أهالي قطاع غزة: رغم الجحيم.. نشعر أن الحرب قد بدأت الآن

حجم الخط
0

الأربعاء ظهراً في جنوب قطاع غزة، المحادثة مع م. تجري بصورة متقطعة بسبب صعوبة الاتصال بالهاتف المحمول. خلال ذلك، سمع فجأة صوت انفجار شديد. قبل لحظة، سئل: هل يشعرون في القطاع بأن الحرب في المرحلة الأخيرة إزاء الانخفاض في عدد الهجمات؟ “أعرف أن إسرائيل تبث دائماً انتهاء الحرب، وأن معظم القوات انسحبت، وكل ما يحدث الآن هجمات محدودة من الجو، أو ما تعتبره إسرائيل عمليات جراحية”، وأضاف: “حتى إنهم ينشرون صوراً لأشخاص على الشاطئ، وكأن الحياة عادت إلى الروتين، لكن عملياً هذا تشويه وكذب”.

 غضب م. يزداد. “ما زلنا في حرب وحشية وهجمات لا تترك لأحد مجالاً للراحة، في الشمال والجنوب”، أكد. “لا نشعر بأن الحرب أصبحت وراءنا، بالعكس”. وقال إن الانفجار الذي سمع في الخلفية كان على بعد بضع عشرات الأمتار من بيته. “الشعور أنه لا يوجد مكان آمن، وكل بيت ومبنى هدف للهجوم”. في الحقيقة، بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس تدل على أن عشرات الأشخاص ما زالوا يقتلون يومياً، بالأساس في الهجمات الجوية. أمس، تم الإبلاغ عن 43 قتيلاً خلال 24 ساعة، وبالإجمال تم الإبلاغ في هذا الأسبوع عن موت 256 شخصاً.

“هذه أرقام حرب وليس وقف إطلاق نار”، قال م، “وحقيقة أن قوات كثيرة انسحبت من القطاع لا تعني أن الحرب قد انتهت”. وحسب قوله، لا يهم سكان القطاع إذا كانت عمليات القصف من الجو تحدث مرة في كل ساعة أو مرة كل ساعتين. السؤال هو: من الذي سيموت اليوم ومن الذي سيبقى على قيد الحياة. ولا فرق بين المواطن العادي أو من يعتبر من مقاتلي حماس، أو ذراع عسكري أو سياسي”.

 ت. أم لولدين يعيشون في مدينة غزة، قالت إنها في الفترة الأخيرة شهدت على هجمات يومية في شمال القطاع، وفي عدد من الأحياء في غزة مثل الشجاعية ووسط المدينة. صورة الوضع التي يرسمها سكان مناطق أخرى في القطاع مثل مخيم النصيرات في وسط القطاع وخان يونس، متشابهة تماماً. “عائلتي غير مرتبطة بأي شيء سياسي أو عسكري. مع ذلك، قصفوا عمارتها بالكامل ولم يبق منها شيء”، وأضافت، “الآن أبناء عائلتي يعيشون في الخيام في مدينة رفح، ولا يعرفون مصيرهم”.

يزداد الخوف في منطقة رفح من عملية عسكرية ستبدأ إزاء تهديدات إسرائيل وتوقف الاتصالات حول عقد صفقة لإطلاق سراح المخطوفين. يعتقد السكان أن الهجمات المتزايدة من الجو في المدينة ومحيطها دليل على ذلك، إضافة إلى تقارير عن استعداد إسرائيل لدخول المدينة وتنسيق ذلك مع الولايات المتحدة ومصر. “أي فلسطيني في القطاع يعرف شيئاً واحداً، وهو أن وقف الحرب يعني أنه لن يكون أي هجوم أو أي نشاطات، سواء عمليات جراحية أو غيرها”، قال أحد سكان المدينة. “لا نقيس الحرب بحجم القوات الإسرائيلية أو بعدد الجنود على الأرض”. وحسب قوله، الخوف الآن أكبر بكثير مما كان في بداية الحرب. “إذا كان للناس مكان يذهبون إليه، بالأساس نحو الجنوب، فالآن لا مكان”.

 جميع السكان الذين تحدثوا مع “هآرتس” أكدوا أنهم لا يقلقون فقط من النشاطات العسكرية، بل أيضاً من الأضرار الشاملة للحرب على المدى القصير والبعيد. “إسرائيل تقيس 40 درجة مع جو خماسيني ويتذمرون”، قالت امرأة من مخيم النصيرات. “ينشرون صورة على الشاطئ ويقولون إن الغزيين خرجوا للاستجمام. ربما لا توجد لنا أي طريق أخرى عدا الجلوس على الشاطئ للتخفيف قليلاً من شدة الحرارة”. هذه المرأة أم لولدين، وقد قالت إنهم لم يذهبوا إلى المدرسة. الأدوية نفدت. وحسب قولها، فإن الحرب سترافق الناس في القطاع، على الأقل لجيل أو جيلين قادمين. “الجيش الإسرائيلي يواصل القصف والهجمات، لكن أيضاً إذا توقف ذلك الآن، ولا يبدو أنه التوجه، فسنعيش في وضع الحرب والمعاناة لسنوات كثيرة”.

جاكي خوري

 هآرتس 26/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية