سنودن يدعو الى وضع حد للمراقبة الشاملة

حجم الخط
0

ادوارد سنودن

لندن- (أ ف ب): يدعو المستشار السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية ادوارد سنودن في اول ظهور له على التلفزيون منذ حصوله على اللجوء الى روسيا، المواطنين الى “وضع حد للمراقبة الشاملة”، مؤكدا ان “مهمته انجزت”.

وفي مقاطع من اعلان سيتلوه على قناة تلفزيونية بريطانية في يوم عيد الميلاد، يدافع سنودن الذي كان وراء الكشف عن عمليات مراقبة اميركية واسعة، بشدة عن الحرية الفردية.

وسيكون هذا الاعلان المسجل والقصير اول ظهور لسنودن على التلفزيون منذ وصوله الى موسكو في حزيران/ يونيو الماضي.

كما اجرى الشاب البالغ من العمر 30 عاما اول مقابلة له منذ لجوئه الى روسيا. وقال لصحيفة واشنطن بوست الثلاثاء “لقد انتصرت”.

واضاف “ما ان تمكن الصحافيون من العمل، كل شىء كنت احاول فعله نشر”.

واضاف “ذلك انني لم اكن اريد تغيير المجتمع، بل ان اعطي المجتمع فرصة ليحدد ما اذا كان يريد تغيير نفسه”.

وسرب سنودن لوسائل الاعلام من بينها صحيفتان واشنطن بوست الاميركية والغارديان البريطانية تفاصيل خطيرة عن عمليات مراقبة سرية ثم فر من الولايات المتحدة ليتجنب توقيفه.

وقد وصل الى روسيا في حزيران/ يونيو وامضى شهرا في مطار موسكو قبل ان يمنح اللجوء لمدة سنة. ورفع المدعون الفدراليون الاميركيون دعوى جنائية ضده بتهمة التجسس وسرقة ممتلكات للحكومة.

واربكت المعلومات التي سربها الى حد كبير ادارة الرئيس باراك اوباما بعدما كشف عن جهود تجسسية واسعة تقوم بها الولايات المتحدة، بما في ذلك على دول حليفة مثل المانيا ومستشارتها انغيلا ميركل.

ويقول سنودن في رسالته اليوم ان “طفلا يولد اليوم سيكبر بدون اي تصور لما هي الحياة الخاصة ولن يعرف ابدا ما يعنيه الحصول على لحظة خصوصية ولن تكون لديه فكرة غير خاضعة للتسجيل او التحليل”.

ويضيف ان “هذه مشكلة فالحياة الخاصة تتيح لنا تحديد من نحن ومن نريد ان نكون”.

ويؤكد سنودن “معا يمكننا ان نجد توازنا افضل، ووضع حد للمراقبة الشاملة وتذكير الحكومة بانه اذا ما ارادت ان تعرف ما نشعر به فان السؤال عن ذلك يكلف اقل من التجسس” لمعرفته.

ويتابع “في الاونة الاخيرة عرفنا ان حكوماتنا بالتشاور بينها، وضعت نظاما للمراقبة الشاملة في المستوى الكوني يتيح رؤية كل ما نقوم به”.

ويشير سنودن الى مؤلف كتاب 1984 جورج ارويل الذي “حذرنا من مخاطر هذا النوع من المعلومات”، موضحا ان “نوعية المعطيات المجمعة التي قدمها الكتاب من خلال اجهزة استماع وكاميرات وشاشات تلفزيون تراقبنا، لا تقارن بالوضع الحالي”.

ويوضح ” لدينا (الان) اجهزة كشف في جيوبنا تتبعنا في كل مكان نذهب اليه”.

وستبث هذه الرسالة الاربعاء عند الساعة 16,15 ت غ على القناة الرابعة.

من جهة اخرى، صرح سنودن لصحيفة واشنطن بوست انه مرتاح لان الرأي العام بات يعلم الان عمليات التجسس على الانترنت والاتصالات الهاتفية التي قامت بها الحكومة الاميركية على نطاق واسع.

وقال في مقابلة نشرت الثلاثاء “بالنسبة لي اشعر بالارتياح لانني انجزت مهمتي”. وتوسعت عمليات جمع وكالة الامن القومي الاميركية المعلومات الاستخباراتية بشكل كبير منذ اعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر 2001.

والجمعة اعلن الرئيس باراك اوباما انه يرحب بنقاش حول دور وكالة الامن القومي في حين كان يدرس امكانية اجراء تغيير في صلاحياتها اثر الاستياء والاستنكار بشان الحق في الخصوصية. وقال اوباما انه “سيصدر بيانا نهائيا” في كانون الثاني/ يناير حول كيفية عمل وكالة الامن القومي.

واوصت مجموعة خبراء في الاستخبارات والقانون اختارهم البيت الابيض بالحد من صلاحيات الوكالة واقترحوا 46 تعديلا وحذروا بان نشاطاتها في اطار الحرب على الارهاب ذهبت بعيدا.

وحذر قاض فدرالي من ان نشاط الوكالة في التنصت على مكالمات كل الاميركيين مخالف للدستور.

واجرى الصحافي في واشنطن بوست بارتون غيلمان المقابلة مع سنودن في موسكو.

وكانت اول التسريبات نشرت في صحيفتي واشنطن بوست والغارديان في حزيران/ يونيو.

وقال غيلمان ان “سنودن كان مرتاحا ومتحمسا خلال اليومين اللذين امضيتهما معه لاجراء هذا الحديث”.

واكد سنودن انه لا يعتبر نفسه خائنا. وقال “لا احاول تدمير وكالة الامن القومي بل احاول تحسينها. لا ازال اعمل لحساب الوكالة لكنهم الوحيدون الذين لا يدركون هذا الامر”.

واضاف ان “النظام اخفق بشكل كبير واخفق المسؤولون على كل المستويات في تحمل مسؤولياتهم ومعالجة هذا الامر”.

وتسريبات سنودن اثارت استنكارا في اوساط المدافعين عن الحقوق المدنية وحتى بين الدول الحليفة لواشنطن التي استاءت للمعلومات التي كشفت بان الولايات المتحدة تتجسس على الاتصالات الهاتفية لقادتها وعلى بريدهم الالكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية