«داعش»… الشبح المتوحش المصطنع

حجم الخط
3

تنظيم «داعش» وأخواته الجماعات الجهادية السلفية التي ولدت من رحم «القاعدة» جماعات إرهابية، ومنذ أول يوم وجدت فيه تم التحذير منها، ومن فكرها ومن خطر تمويلها ودعمها، وقد حذرنا من سياسة غض الطرف عن هذه الجماعة والسماح لأفرادها ومؤيديها بالتجمع من أنحاء العالم، وتوقعنا أن يتحول أفرادها إلى حطب لحرب قادمة طاحنة، وتحويلها إلى شبح مخيف بعد نفخه إعلاميا، لترهيب وتخويف شعوب المنطقة، وصناعة عدو داخل الأمة، وابتزاز حكومات المنطقة، عبر الطلب المباشر من أمريكا والدول الغربية الحماية والإنقاذ وإطفاء الحريق.
«داعش» وأخواته، لم تظهر بشكل عشوائي ومفاجئ، وانما زرعت ونمت وكبرت وتمددت في ظل مراقبة وعناية الاستخبارات العالمية والإقليمية لتحقيق مصالحهم الخاصة، وهناك من قاموا بمساعدة ودعم «داعش» ليصبح بهذا الحجم ويقوم بالدور القائم حاليا، حيث سهلوا لأفراده القادمين من أنحاء العالم التنقل والدخول إلى الأراضي السورية والعراقية والتجمع والتدريب، وبفضل وبركة تلك الدول والدعم المالي واللوجستي تكاثر أفراد «داعش» في ظل الدعم غير المحدود، فحصل على أسلحة نوعية وتدريبات وعلى سيارات حديثة.
وقام «داعش» بالسيطرة على مساحات شاسعة في سوريا وارتكاب جرائم مروعة والسيطرة على آبار النفط في شمال شرق سوريا، وبيعه عبر دول معروفة ولدول معروفة، ثم دخل العراق وقام بما قام به من دموية ووحشية ضد المسلمين والمسيحيين والاقليات الاخرى، ورغم مطالب حكومة بغداد بتطبيق الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا، إلا ان أمريكا لم تتدخل، ولم تفكر الدول التي تدعي الحرية والإنسانية بقيادة أمريكا للتحرك، إلا بعد أن تعرضت مصالحها ومصالح الدول الإقليمية للخطر والتهديد بالتوجه للدول المجاورة، وبعدما أصبح «داعش» على بعد مسافة نحو 20 كيلومترا من اربيل عاصمة كردستان معقل الوجود الاستخباراتي الأمريكي.
ودعت أمريكا لعقد عدد من الاجتماعات في ويلز وجدة وباريس لمواجهة «داعش»، إذ تم تسريب معلومات حول «داعش» وعدد أفراده، والحديث عن مدى خطره على المنطقة والعالم، وضرورة مواجهته بحملة دولية، وتحديد مبلغ خيالي لذلك، نحو 505 مليارات دولار، والإشارة بأن فترة الحرب ستستمر أكثر من ثلاث سنوات، وليس معلوما نجاح الحرب!
وزارة الدفاع الامريكية طلبت تخصيص نحو 505 مليارات دولار للحرب. هل «داعش» بهذه القوة العسكرية ليتم تخصيص مبلغ 505 مليارات دولار لحرب تدميرية تستمر أكثر من 3 سنوات؟
حتما دول الخليج هي التي ستدفع الحصة الأكبر من المبلغ، وستعيش المنطقة أجواء الحروب المدمرة لسنوات، لحرب غير معلومة النتائج وبالخصوص هدف القضاء على «داعش»، حيث ان تنظيم «داعش» وأخواته من الجماعات السلفية الجهادية، يعتمد على فكر محدد، قادر على الظهور باسم من جديد، ليمارس ما يؤمن به من فكر، كان من الاولى أن يتم تجفيف منابع هذا الفكر لمواجهة هذا الخطر كمرحلة أولى، وتكريس روح التسامح والتعددية والحريات وسن القوانين لحماية وتنمية البلدان العربية.
مَن صنع «داعش» ودعمــــها ونفخــها، وجعلها شبحا مخيفا لإرهاب أنظمة المنطقة، وسيفا لسفك دماء الشعوب، ولزرع الفتن في جسد الأمة، لدرجة ان العرب يقتلون أخوانهم العرب؟

٭ كاتب سعودي

علي آل غراش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول البدري:

    لو يفكر العرب من الذي صنع القاعده في افغانستان والنصره وداعش في العراق وسوريا لما وصلنا إلى هذه الحال ولكن تخلف بعض المتعصبين الاسلاميين والسلفيون وتصديقهم بداعش والنصره…. بقتال الكفارولكن لو فكروا لكره واحده لماذا لم يقاتلوا اسرائيل ويكفروا إسرائيل وهم بسوريا على حدودها ؟؟؟؟؟
    ،

  2. يقول طاهر الفلسطيني المانيا:

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    داعش هي جماعة قتله مجرمين جهله متعطشين للدماء ليس الا , وليس عندهم ذرة من الايمان ولا يمتون للأسلام بصله ولحد الان لم يتمكن احدآ من معرفة
    توجههم الديني الذي يقاتلون من اجله , ولسنا بحاجة ان نكون علماء في الدين حتى يتضح لنا ان أعمالهم ليس لها صله بأي مذهب سماوي . حتى عبدة ابليس لايقومون باعمال كاعمال داعش من قتل وسبي وتهجير. اضافة الى ذلك انه
    (لا اكراه في الدين … ولكم دينكم ولي دين) عجبآ لهذه المنظمة المجرمة, عندما يشاهد اليزيديون ما تفعلة بهم منظمه تقول عن نفسها انها منظمه اسلامية , فلو كان لديهم رغبة في اتباع الاسلام من قبل أو بفعل الضغط. فأنهم سوف يفضلون الموت على أن يكونوا مسلمين . اين انتم من الله يامجرمين , النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم. نشرَ ألأسلام بالمحبه وبالاقناع وليس بقتل من لم يقاتله فأثنى الله تعالى عليه بقوله ونعم القائل ( انك لعلى خُلُقٍ عظيم ) ولم يكن فظآ ولم يكن قاسيآ. يا أغبياء. انكم بأعمالكم هذه تتشابهون مع الأسد وزمرته الذين دمروا سوريا هذا البلد العريق الى ألابد وذلك لأن طفلا سمح لنفسه من جانب اللعب أن يذم أو ينتقد نظام بشار المجرم الذي أثبت بغبائه على أن يوصف بهذا الوصف.

  3. يقول El-Khatib Amro:

    وهذا فقط ما يتوجب علينا فهمه .. المهم أن أمريكا نظمت كل الامور لخدمة مصالحها وكيف ومتى ومع من !!! هذه المسائل غير مهمه عندها كثير سوى من يقوم بالعمل ومن سيدفع ويسدد الفاتورة وهي على أتم الجاهزية للقيام بما يحقق لها دوام التفوق العالمي وبدون أي إعتبارلأي شيئ آخر!!!

إشترك في قائمتنا البريدية