المعتقدات الخرافية في حياتنا اليومية

حجم الخط
1

القاهرة – «القدس العربي»: لقد أصبحنا في القرن 21 ومع ذلك مازال هناك من يتشاءم من البومة ورقم 13 ويوم الجمعة 13 والقطة السوداء وفتح المقص ليلا والخياطة في ساعة متأخرة، ويتفاءل بحدوة الحصان وحذاء الطفل الصغير وخمسة وخميسة.
ولكن هذه المعتقدات لم تأت من فراغ، فهي ميراث تاريخي منذ القدم وتتوارثه الأجيال، ولذلك لا يخلو تراث أي شعب من مثل هذه الخرافات، سواء كانت ضمنت الأساطير أو ممارسة الشعائر الدينية والسحرية بطريقة خاطئة لا تمت للواقع بصلة. وللجهل دخل كبير في إنتشار هذه الخرافات والتمسك بها والتعايش معها، كما انها تتغلغل داخلهم وتتوارث ولا تزول بزوال الجهل لانها ذات جذور عميقة ومتشبثة داخلهم.
كما يرجع إنتشارها الى تخلف المجتمع وعدم قدرة البعض على مواجهة كثير من المشاكل سواء الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية. وتلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في استمرار وانتشار هذه الخرافات والمعتقدات، فنجد بعضها يتحدث عن السحر والدجل والشعوذة وتحضير الأرواح وقراءة الفنجان والكف وعمل الزار واستشارة الفلكيين والتأكيد على تأثير الأبراج فى حياة الفرد اليومية.
وتلعب الصدفة دورا في تصديق ذلك فنرى مثلا قارئة الفنجان تروي قصصا من خيالها الواسع تكون بديهية في حياة كل إنسان فتلعب الصدفة دورها في تحقيق هذه القصة مما يجعل الإنسان يتشبث بلحظة أمل لانه يبحث عن أي مخرج يطمئنه ويحقق له امنياته ويخفف عنه حتى وان كان هذا المخرج خرافيا.
لكل مجتمع إنساني معتقداته وعاداته التي تتحكّم بقدر ملحوظ في سلوك أفراده وقد تكون هذه المعتقدات أصيلة موروثة من الأقدمين أو منقولة من مجتمعات أخرى ولدينا في الوطن العربي الكثير من الإعتقادات وسنتطرق الى بعض منها.

المغرب:

ترتبط في الغالب بمعتقدات قديمة ضاعت أصولها الأولى، وأصبحت مجرد معتقدات بلا تفسير واضح، ومنها مثلا نذكر:
إذا عوى الكلب، أو نعق البوم أو وقف الديك فوق ظهر الحصان، فان معنى ذلك ان رب البيت سوف يموت قريبا. وكذلك اعتقادهم بان المرأة التي ترضع، ينبغي عليها ان تحاذر من سقوط قطرات من حليبها على الأرض، فاذا حصل وشربها النمل، فإن ما سينتج عن ذلك هو جفاف ثدييها من الحليب، وان أرادت ان يعود حليبها غــزيرا، يكون عليها ان تطبخ كسكسا مصنوعا من سميد القمح وتخلطه بالسكر والحناء وقليل من الزيت ثم تحمل الوجبة تلك الى غار النمل وتأخذ معها بضع حبات من الشعير لتنثرها من حوله. بمجرد وصول النمل الى الوجبة، يعود الحليب إلى ثديي المرأة كسابق عهده.
ولطقوس الإستحمام عند المغاربة نكهة خاصة، فالكثير منهم يخافون دخول الحمّام ليلا، خشية التقاء «الجّنونْ» أو أرواح شريرة تسكن المكان، وفئة أخرى لا تستطيع حتى غسل الأواني بالماء السّاخن ليلا، مخافة «حرق جنيّ» يسكن البالوعات أو مجاري المياه. أما الضحك بكثرة فيعني أن اليوم التالي سيكون مليئا بالأحزان والبكاء.
مصر:

الخرزة الزرقاء: على الرغم من ان اللون الأزرق يرمز الى السماء وكان يرمز للصفاء والبركة عند القدماء إلا انهم يؤمنون الآن بأن اللون الأزرق يقي من شر عين الحاسد. وأيضا يؤمنون بالكف (خمسة وخميسة) تقوم النساء بالتخميس في وجه الحاسدين مع ذكر رقم خمسة وتكراره للتأكد من ابعاد الحسد عنها. وفي الأعراس أيضا يستخدمون البخور ورش الملح لتفادي الحسد، ونجد أيضا من يقوم بقص ورقة على شكل عروسة ويقوم بغرس الدبابيس فيها وثقبها مع ذكر عبارة (من عين فلان) ثم يقوم بحرقها.
ونجد أيضا خرافات مرتبطة بالحمل والولادة، فالمرأة التي تشعر بالقلق لعدم قدرتها على الإنجاب تلجأ الى الزار والسحر والأحجبة والأساليب الخرافية عندما يعجز الأطباء عن تحقيق الشفاء لها.

معتقدات النوبيين في مصر:

لا يزال كثير من النوبيين يلقون الطعام ويوقدون الشموع «لجن النيل» حتى يومنا هذا في طقوس زائدة تنم عن الإجلال والخوف والرجاء. ويعتقد أهل النوبة أن «الدجري» كائنات خيرة تحمي من الأمراض، وتحفظ الأطفال من الغرق في النيل، وتقي من العقم، وفي مقابل ذلك يدفع لها النوبيون الطعام بصورة ثابتة ودائمة. ففي الزواج والولادة والختان وغيرها يتوجه الناس إلى النيل حاملين معهم الثريد، وربما تذبح ذبيحة لهذا الغرض، ويضعون الطعام في شيء شبيه بالزورق من سعف النخيل، مع شيء من الزيت، وفتيل من القطن مشتعل، ويتركون هذا كله على سطح الماء، وسط الأغاني والاحتفالات، وربما قذف بعضهم الطعام قذفـاً في الماء أو رمى بالعطور والحناء، ويأخذون قليلاً من ماء النيل ليمسحوا جسد الصبي تبركاً، وكذا المرأة العقيم.
ومن أغرب الاعتقادات عن الزواج والتي يؤمن بها الكثير من الافراد في مختلف البلاد:
○ كعكة الزفاف: تقول الإسطورة ان المرأة إذا نامت ووضعت تحت الوسادة كعكة فإنها تحلم بشريك حياتها المستقبلي. وكذلك نجد الاعتقاد في حمل العريس لعروسته: يجب على العريس حمل عروسه يوم الزفاف ويرجع هذا المعتقد الى إيمان القدماء بانه يجب على العريس حمل عروسه بكل شجاعة عند المرور بأي عتبة وذلك لحمايتها من الأرواح الشريرة.
○ مكعب السكر: يجب على العروس في يوم زفافها وضع مكعب من السكر في القفاز الذي ترتديه وذلك اعتقاداً بأنه يضفي على حياتها المقبلة السعادة والجمال.
○ سقوط الأمطار: تؤمن الكثير من الشعوب بأن سقوط الأمطار يوم الزفاف يدل على الحظ السعيد للعروسين.
○ الحناء لطرد الأرواح الشريرة: يقيم أهل العروسين قبل العرس بيوم الإحتفالات ووضع الحنة على أيديهم وأرجلهم وذلك لإعتقادهم انها تحميهم من عين الشيطان.
○ العملة الفضية والعملة الذهبية: تأخد العروس يوم زفافها عملة فضية من والدها وعملة ذهبية وذلك اعتقادا بان ذلك لن يجعلها تكمل حياتها بدون والديها.
○ قرص ركبة العروس يوم الدخلة: تقوم العديد من الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد بقرص ركبة العروس وذلك حتى يصيبهن الحظ ويتزوجن في أقرب وقت بعدها.

مارينا الراهب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    هذه الطقوس والخرافات موجودة مع الأسف بكثرة ببلادنا الاسلاميه
    وليس فقط الجهلاء والأميين من يصدق بها
    فهناك المتعلمين من يمارسها

    انه الجهل بالدين وبدل أن يلتجأ الانسان الى ربه تراه يلجأ للخرافه

    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية