ايران .. المستفيد اقتصاديا من أزمة العراق

بغداد – «القدس العربي»: أكد تجار في بغداد أن ايران هي أكثر طرف دولي مستفيد من إنهيار الأوضاع في العراق عقب سيطرة تنظيمات مسلحة على مساحات من المحافظات الشمالية والغربية وقطع الطرق الدولية مع سوريا والاردن وتركيا.
وأشار الحاج حسن الحلفي التاجر في الشورجة ببغداد أنه في الآونة الأخيرة وبعد أحداث الموصل وبسبب اغلاق الطرق الدولية التجارية مع سوريا والاردن وتركيا جراء العمليات العسكرية في الأنبار والموصل وصلاح الدين، فقد أصبحت التجارة الخارجية للعراق تتركز بصورة رئيسية على إيران لقربها وسعة حدودها مع العراق. وأكد الحلفي أن البضائع الايرانية غزت الاسواق العراقية أكثر مما كانت عليه قبل أحداث الموصل وأن التجار في العراق أصبحوا مجبرين على التعامل مع البضائع الايرانية رغم رداءة نوعيتها لعدم وجود بدائل تجارية أخرى.
وتحدث السيد مؤيد الجميلي عضو غرفة تجارة بغداد أن أبواب التجارة العراقية مع إيران فتحت على مصراعيها هذه الأيام بعد اجراءات قامت بها وزارة التجارة وبعض مجالس المحافظات برفع كافة القيود والرسوم الكمركية وحتى الرقابة النوعية عن البضائع الايرانية بحجة حاجة السوق العراقية لتعويض البضائع التي كانت تأتي الى العراق من سوريا والاردن وتركيا وانقطعت بسبب الأوضاع الأمنية في المحافظات الشمالية والغربية من العراق . وبين الجميلي ان مجالس المحافظات في واسط والعمارة والناصرية والبصرة التي تسيطر عليها أحزاب صديقة لايران اصدرت تعليمات الى المعابر الحدودية بفتح المجالات كافة وتقديم كل التسهيلات أمام تدفق البضائع الايرانية الى العراق بحجة المحافظة على توفرها في الأسواق المحلية.
أما مكاتب السياحة العراقية وبعد توقف الرحلات السياحية الى كردستان بسبب قطع الطرق البرية كافة بينها وبين محافظات الوسط والجنوب، فقد شهدت توجها غير اعتيادي من العراقيين للسفر الى ايران بهدف زيارة الأماكن الدينية والسياحية. ويوضح السيد عامر الزبيدي صاحب مكتب سياحة في بغداد أن اقبال العراقيين المحبين للسياحة على السفر الى ايران هذا العام هو أكبر من الأعوام السابقة نظرا لعدم إمكانية التوجه الى شمال العراق، كما ساعد على ذلك انخفاض قيمة العملة الايرانية مقابل الدولار مما يتيح للعراقيين التمتع بالسفر والإنفاق والسكن في الفنادق والأماكن السياحية بسهولة.
وحتى سفر المرضى العراقيين بهدف العلاج ازداد التوجه فيه حسب العديد من الأطباء الى ايران المجاورة والرخيصة لعدم قدرة الكثير من الوصول الى مستشفيات كردستان أو البلدان البعيدة جوا لارتفاع كلفة العلاج والنقل الجوي وتأخره.
وإضافة الى ذلك فقد إزداد توجه المؤسسات الحكومية العراقية لفتح آفاق التعاون الشامل بين العراق وإيران حيث تتنقل الوفود الرسمية من البلدين لتوقيع المزيد من الاتفاقيات التجارية وآخرها زيارة وفد من محافظة البصرة الى إيران لشراء طاقة كهربائية إضافية لما موجود بينهما سابقا، كما تم مؤخرا إفتتاح معمل لتجميع السيارات الايرانية في معامل الاسكندرية جنوب بغداد وغيرها من المشاريع المشتركة.
ويؤكد المراقبون والتجار أن أكثر طرف مستفيد من انهيار الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العراق هذه الأيام هي إيران التي ساعدها الانفتاح التجاري العراقي على فك الخناق على اقتصادها المنهار الذي يعاني من تأثير العقوبات الدولية ليكون ذلك على حساب مصلحة المستهلك العراقي والتجارة مع الدول المجاورة الأخرى وليتحقق بذلك المثل القائل: مصائب قوم عند قوم فوائد.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    طبعا ايران المستفيد الوحيد – ولا أزيد حتى لا أخسر التعليق

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مسعود - ایران الابیه:

    تحسب المساعدات من قبل الدوله الایرانیه استفادات

  3. يقول أ.د خالد فهمي - تورونتو - كندا:

    يا سيد مصطفى ما أورته في مقالك هو بالضبط ما خططت وتخطط له الجارة الفارسية الصفوية الخمينية للعراق وذلك بمساعدة ودعم ضعاف النفوس والمتخاذلين من العراقيين الذين يرتضون لانفسهم الذل و الهوان بأحتلال أيران للعراق (غير المعلن ومنذ 2003) على كافة المستويات: الدينية والطائفية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية…

إشترك في قائمتنا البريدية