صراع مشاريع ومصالح

حجم الخط
0

ان الواقع المتردي الذي تمر به المنطقة العربية وهذا الصراع الدامي الذي يستنزف مقدرات هذه الامة ويمنع التقدم والازدهار والتنمية والاستقرار ليس صراعا سنيا شيعيا بالاساس، انه صراع سياسي محتدم بين مشروعين احدهما يرمي الى اقامة نظم مدنية ديمقراطية يحترم فيها الانسان بغض النظر عن انتمائه العرقي او الديني، وبين مشروع الاسلام السياسي الذي يقسم الناس على اساس معتقداتهم السياسية بغض النظر عن الطائفة والانتماء المذهبي. فكل مخالف حتى بالرأي يعتبر معاديا لهذا المشروع مهما كان مذهبه، وكل معارض لمشروع الاسلام السياسي يوضع في خانة الاعداء والكفار. ان مايجري في مصر وفي تونس يبرهن على ذلك، فهناك لا يوجد سنة وشيعة يتصارعون.. والحالة الليبية، بما فيها من تردي وتناحر وضياع للدولة، صراع قبلي فئوي ليس له علاقة بالمذاهب.
ان الصراع في المشرق العربي يتخذ نفس العناوين العريضة ولكن البعض استغل واقع الحال من حيث التنوع المذهبي وراحوا يصورون الامر على انه صراع بين السنة والشيعة لكي يستجلبوا اكبر قدر من استعطاف الجماعات الجهادية في العالم. وهذا يفسر توافد هذه الجماعات التكفيرية الى سورية على نحو لانراه في بقية المناطق المتوترة والمشتعلة في العالم العربي! ومن الاجحاف الحديث عن الموقف الروسي والاستخلاص بانه يهدف الى تقسيم العالم العربي بين سنة وشيعة، بل على العكس لولا الروس لاصبح هذا التقسيم واقعا في سوريا ولكان امتد الصراع الى بقية انحاء المشرق العربي بهدف اقامة الامارات المتخلفة المتناحرة بجوار اسرائيل.
سيسجل التاريخ ان الروس بمواقفهم، ولأجل مصالحهم ايضا، اوقفوا هذا المشروع او هم في الطريق الى ايقافه نهائيا والى الابد!
احمد العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية