الزوجان نتنياهو في “سلفي” مع 133 مخطوفاً: نخب “رفح” وأكذوبة “النصر المطلق”

حجم الخط
0

التخلي عن المخطوفين وتركهم لمصيرهم، موتهم بالتعذيب والألم، حدث استراتيجي في تاريخ الدولة. حدث يقوض الروح المؤسسة للدولة. سيستمر صداه لسنوات القادمة. فهو جريمة لا تغتفر ضد الضحايا وعائلاتهم، وأيضاً ضد الإسرائيلية واليهودية.

فدية الأسرى أمر سام. حروب إسرائيل انتهت دائماً بتبادل الأسرى وإعادة القتلى: تم إطلاق سراح 1027 مخرباً مقابل جلعاد شاليط. وفي صفقة جبريل أيضاً تم تحديد تعرفة مرتفعة. هناك مرات تم فيها إطلاق سراح مخربين حتى مقابل جثامين. شعار “دولة إسرائيل ستفعل كل ما في استطاعتها” اعتبر شعاراً مقدساً. الفشل في إعادة رون أراد اعتبر تاريخياً، ودرس محظور نسيانه. وإذا كان الأمر هكذا، فكيف سينظر إلى التخلي عن الـ 133 مخطوفاً؟

صفقة المخطوفين في تشرين الثاني، التي استقبلناها بفرح ورضى، هزت ائتلاف نتنياهو، لا سيما في قسم الاستيطان الحريدي وفي قاعدته الإعلامية، التي تتمثل في القناة 14 ومنظومة مرتبة من الأبواق والكتاب. عملياً، خرب نتنياهو النبضة السادسة والأخيرة في الصفقة مع إلقاء التهمة على حماس. ثم أصر على عدم السماح بإجراء أي صفقة أخرى تتعلق بوقف القتال في غزة. وهكذا تمت التضحية بالمخطوفين على مذبح حكمه.

هذه جريمة يشارك فيها وزير الدفاع يوآف غالنت، والشريك – المتعاون غانتس، ورئيس الأركان هرتسي هليفي. منذ كانون الأول تساوقوا مع هراءات طبخها نتنياهو ومستشاروه الإعلاميون: “النصر المطلق”، “زيادة الضغط العسكري ستعيد المخطوفين”. وتبين أن النصر المطلق أصبح مراوحة في المكان وهزيمة استراتيجية، وأن زيادة الضغط العسكري تقتل المخطوفين.

على الرغم من ذلك، ترسخ في رأي الجمهور نوع من إجماع قائل إنه من المنطقي ضرب غزة وقصفها من الجو والبر، في وقت يحتجز فيه العدو في شقق سرية تم قصفها وفي الأنفاق 133 مخطوفاً على قيد الحياة، ومع مرور الوقت يموتون. وكل ذلك في وقت يتضمن قواعد صلبة للمفاوضات، تشمل وساطة قطر ومصر، التي ثبت أنها ناجعة في الصفقة السابقة.

الانعطافة الأخيرة في هذه الحبكة كانت الشهر الماضي. انسحب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وبدأت المساعدات الإنسانية تغرق قطاع غزة بضغط من العالم. هكذا تنازل نتنياهو وحكومته عن أدوات مهمة بقيت لديهم أمام حماس: الانسحاب الكامل ورفع الحصار. يحيى السنوار الذي وصف للإسرائيليين بأن الاتصال انقطع معه وأنه يركض كفأر مذعور في الاأفاق، تشدد في مواقفه. وهو الآن يسعى لهدف النصر المطلق الخاص به، ووقف شامل للقتال، وانسحاب كامل لقوات الجيش الإسرائيلي من كل شبر في القطاع، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، واستئناف حكم حماس في كل القطاع.

نتنياهو وغالانت وغانتس وهليفي، يقفون عاجزين أمام أبعاد الهزيمة. ويخافون من اليوم الذي سيتبين فيه مدى صغر عدد المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة. لذلك، يؤجلون النهاية. مثل مقامر حائر أفرغ جيبه في الكازينو، يواصلون التمتمة حول “زيادة الضغط على حماس” و”الإجراءات العسكرية التي ستأتي قريباً”. في الفترة القريبة القادمة سيسحبون من الصراف الآلي المزيد من السحب على المكشوف كي يضعوا على الطاولة الفيشة الأخيرة المنقذة: رفح.

في هذه الأثناء، يواصلون التحدث عن “التزام سام بإعادة جميع المخطوفين”. تبين عشية عيد الفصح كيف يبدو هذا الالتزام: بنيامين وسارة نتنياهو التقطا صورة بجانب كرسي فارغ في فندق “وولدورف استوريا” وهما يحملان علبة كرتون حشر عليها 133 وجهاً صغيراً للمخطوفين. من هناك تم نقل الصورة الفظيعة إلى خبراء “الفوتوشوب” والتنقيح، وعند انتهاء العطلة احتفل الزوجان فعلياً بعيد فصح آخر كما العادة في الشتات، في القصر المحصن لـ “فالك”. لم تعد لدي أي كلمات لأقولها.

 أوري مسغاف

هآرتس 25/4/2024

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية