خمسة ملايين رصاصة… و 82 ألف قذيفة مدفع ودبابة.. 50 مليون لتر وقود للطائرات المقاتلة

حجم الخط
9

الناصرة – «القدس العربي»: فيما يتفاقم الجدل الصاخب في إسرائيل حول النتائج الحقيقية للعدوان على غزة والتي تصفها أوساط إعلامية وسياسية متزايدة بالفشل، هناك اتفاق على كونها باهظة الكلفة من الناحية الاقتصادية. وتفيد معطيات وزارة المالية في إسرائيل اليوم أن الحرب على غزة منذ التاسع من تموز/يوليو الماضي قد ألحقت بها سلسلة أضرار اقتصادية فادحة، بشكل مباشر وغير مباشر وللقطاعين العام والخاص.
ووفق هذه التقديرات الرسمية تبلغ كلفة الحرب بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي نحو 13 مليار شيكل(نحو 4 مليارات دولار). وبلغت كلفة المجهود الحربي المباشر نحو الثلثين والثلث الثالث هو خسارة المرافق الاقتصادية وإنخفاض حجم الإنتاج وتدني النمو الاقتصادي بنسبة 0.5٪ حتى الآن.
أما معطيات الجيش الإسرائيلي فتدلل على حجم وشراسة العدوان الذي تعرضت له غزة طيلة شهر ونيف، حيث تم تزويد الوحدات المقاتلة بخمسة ملايين رصاصة و43 ألف قذيفة مدفع و 39 ألف قذيفة دبابة وتشير المعطيات الى أن الجنود استخدموا نحو 60٪ من هذه الذخائر. كما تشير تقارير الجيش الى استهلاكه 11 مليون ليتر سولار واستهلك سلاح الجو 50 مليون ليتر وقود خاص بالطائرات الحربية(ضعف ما تم استهلاكه في عدوان عمود العنان).
وكشفت صحيفة «هآرتس» يوم الجمعة نقلا عن المؤسسة الأمنية أن الجيش الإسرائيلي أطلق قذائف مدفعية خلال هذه الحرب أربعة أضعاف ما أطلقه في حرب «الرصاص المصبوب» نهاية 2008 منوهة أنه أطلق في حي الشجاعية على سبيل المثال 600 قذيفة في الساعة وفي رفح أطلق ألف قذيفة مدفع خلال ثلاث ساعات. وتم تزويد الجنود خلال الحرب بـ 23 ألف نظاراة لحماية العيون و 35 ألف فرشة فيما استخدم الجيش 1073 حافلة و 1147 تاكسي لنقل جنود الاحتياط . كذلك تم توزيع مليوني وجبة غذاء ومليون قنينة ماء على الجنود خلال الحرب. ويستدل من معطيات وزارة الدفاع أن الحرب تسببت في قتل 64 جنديا وإصابة 720 جنديا يخضع نحو نصفهم للعلاج علاوة على 100 جندي يخضعون للرعاية النفسية وكل هذا سيؤدي للمزيد من الخسائر المادية.
وتشمل الكلفة الاقتصادية الأضرار الناجمة عن سقوط الصواريخ في مناطق إسرائيلية مأهولة وتعويضات للمستعمرات المحيطة بغلاف قطاع غزة على بعد 40 كيلومترا من الحدود. أما السياحة في إسرائيل فأصيبت بجراح بالغة جدا. وتعتبر أكثر المرافق الاقتصادية تضررا بعدما هبطت الحجوزات في الفنادق والمطاعم وغيرها بنسبة 90٪، تليها المصانع التي أغلقت أبوابها في جنوب البلاد بشكل شبه كامل.
ويوضح مدير سلطة الضرائب في وزارة المالية موشيه آشر أن الأثمان الباهظة للحرب مرشحة للإرتفاع نتيجة عدم الإستقرار وتبعاته، مرجحا أن يتم فرض ضرائب جديدة على الإسرائيليين في نهاية المطاف بخلاف وعود وزير المالية يئير لبيد الذي قال إن وزارته لن تزيد حجم الرسوم الضريبية. وكما كان متوقعا شهدت لجنة المالية في البرلمان الإسرائيلي(الكنيست) حربا على حجم ونوعية التعويضات التي تطالب بها أوساط كثيرة كالمصانع والمزارع والفنادق والمتاجر وغيرها. وكانت لجنة المالية قد قررت تقليص ميزانيات الرفاه والصحة والتعليم للعام المقبل بثلاثة مليارات شيكل مع تجميد عشرات المشاريع كبناء المدارس ورياض الأطفال من أجل سد العجز في ميزانية وزارة الدفاع وتوفير مصادر تمويل للحرب.
لكن المحلل الاقتصادي أمين فارس يوضح لـ «القدس العربي» أن تقليص ميزانية الخدمات في إسرائيل لن يكفي وأنها ستضطر لفرض ضرائب جديدة بدءا من العام المقبل وستواصل رفض المطالب بالإعلان عنها حربا لا عملية عسكرية وذلك تحاشيا للتعويضات المترتبة على ذلك لكافة سكان البلاد.
ويشير فارس إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر مادية موجعة جراء الحرب على غزة على المديين القصير والطويل وتابع «يبلغ حجم الناتج القومي في إسرائيل نحو 450 مليار شيكل ويكفي أنه خسر كل يوم 10٪ خلال مدة الحرب وستكون النتائج وخيمة».
وينوه إلى أن السياحة لم تكن الجانب الوحيد الذي تعرض لأضرار فادحة مؤكدا أن الزراعة أصيبت بخسائر موجعة لأن النقب الغربي هو «سلة الخضار والحبوب» وقد تعرض لخسائر كبيرة .
كذلك يشير الخبير الاقتصادي إلى تعرض المنتوجات الإسرائيلية للمقاطعة في العالم موضحا أن خسائرها ستكون كارثية في حال طال أمدها ولم تكن مجرد ردة فعل انفعالية آنية.
ويضيف إن الاقتصاد الإسرائيلي ورغم مناعته قد أصيب بهزة شديدة خلال الحرب لأنها امتدت أكثر من شهر وتابع «ستحتاج إسرائيل لعدة سنوات من أجل أن يتعافى اقتصادها وستبقى خدمات الرفاه والصحة والتربية ضحية الحرب ما يعني أن الحرب ستزيد نسبة الفقر والأزمة الاقتصادية- الاجتماعية القائمة أصلا في البلاد نتيجة استئثار الأمن بحصة الأسد من الموازنة العامة. من هذه الناحية فإن الحرب على غزة.. هي جرف اقتصادي موجع بالنسبة لإسرائيل».
يشار الى أن معطيات المالية الإسرائيلية تفيد أيضا أن عدوان «الرصاص المصبوب» في 2009 والذي دام 22 يوما قد كلفّ اقتصاد إسرائيل نحو ثلث كلفة «الجرف الصامد».

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أمجد زيتون:

    لا خسائر اقتصادية، فطويلي العمر تكفلوا بكل شيء، ولكن من الطبيعي أن تبالغ اسرائيل بالتكلفة طالما أن الدفيع موجود وجيبه متخمه بالاموال

    1. يقول مقهور:

      قلت ما هو ببالي يا زيتون

  2. يقول juter king.usa:

    who paid that? some body said i;the petrodollar paid?

  3. يقول جهاد:

    الظلم سيزول شئتم ام ابيتم
    اسرائيل وحماس ومصر
    حلو عن رقاب اهل غزة

  4. يقول نزار كنفاني، فلسطين:

    الناتج المحلي الاجمالي لاسرائيل يعادل تقريبا 290 مليار دولار، أي نحو 1,010 مليار شيكل.

  5. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    تحليل موضوعي وأظن أنه صادق، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة:
    من زود الكيان الصهيوني بهذا الكم الهائل من الطاقة 61 مليون لتر من المحروقات للدبابات والطائرات لقصف غزة؟
    لا أعتقد بأنها من انتاج اسرائيل مباشرة؟
    ولا أعتقد بأنه من اوروبا؟
    ولا أعتقد بأنه من اميركا؟
    فمن يقول لنا من أين؟؟؟؟

  6. يقول نمر ياسين حريري:

    هذا في شهر , فما الذي سيحدث اذا اصبحت اشهر ؟.
    حرية واستقلال وكرامة عيش لمجتمع اذا كان ثمنها اشهرا فهذا الثمن قابل للدفع . فكل الشعوب التي تحررت دفعت سنوات من المواجهة . لذلك نحن هنا امام استعمار كرتوني واحتمال انهياره باشهر شرط توفر كلّ عناصر المعركة وخاصة القانوني والاقتصادي منها فيكون بذلك سابقة تاريخية لم يحققها شعب آخر .

  7. يقول نبيل كامل-- القاهره:

    ردا علي، د حسين السلع، مصدر تموين الطائرات الاسرائيليه هو الشركه التركيه الوحيده المعنيه بشراء البترول من كردستان العراق بكل اسف ولو اردت التاكد ادخل علي جوجل .

  8. يقول عبد الله:

    مسلمون اتراك يشترون نفط من المسلمين العراقيين و يبيعونه لليهود و مسلمون مصريون يحكمون الخناق لصالح اليهود على مسلمي غزة في حين يشمت المسلمون السعودييون عليهم اريد ان افهم ادا كان ت هده حقيقة

إشترك في قائمتنا البريدية