه الجنرال في الاحتياط زيف الى نتنياهو بالقول: «سيدي رئيس الوزراء: إن جميع تصريحاتك وقراراتك المتعلقة بالحرب، والتي مفادها أننا سنقضي على سلطة «حماس»، لم تحقق حتى الآن أي خطوة على طريق تحقيق الهدف. ها هو الجيش يحقق انتصاراً في جميع المعارك، لكنك تخسر الحرب».
وأضاف:»لا معنى لعدد «المخربين» الذين سنواصل قتلهم في الميدان، ومتى سنحتل رفح. فالنتيجة النهائية لن تتغير من دون استبدال السلطة هناك: إن «حماس» ستخرج منتصرة. هذا ما يقوله لك وزير الدفاع (يوآف) غالانت، وهذا ما يقوله (وزير لا مجلس الحرب بيني) غانتس، وهذا ما يقوله قادة الجيش، وهذا ما يقوله لك الأمريكيون، وهذا ما تقوله لك الدول العربية المعتدلة التي ساعدت إسرائيل على صد الهجوم الإيراني، وهذا ما يقوله كلّ مَن يتحلى بقليل من العقلانية والمسؤولية. وأنت تعرف أكثر من الجميع أن الخيارات المطروحة تتمثل إمّا في «حماس»، وإمّا في «فتح»، ومن دون وجود بديل من «حماس»، فإن الحركة هي التي ستظل تحكم القطاع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية