رمضان فرصة لتغيير العادات الغذائية السيئة

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: تقع على عاتق ربة البيت مسؤولية تحضير الطعام في رمضان رغم إنشغالاتها التي لا تقل أهمية عن إنشغالات الرجل اليومية، فكيف تستطيع ان تختار الطعام الصحي الذي يحقق الفائدة القصوى من الصيام وتفادي المشاكل الصحية الشائعة في الشهر الكريم؟ وكيف يمكن الإستفادة من رمضان كفرصة مهمة لتغيير العادات الغذائية الضارة؟
«القدس العربي» التقت الدكتورة نجاة السماوي الشذر إستشارية الطب التكميلي في لندن فقالت: يجب ان تنتبه الأم لطبيعة الطعام الذي يقدم لعائلتها في شهر رمضان فالكثير من الحالات المرضية التي تصيب الصائم سببها الطعام غير الصحيح.

مشاكل الصيام

اولا- الجفاف: يحصل نتيجة عدم شرب السوائل من السحور الى الإفطار، وحتى نتجنب الشعور بالعطش والجفاف هناك حلول مساعدة منها تجنب الأجبان الثقيلة والإبتعاد عن السحور الغني بالأسماك والأملاح والتوابل، والإكثار من أكل الأحماض الدهنية غير المشبعة مثل السمسم والجوز واللوز والفستق وبذور دوار الشمس واليقطين وتناول شاي الحلبة الذي يساعد على الإسترخاء وينظف الجسم.
ثانيا – الصداع: يمكن تجنبه بشرب الكثير من الماء والعصائر وشايات الأعشاب بما لا يقل عن 3 لترات من وقت الفطور لحين السحور، إضافة الى تجنب الأغذية الغنية بالدهون مثل المقليات لانها تتعب الجسم في النهار.
ثالثا – الإمساك: تناول الألياف مثل الحبوب كاملة النخالة والخضار والفواكه بقشرتها بعد غسلها جيدا. وتعطينا الفواكه أنزيمات وخمائر لطاقة نحتاجها من أجل التعبد والصلاة والنشاط بشكل عام والزيارات العائلية، وتناول الخضار وقت السحور يسهل حركة الأمعاء في اليوم التالي.

مصادر الطاقة

بالنسبة لشكوى الكثيرين من فقدان الطاقة أثناء الصيام، تقول دكتورة نجاة: ان الأجسام تتفاعل بشكل مختلف مع الصوم فهناك من يشعر بالطاقة والحيوية في رمضان، ومن يشعر بالخمول والكسل. ان الطاقة لها علاقة بطبيعة الأكل. اما من يشعر بالتعب والكسل والخمول فالسبب في ذلك هو طبيعة الغذاء فالصائم يستغل فرصة رمضان ليأكل كميات كبيرة من الحلويات والسكريات خاصة الأحادية الغنية بالسعرات الحرارية كالمعجنات والكيك فينعكس ذلك عليه في شكل تعب وخمول بعكس الذين يتناولون طعاما صحيا. اضافة الى ان مناعة الجسم تقل نتيجة الأكل في المطاعم والأماكن العامة مثل المساجد فالبيئة الغريبة تؤثرعلى مناعة الجسم فتنتقل الفيروسات بسهولة.
ان توازن (عدد ذرات الهيدروجين) في جسم الإنسان هو الذي يجعل المناعة قوية بسبب التوازن الحامضي والقلوي، واذا لم نخفف من حدة الأحماض في أجسامنا ستنقص المناعة، ونصاب بالصداع والإنفلونزا والامراض المعوية وأحد الأسباب هو تناول الحلوى واللحوم والدهنيات. فعلى الرغم من ان هذه الأطعمة هي من غذاء العائلة اليومي، لكن علينا ان نهتم بالحفاظ على التوازن بتناول الماء والليمون والزنجبيل والبطيخ الأحمر والأصفر. وبشرب شايات الأعشاب ولا مانع من شرب كميات قليلة من القهوة والشاي لكن بدون سكر.

غذاء مرضى
السكر والضغط

وعن الغذاء الصحي للمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والكوليسترول تنصح بالتالي:
مريض السكر يجب ان يتناول الألياف فهي مهمة جدا وضرورية وايضا عليه بالمشروبات والعصائر الطازجة والخضار وشرب شاي القرفة والزنجبيل والزعفران والشاي الأخضر والكركديه.
اما أصحاب الضغط المرتفع فعليهم الإكثار من تناول عصائر الشماندر والليمون والكيوي والنعناع وعصير الطماطم مع الليمون الى جانب الغذاء المخفف من الملح والدهون، صحيح ان هذه الوجبات غير تقليدية لكن الهدف منها مراعاة صحة الصائم ليمر الشهر دون مضاعفات صحية. أما من يشتكي من الكوليسترول فانصحه بتناول الشوفان مع بذور السمسم وحليب الجوز وحليب اللوز وينصح أيضا بشرب حليب الإبل أو حليب الماعز.
أما بالنسبة لمشاكل حموضة المعدة فسلطة الأنزيمات التي هي عبارة عن قطع من الأناناس والبابايا وقليل من النعناع الطازج والزنجبيل والتين الطازج أو المجفف وكوب فنل أي حبة حلوة والهيل وماء الورد والزعفران يتم خلط هذه المواد وتقدم مباشرة بعد الإفطار وتحديدا بعد أكل التمر.
ولمن يعاني من الأمراض الجلدية نلاحظ ان الصيام يساعد في التخفــــيف من حدتها او إنتشارها كحب الشباب أو الأكزيمـــا والصــــدفية والسبب انهم امتنعوا عن تناول الأطعمة الخطأ في رمضان خلافا لما قبله.عليهم وقت الإفطار بالإكثار من عصير الشوندر لانه غني بالحديد وعصير الكرافس الذي يضاف اليه الليمون هذه العصائر مفيدة جدا للجلد.

فوائد الصيام

للصيام فوائد عديدة منها طرح السموم من الجسم اذا التزمنا بالغذاء الصحي، ويخلصنا من العادات السيئة كالتدخين ومن تناول السكريات والمنبهات والمشروبات الغازية.
ولابد ان لا ننسى ان رمضان فرصة للترابط الإجتماعي بين الناس والمحبة والمودة كما انه يعطينا طاقة إيجابية لانه يطرح السلبيات من اجسامنا ويجعلنا متقاربين والتقارب والمحبة من الأمور التي تقوي جهاز المناعة بشكل كبير والصوم يزيد الطاقة البدنية ويخلصنا من حساسية الجسم ويقوي الذاكرة.
ويشكو بعض الناس من التشوش الذهني لكن مع الصيام يصبح الذهن صافيا والجسم نظيفا حتى بشرة الصائم تصبح صافية ومليئة بالطاقة والحيوية، ان الصيام يساعد في تخفيف الوزن وعلاج المشاكل الجلدية عبر طرح الخلايا الميتة من البشرة.
وتشير الى أهمية الحركة وعدم الخمول والنوم لساعات طويلة وضرورة مزاولة العمل بشكل طبيعي بالإضافة الى المشي نصف ساعة على الأقل يوميا، وكذلك تجنب الرياضة التي تجهد الجسم خاصة الجري وحمامات السونا فهي تؤدي الى الجفاف وفقدان سوائل الجسم، وأفضل رياضة هي المشي واستنشاق الهواء الطلق.

توازن الغذاء
هو الأفضل

على الرغم من معرفة الناس بمضار الدهنيات والسكريات على صحة الأنسان الا انهم يتناولونها بكثرة في الشهر الفضيل، ان توازن الغذاء هو الأفضل، شهر رمضان شهر مقدس ولا مانع من ان يتمتع الصائم بأكل الكنافة والبقلاوة لكن في حدود لا تتجاوز الـ20 في المئة اذ ان 80 في المئة من الأكل يجب ان يكون صحيا. وانصح الأم ان تضع طبق التمر على المائدة بدلا من اكل الحلويات فهي أفضل صحيا وفيها عناصر غذائية متكاملة بروتين كامل وزيوت طبيعية وأحماض أمينية وتعدل السكر، لكن لا ينصح بتناول التمر والحلويات في الوقت نفسه.

السحور المثالي

وعن السحور المثالي الذي يشعرنا بالشبع ويجعلنا نتحمل العطش ونتجنب الجفاف فينبغي تجنب المقالي واللحوم والمحشيات والمخللات والغازيات والأملاح.
وتعويضها بالشوربة والقرفة والماء المغلي والحليب والشوفان والرز الأسمر مع الخضار وقطع من الدجاج الصغير بدون دهون. ويمكن إضافة الكركم لانه مفيد جدا للجسم ويخلصنا من السموم الناتجة عن أكل الحلوى والسكر وتناول عشبة الشعير التي يمكن شرائها من محلات الأعشاب وتسمى «البارلي» فهي تخفف الجفاف وكذلك الزعفران فهو يساعد على التخلص من الجفاف أيضا.

التسمم الغذائي

وتضيف ان التسمم الغذائي وارد في رمضان نتيجة تناول مأكولات غير صحية في مطعم ما، وننصح بتناول الزعتر واللبن الزبادي والرز الأسمر ودائما تناول البكتريا الصديقة التي تقوي المناعة حتى أثناء السفر للعمرة أو الحج.
وأخيرا فان صيام رمضان هذا العام يعتبر الأصعب منذ سنين طويلة خاصة في الدول الغربية حيث تصل الى 19 ساعة صيام يوميا، وبذلك يتبقى خمس ساعات فقط للإفطار والسحور وأداء الصلوات والتراويح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية