لبنان: إنفجاران ضخمان يهزّان ‘بئر حسن’ ويعكّران إيجابيات الحكومة… وكتائب عبدالله عزام تتبنّاها

حجم الخط
0

بيروت ـ ‘القدس العربي’ على الرغم من الإجراءات الأمنية التي يتخذها الجيش اللبناني وحزب الله للحد من التفجيرات وبعد اكتشاف 3 سيارات مفخخة في الأيام القليلة الماضية في كورنيش المزرعة وعلى طريق عرسال وقضاء بعلبك، وقع انفجاران كبيران صباح الأربعاء قرب المستشارية الثقافية الإيرانية وعلى مقربة من السفارة الكويتية وقصر الرئيس رياض الصلح بعد أيام قليلة من تأليف حكومة جديدة في لبنان جمعت فريقي 8 و14 آذار والوسطيين ويؤمل منها إعطاء نفحة من الأمل وبث بذور الوفاق والطمأنينة بين اللبنانيين.
وأسفر الإنفجاران عن سقوط 4 قتلى 128 جريحاً بينهم 7 حالات حرجة إضافة إلى أشلاء الإنتحاريين ، وأعلنت السفارة الإيرانية في بيروت ‘عدم وجود إصابات خطيرة بين الدبلوماسيين والعاملين في المستشارية الثقافية’.
وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنه ‘حوالي الساعة 9,35 حصل انفجاران انتحاريان متزامنان تقريباً في منطقة بئر حسن، الأول داخل سيارة نوع ب.م بالقرب من المستشارية الثقافية الإيرانية، والثاني داخل سيارة نوع مرسيدس بالقرب من المعرض الأوروبي، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات.’
وأضافت ‘وعلى الأثر فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول البقعة المستهدفة، فيما حضرت وحدة من الشرطة العسكرية وعدد من الخبراء المختصين الذين باشروا الكشف على موقعي الإنفجارين والأشلاء البشرية التي وجدت بالقرب منهما، وذلك تمهيداً لتحديد طبيعتيهما وظروف حصولهما. وبنتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المختصين، تبيّن أن الإنفجار الأول ناجم عن كمية من المتفجرات وقذائف الهاون زنتها نحو 75 كلغ، موزعة داخل سيارة مرسيدس تحمل اللوحة رقم 121363/ز مزورة وعائدة لسيارة نوع سيتروين مسجلة باسم المدعو سهيل إدوار عبدالله، والإنفجار الثاني ناجم عن كمية من المتفجرات وقذائف الهاون زنتها نحو 90 كلغ موزعة داخل سيارة نوع ب.م x5’ لون أسود تحمل اللوحة رقم 158298/ص والتي كانت قد سرقت من طريق المطار ومعممة أوصافها سابقاً وتعود ملكيتها للمدعو محمد علي عيسى ومباعة بموجب وكالة للمدعو مصطفى اسماعيل.
وقد تبنّت كتائب عبد الله عزام الإنفجارين وذكرت في بيان ‘أن تفجيراً مزدوجاً استهدف المستشارية الإيرانية في بيروت رداً على قتال حزب الله في سوريا’.
وما لفت في حادثة الإنفجارين هو توجّه وزراء من 8 و14 آذار الى موقع الجريمة وأبرز من تفقدوا المنطقة وزير الداخلية نهاد المشنوق المحسوب على تيار المستقبل الذي وصل الى الموقع يرافقه وزير المال علي حسن خليل ورئيس لجنة الأمن والإرتباط في حزب الله وفيق صفا وأكد المشنوق في تصريح ‘أن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات الجدية الأمنية والسياسية لإنهاء الظاهرة المجرمة الإنتحارية، وإقفال معابر الموت من سوريا الى لبنان’.
وقال ‘هناك معابر لبنانية للسيارات المسروقة التي ترسل الى سوريا وتفخخ، وعندما تدخل الى الأراضي اللبنانية هي مسؤوليتنا، وبالتالي على كل القوى السياسية التعاون لإنهاء بؤر الموت الموجودة في مناطق البقاع في أكثر من منطقة أهمها مناطق ‘الحرامية’ والمزورين’.
ورداً على سؤال عن تبني كتائب عبد الله عزام المسؤولية قال ‘إن هذه الكتائب هناك من يسهّل لها، وهذا التسهيل لا يقل إجراماً ومسؤولية، وهؤلاء المسهّلون هم لبنانيون’.
ونوّه نائب التيار الوطني الحر آلان عون بنزول وزير الداخلية المعروف برمزيته الى مكان الإنفجار، وقال ‘هذه هي الصورة التي نحتاج إليها والتي تشير الى أن الإعتداءات الإرهابية تطال كل اللبنانيين’.
وإعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أنه ‘وسط الأجواء الإيجابية التي رافقت ولادة الحكومة وتركت ارتياحاً لدى اللبنانيين وجّه الإرهاب ضربة جديدة للبنان عبر تنفيذه تفجيراً في منطقة مدنية آمنة في رسالة تعكس إصرار قوى الشر على إلحاق الأذية بلبنان وأبنائه ونثر بذور الفتنة بين أبنائه’.
وأضاف ‘وصلت الرسالة وسوف نرد عليها بتلاحمنا وتضامننا وتمسكنا بسلمنا الأهلي والتفافنا حول جيشنا وقوانا الأمنية التي أعطيت التعليمات للقيام بما يلزم من أجل ضبط الفاعلين وجلبهم أمام العدالة سريعاً’.
وأدان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري انفجار بئر حسن، داعياً ‘إلى ملاحقة المخططين وأوكار الإرهاب’.
وأشار إلى أنه ‘اذا كان الهدف من العملية الإرهابية توجيه رسالة الى اللبنانيين بأن لبنان لن يكون في منأى عن الإرهاب بعد تشكيل الحكومة، فإننا نؤكد أكثر من أي وقت آخر وحدة الموقف اللبناني في مواجهة الإرهاب وكل المحاولات المشبوهة والمدانة لإثارة الفتن وضرب الجهود القائمة لحماية الإستقرار’.
وتوجّه إلى اللبنانيين بمختلف أطيافهم بـ’وجوب التزام مقتضيات التضامن الوطني، والإلتفاف حول الحكومة ومساعدتها على القيام بمسؤولياتها في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا الوطنية’.
ودعا إلى ‘تكرار الدعوة الى تحييد لبنان عن أتون النيران السورية، وإلى انسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا، والتزام مقررات الحوار الوطني في إعلان بعبدا’.
في المقابل، إعتبر عضو كتلة ‘الوفاء للمقاومة’ النائب علي عمار من موقع التفجير ‘أن هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها التكفيريون هي جزء من الإرهاب التكفيري على العالم العربي والإسلامي لضرب النسيج التنوعي التعددي على مساحة العالمين العربي والإسلامي، وليس مستغرباً أن تستهدف هذه المنطقة بأكثر من تفجير لأن العدوين الأساسيين هما العدو الإسرائيلي والتكفيري وهما يتماهيان تماهياً مطلقاً اليوم’.
ورداً على الكلام عن أن حزب الله استجرّ التفجيرات الى لبنان بدخوله في حرب في سوريا، قال عمار ‘ هذا ما هو إلا حجة يتم التذرع بها، ونتذكّر المئة وسبعين شهيداً من الجيش في نهر البارد واستهداف الجيش في عرسال واستهداف الجيش إرهاباً سياسياً وعملانياً’.
وأكد ‘أن حزب الله لن ينسحب من معركة قرّر وجوبها على المستوى الإستراتيجي لإسقاط مشاريع التقسيم والتوطين والتجزئة وزرع الفتن، وما يحصل في سوريا واليمن وليبيا ومصر وبغداد خير شاهد على أن هذا المشروع متماهيا مع المشروع الإسرائيلي’.
ونوّه ‘بالإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني والذي نوجّه له كل تحية وإكبار وهذا يستدعي من كل الأجهزة وخصوصاً بعد ولادة الحكومة الذي نأمل أن تكون حكومة جامعة بالمعنى التنسيقي لوضع استراتيجية سياسية وأمنية لمواجهة الخطر الذي يهدد الكيان والمنطقة مواجهة حثيثة وجدية’.
من ناحيته،علّق رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون عبر حسابه على ‘تويتر’ على تفجير بئر حسن، معتبراً أن ‘لا شك أن الإرهابيين استاؤوا من تأليف الحكومة خصوصاً بعد أن تأكدوا أنها ستكافحهم، فبادروا بالهجوم’.
بدورها، وأدانت السفارة الأمريكية في بيروت التفجير ووصفته في تغريدة على حسابها على ‘تويتر’ وأدان هذا العمل الإرهابي. كما قدّمت تعازيها لأهالي الشهداء، ومواساتها لأهالي الجرحى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية