جريدة «نيويورك تايمز» تربك السيسي وتستنفر الإعلام المصري

حجم الخط
22

لندن – «القدس العربي»: نشرت جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية افتتاحية نارية مفاجئة هاجمت فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، ودعت واشنطن والبيت الأبيض الى تغيير سياساتهما تجاه القاهرة، فيما كان العنصر الأكثر لفتاً في تلك الافتتاحية أنها تأتي بعد أيام على أول زيارة للسيسي الى نيويورك وأول خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الخطاب الذي قالت وسائل إعلام عالمية إنه كان يهدف الى «إنشاء موطئ قدم له لدى المجتمع الدولي».
وتعتبر «نيويورك تايمز» التي تحمل لقب «السيدة العجوز» واحدة من أهم المؤشرات على المزاج العام لدى النخبة في الولايات المتحدة، كما أن الصحيفة تؤثر في صناعة القرار الأمريكي وخاصة المتعلق بالسياسات الخارجية.
ودعت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها إلى ربط المساعدات السنوية الأمريكية التي تقدم للجيش المصري والتي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار بتحقيق تقدم على مستوى الحريات والديمقراطية، كما دعت إلى مراجعة شاملة لطبيعة العلاقة مع مصر في ظل «الانقلاب العسكري».
ووصف المقال ما حدث في مصر يوم الثــالث من تمـــوز/ يوليو 2013 بأنه «انقلاب عسكري» كما قالت إن الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي كانت «مزورة».
وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تصدّرت المشهد السياسي بعد ثورة كانون الثاني/يناير، يقبع أعضاؤها في السجون حاليا، مع اعتبارها جماعة إرهابية، وهو أمر «غير عادل»، وهو ما قد يجعلهم «عرضة للتشدد»، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بإنشاء تحالف لمحاربة تنظيم «داعش» المتطرف.
وتابعت الصحيفة: «حكومة السيسي أحكمت قبضتها على وسائل الإعلام التابعة للدولة، في حين ينتظر صدور قانون غامض يشدد العقوبات على الأفراد الذين يتلقون تمويلا أجنبياً، ويجعل ذلك جريمة يعاقب عليها بالحبس مدى الحياة، بحجة محاربة الإرهاب، وهي الحجة التي استخدمتها الدولة من أجل إعاقة الجمعيات التي تدعو للديمقراطية».
وأثار مقال الصحيفة الأمريكية ردود فعل واسعة في مصر، حيث تناوله العديد من الصحافيين والسياسيين، إذ أبدى بعضهم غضبه مما جاء في المقال معتبراً أن ما جاء في الصحيفة يؤكد وجود حملة أمريكية تستهدف مصر، وتدعم جماعة الاخوان المسلمين، بينما رآى آخرون من المعارضين لنظام السيسي إن الولايات المتحدة بدأت تكتشف بأنها كانت على خطأ عندما دعمت «الانقلاب العسكري» في مصر، وأن القمع الذي تواجهه جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن قد يولد حالة من التطرف والعنف.
تحذير من أوباما

ورداً على مقالة «نيويورك تايمز» كتب نقيب الصحافيين المصريين الأسبق مكرم محمد أحمد في مقاله في جريدة الأهرام تحت عنوان: «إحذروا إدارة أوباما»، قائلاً: «عندما تقول صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحية أخيرة، إن مصر تعيش الآن حكما أكثر تسلطا من أسوأ أيام الرئيس الأسبق مبارك، وإن السلطات المصرية تشدد قبضتها على الصحافة وتسجن خصومها السياسيين، وتحارب الميليشيات المسلحة في المناطق المزدحمة بالسكان في سيناء، وتستخدم الدبابات الأمريكية في قصف المدنيين هناك.. فإن علينا أن نكون أكثر حذرا وحيطة». ويتابع: «علينا أن لا نفرط في التفاؤل في إمكان تغيير مواقف الإدارة الأمريكية، ولا ننتظر منها الكثير بدعوى أنها بدأت تتفهم أوضاع مصر الحقيقية، ولا نقدم حسن النيات على ضرورة اليقظة والحساب الدقيق وتوقع الأسوأ».
أما رئيس الحزب الديمقراطي الإجتماعي محمد أبو الغار فكتب مقالاً في جريدة «المصري اليوم» يصف فيه مقالة «نيويورك تايمز» بأنها «خطيرة» مضيفاً: «علينا جميعا أن نكون منتبهين لما يحدث في أمريكا».
وأضاف: «المقالة مهمة لأنها نُشرت في أهم صحيفة بالعالم، وأقواها تأثيرا على صاحب القرار الأمريكي في البيت الأبيض، وفي الكونجرس. وخطورة المقالة أنها ليست بقلم محرر أو صاحب رأي، ولكنها بقلم مجلس تحرير الجريدة، وهو ما يعني أن هذا هو خط الصحيفة بكل كتابها ومحرريها».
ويتابع أبو الغار: «تتهم المقالة انتخابات الرئيس السيسي بأنها مزورة، وهو أمر غير حقيقي، ولنعد إلى تقرير الاتحاد الأوروبي، الذي أقر بصحة الانتخابات، لكنه أدان حرية الدعاية المفرطة للسيسي، ومنعها عن المرشح المنافس، وهو أمر سيئ بسبب غباء بعض الإعلاميين، ولو تُرك الأمر مفتوحاً لما غير في النتيجة شيئا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مصطفى مجدي من السودان:

    انا اطلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بان يزوجني ابنتة الاكبر في بناته اتمني ذلك

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية