فوضى في أسواق النفط العالمية بسبب «داعش»

حجم الخط
2

لندن – «القدس العربي»: دخلت أسواق النفط العالمية في حالة من الفوضى منذ تقدمت قوات تنظيم «داعش» نحو شمال العراق في شهر حزيران/ يونيو الماضي، حيث تتمركز العديد من آبار النفط، وهو ما يمثل تهديداً للإمدادات التي تأتي من العراق الى الخارج، والتي تمثل ثقلاً بالغ الأهمية في الأسواق.
وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت أسعار النفط حالة من الفوضى، حيث تراجعت بأكثر من 2٪ في تداولات الخميس الماضي، لتعاود الإرتفاع في اليوم التالي بنحو 1٪، في مؤشر على حالة التردد والترقب والإرتباك التي تسود الأسواق بسبب الأحداث في العراق.
وما يجري في العراق، وأوكرانيا، هما عاملان مهمان في تحريك أسواق النفط وتحديد حركة أسعارها، وذلك على الرغم من أن تقرير وكالة الطاقة الدولية أظهر أن امدادات النفط في وضع جيد، وأنها سجلت ارتفاعاً خلال الفترة الماضية، في خضم التوترات التي يشهدها العالم.
ورغم القلق الذي يسود الأسواق، وحالة عدم الاستقرار في أسعار النفط، إلا أن الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي قال لـ«القدس العربي» إن انعكاسات ما يجري في العراق لا تزال محدودة على النفط» مشيراً الى أن السبب في ذلك يعود الى أن قوات «داعش» لم تصل حتى الآن الى أماكن حساسة وذات تأثير ملموس على الإمدادات.
وأضاف إن أسعار النفط مرشحة لقفزة في حال وصل مقاتلو «داعش» الى جنوب العراق، أو اقتربوا من هناك، حيث يوجد الجزء الأكبر من النفط العراقي، وهو ما يعني أن امدادات العراق ستكون حينها مهددة بالفعل، وبالتالي ستتأثر الأسواق.
لكن الحرمي لا يتوقع في ضوء الأحداث الراهنة أن يصل مقاتلو «داعش» الى الجنوب، مستبعداً تبعاً لذلك أن تتصاعد وتيرة الأحداث في العراق الى مستويات تؤثر على انتاج النفط.
وفيما تواجه بعض منابع النفط في العالم تهديداً حقيقياً، فان تطورات استراتيجية تطرأ على أسواق النفط هي التي تؤدي الى كبح جماح الأسعار، بحسب ما يرى الكثير من المحللين، ومن بينها اتجاه الولايات المتحدة الى التوسع في انتاج النفط الصخري الذي يمثل بديلاً مهماً عن النفط التقليدي الذي لا تزال الولايات المتحدة أكبر مستهلك له في العالم.
وبفضل الانتاج الأمريكي من النفط الصخري، فقد أظهرت أحدث الأرقام الرسمية أن صادرات الولايات المتحدة من النفط التقليدي ارتفع في شهر حزيران/ يونيو الماضي الى أعلى مستوى له منذ العام 1957، وذلك بعد أن قفز بنسبة 35٪، وهي زيادة غير مسبوقة منذ عقود.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء السكاني في الولايات المتحدة فقد وصلت الصادرات النفطية إلى 389 ألف برميل يومياً خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، وأرسلت كلها تقريباً إلى كندا، لتكون بذلك قد ارتفعت 35٪ مقارنة عما كانت عليه في شهر أيار/مايو الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    هذا كل ما يقلق الغرب
    انه النفط وليس اليزيديين
    قيمتنا بما نملكه وليس بشيئ آخر

    شركات النفط هي من يدير اقتصاديات العالم وبالتالي حكامه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول mlike algeria:

    الجميع يسرق من ثروات الشعوب ولكل حجته واسلوبه وغايته في دلك
    والله غالب على امره

إشترك في قائمتنا البريدية