الرباط ـ ‘القدس العربي’: افادت السلطات المغربية ان الاجهزة الامنية فككت شبكة كانت تعد لهجمات في عدد من المدن المغربية، فيما تحدثت تقارير صحافية عن حملة اعتقالات شملت عددا من المدن في وقت يشن فيه معتقلون ادينوا بتهم تتعلق بالارهاب اضرابا عن الطعام يهدد حياة بعضهم.
وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان ارسل لـ’القدس العربي’ ان مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي، بتنسيق مع جهاز مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) تمكنت ‘من تفكيك خلية إرهابية تنشط بمجموعة من المدن المغربية مكونة من عدة افراد سبق لهم أن تلقوا تدريبات على استخدام مختلف انواع الأسلحة والمتفجرات ضمن تنظيمات إرهابية.’
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية المغربية اول امس الاربعاء أنه تم أيضا إلقاء القبض على معتقل سابق بمقتضى قانون الارهاب، يشتبه في ضلوعه بدور أساسي كمنسق على المستوى الوطني لعمليات جمع الاموال وتجنيد المتطوعين للقتال ضمن الخلايا الإرهابية المرتبطة بهذه التنظيمات.
وكشفت تقارير صحافية أن عددا من مدن المغرب شهد يوم اول أمس الأربعاء، سلسلة اعتقالات مفاجئة طالت العشرات من السلفيين، حيث لم تحدّد هذه المصادر عدد الموقوفين، مقدرة إياهم بما بين 20 و30 شخصا.
ونقلت هذه التقارير عن مقربين من السلفية الجهادية ان أهم الاعتقالات تمّت في مدن فاس وطنجة والناضور ومحيطها والفنيدق وخريبكة وسيدي سليمان والرباط وسلا وانه تم الافراج عن بعض من تم اعتقالهم في اليوم نفسه فيما تم الاحتفاظ بالباقين.
وأوضحت المصادر نفسها أن جلّ الموقوفين إما سبق اعتقالهم أو إدانتهم بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب، او ناشطون أو داعمون للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين السلفيين.
من جهة اخرى يشن معتقلو ‘السلفية الجهادية’ بالسجون المغربية إضرابات مفتوحة عن الطعام، منذ أكثر من شهر، وأن الحالة الصحية لفئة منهم داخل سجن بوركايز بفاس ‘أصبحت شديدة الحساسية والخطورة’.
وأوضح بيان للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أنه تم إخراج معتقلين إسلاميين من سجن بوزكايز بفاس، ‘في حالة صحية خطيرة’ إلى المستشفى، إضافة إلى معتقلين اثنين آخرين، هما طارق اليحياوي ‘الذي أصبح يعاني من آلام شديدة في الكلى وقيء مستمر’ ونور الدين نفيعا ‘الذي أصبح طريح الفراش وفقد الإحساس بالفخذين والرجل اليمنى’.
وقال البيان ان الخطر يتهدد حياة المضربين، إذ انخفض وزن غالبيتهم بما يتراوح 13 و25 كيلوغراما، ومعظمهم مصاب بالقيء المستمر، ويشعرون بآلام حادة، خصوصاً على مستوى الكليتين.
ويرفض عدد من المعتقلين الإسلاميّين توقيف إضرابهم عن الطعام، الذي انطلق منذ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وحملت اللجنة المشتركة لكل من رئاسة الحكومة والمندوبية العامة لإدارة السجون مسؤولية ‘الحفاظ على السلامة البدنية للمعتقلين والحق في الحياة’.
وأفادت مصادر حقوقية خبر تعليق المعتقل الإسلامي، عبد الصمد البطار، المعتقل على خلفية ‘أحداث أركانة’، لإضرابه عن الطعام، الذي استمر حوالى 30 يوما، وذلك بعد مناشدات من عائلته وهيئات حقوقية.
ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان السلطات المغربية المسؤولة عن السجون إلى ‘التدخل العاجل لتجنب كارثة إنسانية في خصوص هؤلاء المعتقلين وعلى رأسهم سلفيون وطلبة’.
وذكرت الجمعية، في مذكرة مفتوحة إلى المندوب العام لإدارة السجون في المغرب، أنها ‘تتابع بقلق وانشغال بالغين الأوضاع المتدهورة، التي يوجد فيها المعتقلون في ملفات ‘السلفية الجهادية’ المضربون عن الطعام منذ 45 يوماً في عدد من السجون’.
ويبلغ عدد هؤلاء المعتقلين المضربين عن الطعام حسب الجمعية 22 سجيناً في سجن مدينة فاس، حيث تعتصم العائلات منذ بداية الشهر الجاري، للمطالبة بتحسين أوضاع أبنائها وأربعة معتقلين في سجن مدينة مكناس ‘فرق أمن السجن اعتصامهم بالقوة وسبعة سجناء آخرين مضربين، يطالبون بإرجاعهم إلى سجون قريبة من عائلاتهم’.
وفي رسالة مفتوحة اخرى عبرت الجمعية المغربية عن ‘قلق كبير لاستمرار التجاهل الذي يواجه به الإضراب اللامحدود، الذي يخوضه طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، المعتقلون منذ بداية الشهر الماضي وهم تسعة طلبة في خمسة سجون، أحيلوا بعد تصريحاتهم بتعرضهم للتعذيب، إلى الخبرة الطبية من دون أن تقدم النتائج إلى الآن، بحسب رسالة الجمعية.
وتتحدث الجمعية عن معتقلين اثنين مضربين عن الطعام، ينتميان إلى حركة 20 فبراير الاحتجاجية، التي قادت الحراك الشعبي في المغرب خلال 2011، وتقول عائلاتهما، وفق ما ذكرت الجمعية ان ‘أوضاعهم تزداد تدهوراً خصوصاً مع التجاهل الذي تواجه به مطالبهم’.
ويطالب هؤلاء المضربون وزير العدل والحريات بالأمر بـ’فتح تحقيق حول التعذيب الذي طال تسعة منهم، وفتح حوار للاستجابة إلى مطالبهم’.