يوسف عطال لن يعود إلى نادي نيس!

في انتظار مثوله أمام المحكمة في الثامن عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل بتهمة إعادة نشر تغريدة تحرض على الكراهية، يبدو أن حكاية الدولي الجزائري يوسف عطال مع نادي نيس الفرنسي انتهت قبل نهاية عقده شهر يونيو/حزيران المقبل، بعد أن كان في مفاوضات مع إدارة النادي لتجديد عقده موسمين إضافيين على الأقل، لكن تسارع الأحداث سيعجّل برحيله في الميركاتو الشتوي المقبل نحو ألمانيا أو اسبانيا أو حتى السعودية، بدلا من استمراره إلى غاية نهاية الموسم فيرحل حرا دون أن يستفيد النادي من أموال انتقاله بعد تعرضه لحملة إعلامية كبيرة في وسائل الإعلام الفرنسية التي اتهمته بمعاداة السامية والتحريض على الكراهية على غرار كل من تعاطف مع الشعب الفلسطيني وانتقد العدوان الإسرائيلي على غزة.
يوسف عطال كغيره من الرياضيين والفنيين والمؤثرين على قلتهم في أوروبا أبدى تضامنه مع سكان غزة، وقام بإعادة نشر تغريدة لأحد الدعاة ما كلفه الإيقاف المؤقت من طرف ناديه في الثامن عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم الإيقاف عن اللعب بعد أسبوع بسبع مباريات، قبل أن يوقف من طرف الشرطة ويودع السجن من طرف النائب العام على ذمة التحقيق في تهمة الإشادة بالإرهاب والتحريض على الكراهية كانت ستكلفه سبع سنوات في السجن وغرامة مالية تصل 100 ألف يورو، قبل أن يتم اطلاق سراحه بكفالة قدرها ثمانون ألف يورو، على أن يمثل مجددا أمام القاضي منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل بتهمة التحريض على العنف بعد أن أسقطت في حقه تهمة معاداة السامية والإشادة بالإرهاب تحت ضغط جماهير الكرة في نيس والجزائر والتي تعاطفت مع اللاعب في وسائل التواصل الاجتماعي.
في انتظار مثوله أمام المحكمة وضع اللاعب تحت الرقابة القضائية ومنع من السفر خارج فرنسا، وحرم من اللعب مع ناديه من طرف الرابطة، وسط احتقان وغليان في وسائل الإعلام الفرنسية التي شوهت صورة اللاعب، وكادت تصنفه ضمن خانة الإرهابيين، ودعت إلى ضرورة معاقبته بالسجن أو على الأقل تغريمه وإبعاده عن فرنسا بلد الحرية والأخوة والمساواة، الذي يدافع عن القيم وحقوق الإنسان والحيوان والجماد، لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل يصبح الاحتلال والعدوان دفاعا عن النفس، والتنديد به معاداة للسامية وتحريضا على العنف ودعوة للكراهية، وتصبح المقاومة إرهابا يجب القضاء عليها وإسكات كل صوت يدعو إلى حماية الشعب الفلسطيني واستعادة حقه في أرضه.
كل المؤشرات توحي بانتهاء مشوار يوسف عطال مع نادي نيس الفرنسي مهما كان قرار المحكمة في الثامن عشر من الشهر المقبل حيث يتوقع أن يرحل شهر يناير/كانون الثاني ليستفيد النادي من أموال الصفقة حتى لا يرحل حرا في نهاية عقده نهاية الموسم الجاري على أن تكون الوجهة دوري روشن السعودي للالتحاق برياض محرز في الأهلي، أو نادي الريان القطري، إضافة إلى إمكانية انتقاله إلى الدوري الألماني أو الاسباني، خاصة وأن مقربين من اللاعب أكدوا أن عطال لا يريد مواصلة اللعب في نيس وفرنسا مهما كانت تبعات المحاكمة، ويسعى لتغيير الأجواء في أقرب وقت لتعويض ما فاته والتواجد مع المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم افريقيا المقبلة.
للعلم فإن الدولي الجزائري يوسف عطال انضم إلى نادي نيس سنة 2018 قادما من نادي كورتري البلجيكي، وكان على مدى سنوات قطعة مهمة في تركيبة الفريق الفرنسي والمنتخب الجزائري، لكنه يشعر اليوم بتخلي فريقه عنه ما دفعه لاتخاذ قرار الرحيل مهما كانت الوجهة، وهو الإحساس نفسه الذي يشعر به الكثير من المهاجرين في فرنسا وأوروبا عموما بسبب تصاعد مظاهر العنصرية والكراهية ومعاداة العرب والمسلمين بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ أوروبا كلها.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية