وسط تنافس مع الصين وروسيا.. وزير الدفاع الأمريكي في أفريقيا لتعزيز تعاونها مع واشنطن

عنفار جاش
حجم الخط
0

واشنطن ـ “القدس العربي”: في ظل إقبال أمريكي متزايد، وتصاعد المنافسة مع الصين وروسيا على الساحة الأفريقية، يبدأ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، السبت، جولة إلى ثلاث دول في أفريقيا. ويهيمن على هذه الجولة حسب بيان لوزارة الدفاع الأمريكية ملف الأمن الإقليمي والتعاون العسكري بين القارة والولايات المتحدة.

ويزور الوزير كل من جيبوتي وكينيا وأنغولا من 23 إلى 28 سبتمبر الجاري.

وذكرت البنتاغون أن أوستن سيجتمع مع كبار المسؤولين الجيبوتيين لمناقشة “التعاون العسكري المستمر والتحديات الأمنية الإقليمية وفرص المزيد من التعاون“.
وفي نيروبي، يبحث الوزير أوستن مع مسؤولي الدفاع الكينيين المصالح الأمنية المشتركة وجهود مكافحة الإرهاب. أما في لوندا “فستركز الزيارة على بناء علاقات دفاعية أقوى واستكشاف سبل زيادة التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وأنغولا”.

المعهد الأمريكي للسلام: الصين عززت وجودها في كل دولة أفريقية تقريبا. وعلى مدى العقود التي تلت الحرب الباردة، زاد النفوذ الصيني في أفريقيا بشكل ملحوظ، في حين استقر النفوذ الأمريكي

ويزور وزير الدفاع الأمريكي قوات بلاده المنتشرين في جيبوتي وكينيا.
وتحتضن جيبوتي القاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة في إفريقيا، والتي يوجد فيها أكثر من 5000 من القوات الأمريكية والمدنيين والمتعاقدين التابعين لوزارة الدفاع.
واستنادا إلى الموقع الرسمي للبنتاغون، فإن هذه القاعدة “تعد بمثابة موقع استراتيجي تظل فيه الولايات المتحدة في وضع يمكنها من مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات الأمنية التي تتراوح من المنظمات المتطرفة العنيفة إلى المنافسين الاستراتيجيين للولايات المتحدة” في إشارة إلى الصين وروسيا.
ويقول المعهد الأمريكي للسلام، وهو مؤسسة بحوث رسمية يمولها الكونغرس، إن الصين “عززت وجودها في كل دولة أفريقية تقريبا. وعلى مدى العقود التي تلت الحرب الباردة، زاد النفوذ الصيني في أفريقيا بشكل ملحوظ، في حين استقر النفوذ الأمريكي”.
وحسب المصدر ذاته، “فقد تفوقت الصين على الولايات المتحدة بكثير كلاعب اقتصادي في أفريقيا”، مشيرا إلى أن بكين تعد أكبر شريك تجاري ثنائي لأفريقيا، حيث بلغت قيمتها 254 مليار دولار في عام 2021.
في المقابل، تكشف وزارة الخارجية الأمريكية أن إجمالي السلع والخدمات الأمريكية المتداولة مع أفريقيا خلال سنة 2021 بلغ فقط 83.6 مليار دولار.
كما أن الصين هي أكبر مقرض للدول الأفريقية على الإطلاق، “ومن المتوقع أن يتزايد نشاط الصين التجاري في أفريقيا مع الصعود الكبير لاقتصادها ليصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، خاصة في ظل حاجة الصين إلى المواد الخام لدعم قاعدتها الصناعية الضخمة للغاية” وفق المعهد الأمريكي للسلام.
أمام هذا الوضع، تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها لتدارك ما يمكن تداركه، وتهيئة الأرضية لمزيد من الوجود الأمريكي.
ويؤكد مكتب الممثلة التجارية الأمريكية، وهو هيئة حكومية تقدم الاستشارة للرئيس، أن “الإدارة تسعى إلى توسيع أسواق السلع والخدمات الأمريكية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتسهيل الجهود الرامية إلى تعزيز التنمية الاقتصادية الأفريقية من خلال زيادة التجارة العالمية والإقليمية والثنائية”.

تواجه الولايات المتحدة منافسة روسية أصبحت تثير المخاوف أكثر مع تزايد أنشطة مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في أفريقيا

وخلال قمة القادة الأمريكية ـ الإفريقية المنعقدة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي بالعاصمة واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده تلتزم بتقديم 55 مليار دولار للدول الأفريقية على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وأعلن بايدن عن أكثر من 15 مليار دولار “في الالتزامات التجارية والاستثمارية والصفقات والشراكات التي تعزز الأولويات الرئيسية، بما في ذلك مجالات الطاقة المستدامة والأنظمة الصحية والأعمال الزراعية والاتصال الرقمي والبنية التحتية والتمويل” حسب وزارة الخارجية الأمريكية.
ومن جهة أخرى، تواجه الولايات المتحدة منافسة روسية أصبحت تثير المخاوف أكثر مع تزايد أنشطة مجموعة فاغنر العسكرية الروسية في عدد من البلدان الإفريقية.
ويرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن “من المرجح أن يتم إعادة ضبط قواعد اللعبة التي يلعبها الكرملين في القارة بدلا من قلبها”.
ويذكر تقرير للمركز، الذي يوجد مقره في العاصمة واشنطن، أن “الإنجازات التي حققتها روسيا في أفريقيا ترجع جزئيا إلى إعادة إحياء العلاقات التي كانت سائدة في الحقبة السوفييتية. ومع ذلك، فإن التقدم الملحوظ الذي حققه الكرملين في القارة طوال العقد الماضي كان نتيجة لجهود معاصرة مزدوجة”.
ويضيف أن روسيا لعبت على “إعادة الارتباط الدبلوماسي الماهر مع اللاعبين الإقليميين الرئيسيين، والاستغلال الانتهازي في المناطق حيث تغيب القوى الغربية أو تواجه مشاكل”.
ونبه المركز إلى أن “الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عالمي يهدف إلى عزل روسيا دوليا قد عززت بالفعل التحالف عبر الأطلسي، إلا أنها لم تقنع بعد بقية العالم بشكل كامل، بما في ذلك دول القارة الأفريقية، بقطع العلاقات مع موسكو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية