وفاة المفكر العربي مطاع صفدي

حجم الخط
6

باريس – “القدس العربي”: توفي المفكر السوري مطاع صفدي، بعد مسيرة طويلة قضاها في مجالات الفلسفة والصحافة، والكتابة. متجولاً في قضايا الأمة العربية وحاملاً هموم المواطن العربي وتحدياته.

ولد صفدي في العام 1929. وأسس “مركز الانماء القومي” و ترأس تحرير مجلة الفكر العربي المعاصر، وعمل في “القدس العربي”، وكتب فيها مقالات في السياسة والفكر والثقافة.

لعب صفدي دوراً ريادياً في رعاية ترجمة العديد من أمهات الكتب الفلسفية والفكرية الى العربية، وفي تبيئة المفاهيم والاشكاليات الفلسفية المعاصرة في المشروع الفكري الخاص به.

ومن التفاعل في فترة شبابه، أدباً وفكراً مع الفلسفة الوجودية، والربط بينها وبين حركة القومية العربية، انتقل صفدي الى الانكباب على فلسفة ميشال فوكو، والراهن من لحظات فكرية غربية، خصوصاً على الساحة الغربية، ووصلها بالحادث عربياً، همّاً وانتاجاً غزيراً.

وانتقل من الافكار البعثية الاولى وبعد هذه المرحلة الوجودية إلى فلسفة ما بعد الحداثة وأصبح من روادها و ناشريها في الثقافة العربية. وصارت تهمين على كتاباته افكار ومصطلحات الفلاسفة الفرنسيين الجدد مثل ميشيل فوكو وجيل دلوز جاك دريدا.

وحاول صفدي في مقالاته، التدقيق الفكري في اللحظة الحالية واحتمالاتها الكارثية عربيا وعالميا، كما حاول صقل ملتقى القضايا التحررية المشرقية، وخصوصا الفلسطينية والسورية والعراقية، من موقع تنويري عقلاني نقدي تعني له العروبة شيئاً كثيراً، ويكسبها بسيرته ونتاجه مضموناً حقيقياً بلمسات صنعت فرادته.

 من ابرز كتبه، “فلسفة القلق”،  و”الثورة في التجربة”، و”استراتيجية التسمية في نظام الانظمة المعرفية”، و”نقد العقل الغربي: الحداثة ما بعد الحداثة”. وله اعمال روائية وقصصية، ومنها: جيل القدر (رواية) ثائر محترف (رواية) اشباح أبطال (مجموعة قصصية).

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مصطفى - فرنسا:

    شمعة عربية أخرى تنطفئ
    رحم الله مطاع صفدي

  2. يقول مجاهد السمعان-عقيد ركن متقاعد، باحث في حروب المستقبل:

    رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه : لقد عرفته مفكراً وفيلسوفاً عروبياً مبدعاً ومعارضاً شرساً لإستبداد وطائفية آل الأسد ، وكان عضواُ فاعلاُ بالمعارضة السورية في بغداد ، وعلى الرغم من إحترامه لصدام حسين ونظامه القومي ، تجرأ كمفكر ليبرالي مؤمن بالديمقراطية ووجه أقسى أنواع الإنتقاد لصدام وأولاده ونظامه ، ولكن سمعته وإخلاصة لقضايا الأمة العربية ؛ إمتنع الرئيس الشهيد صدام عن توجيه أي نوع من الأذى لشخصه رافضاً توصية الأجهزة الأمنية التي أوصت وبشدة لإعتقاله…..

  3. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    رحمك الله يا استادنا الفاضل مطاع الصفدي واسكنك فسيح جنانه والهم دويك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

  4. يقول سفيان الماكني --تونس:

    لا شك ان عمله الابداعي المتنوع زمنا طويلا فهو … الروائي والفيلسوف والمترجم وصاحب المقالة العلمية والصحفية واللغوي المبدع في نحت المفاهيم والأفاهيم ..ان مطاع صفدي علامة مائزة في زمن الخراب العربي وتحريم الفلسفة واستقالة العقل ..بيّأعددا لا يحصى من المصطلحات وأبرز امكانات اللغة العربية المطواعة لكل مجالات المعرفة ..رحم الله الرجل وقد تربى كثير من القراء والباحثين على مجلتيه المميزتين الفكر العربي المعاصر والعرب والفكر العالمي …

  5. يقول د/ طارق الخطيب ـ القوميون العرب:

    دعيتك دوما بأخي …مطاع.. ؛ فكنت الأخ الأكبر وكنت المنار والقدوة التي لم تضّل الطريق أبــدا ..؛ كنت وعشت ورحلت عربيــا قوميا تاركا أشرف وأشرق الصفحات لمن وعوا معنى الوفاء ,,,ثم العطــاء ؛. أن يغرب نجــم طاهر النور منيـرا ،.. فهو اسى وفي أحلك ظلمـات الظلـم والقهر لأمة قصم ظهرها طعــن الرفاق ؟؟ رحلت يا مطاع ولم أكن أخشى قدرا ، قدر رحيلك الذي ( خشيته ) توقعا في شعور غريب طغى على كل لحظة تفكير لي بموقعك ؛؛ موقع الفارس الذي لم يترجل ولم ينحنى ولم تهيبه الرياح السموم .؛؛ أن أنعيك ..فلن أجد الكلمة الوفية والوافيــة ..؛ فلقد كنت لدي فوق كل تعابير الاطراء الصادق ، ولمن استحق أسمى المقام في ضمير كل عربي حر نشد المنهل الوافر الطاهر ..نقيا في صفـاء الوجدان الحر الرافض اية تبعية ..؛؛ لقد تبعت رمزوا واحدا ..تشبثت به ورفضت أن تريح أصابعك المتشبثة المنهكة لجوءا للراحة بل العناء الطويل ..؛ فما أعظمها يد تناضل حتى قدوم يــد القدر لتأخذ بها …منهية رسالتها ، موصلة بها الى الراحة الأبديــة ، صاكة صفحتها وممهــرة سطورها بدعوة من رب العزة والجلالة ….فلقد أوفيت يا أخي مطاع ..أوفيت تكلفة الضمير وبكـــل ما كان بوسعك …؛ فلمكانتك في قلوبنا حيزا لن يشغره سواك ، فطــب مقامـا عند ربـك وانا للــه وانا اليه لراجعون .

  6. يقول فتحي قلص.تونس:

    خسرت الامة العربية قمة من قممها الشامخة في الفلسفة.خسرت الفيلسوف مطاع صفدي.خسرت مفكرا شجاعا لم ين طيلة سنوات طويلة عن العطاء و الافادة و رسم الفلسفة الحديثة تقريبا و تحبيبا الى القارىء العربي مثقفا كان او مختصا.اظنه توفي و في نفسه لوعة سوريا الممزقة.من المؤكد ان تشرق سوريا مجددا و من المؤكد ايضا ان تنجب مطاعا اخر حرا حرا حرا..رحم الله فيلسوف الفكر العربي ورحم من سبقه الى دار الخلد العابدي و اركون و طرابيشي…

إشترك في قائمتنا البريدية