مقهى العابرين

عمـون/
أرى البلادَ غرقى
وكلَّ البيوتِ مأخوذةً بالعتمةِ
وأنا أغرقُ في كمشةِ رملْ
أيا عمون/
أغني بلا فمٍ مَنْ رحلوا
وتركوا لي هذا الغياب.
أسنُّ دمي بأحرف العمر المارقِ سهوا
وأطلقُّ كلَّ السهام
تصطادُ الهواءَ الذي لم يمرَّ بي
والأسماءَ التي سقطتْ في بحر الحياة.
أيا عمّون/
يا جرحاً عالقاً في مقهى العابرين
العابرينَ إلى الجهاتِ قُبيلَ الرحيل
أتساءلُ: لِمَنْ أُطلقُ موسيقاي الأخيرةَ؟
وكلّي طلقةُ ضوءٍ خافتٍ في الجبال
فيا مَنْ تعالى في عُرس الذاهبينَ
لموتهم.. تعالى.
أنا الذي مزقتهُ رياحُ الأخوةِ
وتركوني وحيداً في الجّبِّ
وحيداً في الطين.
أيا عمون/
ذوَّبتني القصيدةُ
ذوَّبني الكلامُ
وأنا لم أخُنْ غنائي.
قلتُ أمرُّ بدوني
أقرأُ صورَ الأصدقاء
أتمشّى في سطور القصائدِ
القصائدِ التركوها في إيقاع الانبعاثِ
وأهمسُ لشبيهي
آخرَ دمعةٍ
لم تزلْ
تنسابُ
على
ورق الجسدِ
المطفأ.

شاعر فلسطيني/أردني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية