هل كان كريستوف غالتييه عنصرياً؟

كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية المختصة تفاصيل جديدة مثيرة حول تورط المدرب الفرنسي الحالي لنادي الدحيل القطري كريستوف غالتييه في قضايا عنصرية تجاه اللاعبين المسلمين والسود خلال فترة اشرافه على نادي نيس الفرنسي بين 2021 و2022، قبل مثوله أمام محكمة نيس الجنائية بتهمة التحرش المعنوي والتمييز بين اللاعبين حسب جنسيتهم ولون بشرتهم، حيث أظهرت التحقيقات التي أجريت مع مقربيه وبعض اللاعبين عن ممارسات عنصرية، خاصة تجاه اللاعبين الجزائريين، في وقت نفى المدرب غالتييه كل الاتهامات وقال أنه سيشرح للقضاء موقفه وطبيعة علاقته باللاعبين، التي كانت فنية بحتة، من دون أدنى اعتبار لجنسياتهم ودياناتهم.
التحقيقات كشفت أن الثلاثي الجزائري يوسف عطال وهشام بوداوي وبلال ابراهيمي كانوا ضحايا عنصرية المدرب غالتييه الذي كان ضد انتداب اللاعبين المسلمين والسود حسب شهادات مساعده فريديريك جيوريا الذي نقل على لسان المدرب المتهم عندما علم بضم الدولي الجزائري بلال براهيمي قوله: “مسلم آخر، لا أريد ذلك، لقد سئمنا”، ووصفه ليوسف عطال وهشام بوداوي بأنهما “رجلان قذران”، كان ينزعج منهما لأن الجزائريين، حسب وصفه، هم “الأسوأ”، خاصة أثناء شهر رمضان عندما يقررون الصيام، وكان يطالبهم بالافطار خاصة أيام المباريات، ومن يرفض ذلك يحرمه من اللعب على غرار ما حدث مع الدولي الجزائري هشام بوداوي.
اللاعبون السود لم يسلموا بدورهم من الانتقاد والتهكم والاساءة حسب محتوى جلسات الاستماع أمام الشرطة من الأطراف الفاعلة في القضية، حيث كان غالتييه يعاملهم باحتقار كبير على حد تعبير المدافع السابق جان كلير توديبو الذي كان يوصف بأنه سلفي ومتطرف، ويتعرض للضغط حتى يفطر خلال شهر رمضان، حيث قدم محلل الفيديو الاسبق بالنادي شهادة أخرى في القضية مفادها أن غالتييه وصف اثنين من اللاعبين السود في فريق سانت ايتيان بأنهما “اثنان من كينغ كونغ”، وكان دائما يستهزئ بأصحاب البشرة السوداء والعرب والمسلمين أثناء التدريبات والمباريات. حتى المدير الرياضي السابق للنادي جوليان فونيير كشف في التحقيقات أنه راسل مالك النادي عندما لاحظ تصرفات المدرب مع لاعبيه ووقوفه ضد استقدام لاعبين مسلمين، خاصة عندما اقترح عليه لاعبا تركيا، فكان رده: “جوليان، ما زلت لا تفهم، لا أريد المزيد من السود أو العرب المسلمين”، لكن مالك النادي لم يأخذ رسالته بعين الاعتبار انطلاقا من وعيه بأن العنصرية أمر خطير، لكن الأخطر أن لا تندد بها حسب تعبيره في رسالته التي قدم منها نسخة للشرطة أثناء التحقيق، في حين لم تكشف صحيفة “ليكيب” عن مضمون شهادات اللاعبين الجزائريين بوداوي وعطال وبراهيمي، والتي ستكون على درجة كبيرة من الأهمية في ادانة المتهم أو تبرئة ذمته من تهمة التمييز والتحرش المعنوي.
التحقيقات كشفت في المقابل أن اللاعب الفرانكو جزائري أندي ديلور دافع عن غالتييه، وقال أنه لم يلحظ أي تمييز في تعامل المدرب مع اللاعبين، ولم يسبق له أن حرم أي لاعب من المشاركة في المباريات الرسمية بحجة صيام رمضان، بل كان يحدث ذلك لأسباب أخرى فنية وانضباطية حسب شهاداته في التحقيق، في حين نفى غالتييه في تصريحات صحافية سابقة كل التهم الموجهة اليه، وينتظر أن ينفيها مجددا في جلسة المحاكمة المقررة في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث اعتبرها انتقامية من لاعبين لم يكن يعتمد عليهم كثيرا في مباريات نادي نيس.
للتذكير فان المدرب غالتييه انتقل الى باريس سان جيرمان بعد مغادرته نادي نيس لكن ادارة النادي لم تلحظ عليه تصرفات عنصرية، ربما لأن عدد السود والمسلمين كان كبيرا، وملاك النادي قطريون مسلمون حريصون على عدم التمييز بين اللاعبين حسب لون بشرتهم أو ديانتهم، لذلك لم يجرؤ على الافصاح عن نزعته العنصرية، وبعد باريس انتقل الى قطر للاشراف على فريق الدحيل الذي يضم في صفوفه سودا ومسلمين وعربا، لا يجرؤ على التعامل معهم بشكل غير لائق.

إعلامي جزائري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية