الفنانة العراقية ندى الأوقاتي: حرصت على إظهار التراث العراقي والعربي في كل تصاميمي

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: على الرغم من دراستها للبرمجة وعلوم الحاسب الآلي، وعملها لفترة كمدرسة كمبيوتر في إحدى كليات جامعة لندن، إلا ان هذا لم ينسها هوايتها التي تمارسها منذ طفولتها، وهي تصميم الشموع والرسم عليها وتزيينها، انها الفنانة عراقية الأصل ندى الأوقاتي.
شاركت مؤخرا في أحد معارض لندن للفنون التشكيلية، وتحدثت لـ«القدس العربي» فقالت:»انا في لندن منذ 27 عاما، جئت بالأساس للدراسة والإقامة مع زوجي، لكن هوايتي التي أحبها وأمارسها منذ طفولتي كانت تلح علي باستمرار، حتى إنني في أوقات المحاضرات كنت أحيانا أتأمل الطبيعة حولي ثم أرسم مناظر طبيعية على الورق، فأنا أهوى الفن التشكيلي وأمارسه من خلال طريقتين أولا تصميم الشموع وتزيينها، وثانيا من خلال الرسم. ومنذ طفولتي وأنا أتابع الفنانين سواء داخل العراق أو في أي من دول العالم. كنت أتابعهم عبر الصحف والتلفزيون، لم يكن هناك انترنت في ذلك الوقت، لكن حبي للفن كان يجعلني شغوفة به وبأخبار الفنانين التشكيليين طوال الوقت. وتضيف ندى:»حين كبرت شغلتني فكرة قوية هي تحويل التراث العربي الى قطع فنية، أريد ان أمارس الفن التشكيلي بطريقتي وبشكل يعكس هويتي، في العراق هناك احترام وتقديس للخط العربي وللخط الكوفي على وجه التحديد، ومن هنا فكرت في تزيين الشموع بعبارات بسيطة مكتوبة بالخط الكوفي، وهذا لاقى رواجا كبيرا في المعارض التي شاركت فيها، ثم بدأت في تطوير تصميماتي بإضافة قطع من الأحجار الكريمة الى الشموع، وهذا أيضا كان له طابع مميز ولاقى رواجا ولكن بين طبقات معينة من أثرياء الغرب والعرب، لان الشموع المرصعة بالأحجار الكريمة ترتفع تكلفتها». وتحدثت عن رسم اللوحات فقالت: «أعشق التلوين بالأكليريك وهو ليس لونا زيتيا وليس ألوانا مائية أيضا وإنما خليط بينهما، وبالنسبة لموضوعات لوحاتي فقد كانت معظمها ذات طابع تراثي، فمثلا أرسم الزي الفلسطيني أو الخليجي أو الحصان العربي الأصيل بشكله الجميل، أو أشياء أخرى تعكس تراثنا العربي، لكنني أبتعد في كل لوحاتي عن رسم الوجوه. لا أحب رسم وجوه بشرية ابدا ربما لقناعتي بان التفاصيل الموجودة في الوجه البشري من صنع الله ولا ينبغي محاكاتها ثم انها ليس لها معنى أو هدف، فانا أحرص على ان يكون هناك هدف ثقافي في كل لوحاتي وفي كل الشموع التي أصممها».
وبالنسبة لاختياراتها للألوان التي تفضل استخدامها قالت:»استمد ألوان لوحاتي وشموعي من الطبيعة، وأرى ان الله حبا الطبيعة بألوان راقية وجميلة يمكننا ملاحظة ذلك في ألوان الأسماك التي تعيش في أعماق البحار، انها زاهية ومبهجة وجميلة وكلها طبيعية، الأحمر والأزرق والأصفر وغيرها من ألوان الطبيعة.
وفسرت ندى أسباب اشتراكها في معظم المعارض بالشموع وليس باللوحات فقالت:»تصميم الشموع نادر أكثر من رسم اللوحات، وبالتالي فالفرص فيه تكون أكبر. أنا لم أعرض لوحاتي في معارض عامة منذ فترة طويلة أكتفي فقط بعرض تصميمات الشموع واشارك بها كلما تأتيني الفرصة، فقد شاركت في 5 معارض خلال السنوات الست الماضية، بعضها في لندن وبعضها خارج لندن، والحمد لله كانت تصميماتي من الشموع تلقى إشادة كل من يشاهدها.

محمد محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية