هجوم إسرائيل على قنصلية إيران.. بين اختراق الحرس الثوري وقرار تل أبيب بتوسيع الحرب ضد رغبة واشنطن

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

استهدفت إسرائيل في ضربة قوية مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق، ولا يمكن فهم هذا الحادث الخطير بمعزل عن اختراق استخباراتي حقيقي للأجهزة الاستخباراتية للحرس الثوري أو الاستخبارات السورية. في الوقت ذاته، يؤكد رغبة الكيان الصهيوني توسيع دائرة الحرب لجر دول أخرى عربية وإسلامية وغربية.

واعتادت إسرائيل بين الحين والآخر ضرب أهداف عسكرية في سوريا تهم أساسا مخابئ الأسلحة وخاصة الصواريخ أو استهداف مسؤولين عسكريين إيرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله. غير أن هذه المرة ذهبت يوم الاثنين من الأسبوع الجاري الى نقطة خطيرة وهي ضرب القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق مما أدى الى مقتل 11 شخصا منهم 7 من الحرس الثوري. ورغم أن هذا الحادث يشكل خرقا حقيقيا للقوانين الدولية، تعمدته إسرائيل بشكل مستفز. وهذا الحادث الخطير يكشف عن معطيات أبرزها:

في المقام الأول، وقوع اختراق حقيقي في صفوف الحرس الثوري الإيراني بالدرجة الأولى من طرف الاستخبارات الغربية وإسرائيل،  لأن اجتماعا بهذه الأهمية وتشرف عليه إيران أمنيا رغم أنه في دمشق يتم تطويقه بسرية فائقة للغاية. وسبق وأن تبين مدى اختراق إسرائيل والولايات المتحدة لصفوف الحرس الثوري الإيراني سواء للحصول على معلومات أو تنفيذ عمليات الاغتيال. وكان الرئيس الإيراني الأسبق أحمد نجاد قد كشف يوم 12 يونيو 2021 أن رئيس قسم مكافحة إسرائيل في الاستخبارات الإيرانية كان جاسوسا لإسرائيل.

في المقام الثاني، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالنت في تصريحات الثلاثاء من الأسبوع الجاري إن إسرائيل ستضرب كل من يعمل ضدها في الشرق الأوسط.  وعلى إثر هذا الاعتداء العسكري ضد القنصلية، هل تصرفت إسرائيل بعد إخبار الولايات المتحدة؟ أم اتخذت القرار بمفردها؟

وقراءة المعطيات تبرز أن القيادة الإسرائيلية قد تكون تصرفت لوحدها أو أخبرت البيت الأبيض في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ العملية. إذ إن توجه واشنطن هو تفادي تمدد الحرب في الشرق الأوسط بسبب الحرب في أوكرانيا، وتعمل منذ سنوات على تفادي الاحتكاك العسكري مع القوات الإيرانية في الخليج العربي. كما أنها سحبت سفنا حربية منها حاملات طائرات من شرق المتوسط نهاية الشهر الماضي لاعتقادها بقرب هدنة شاملة بين حركة حماس وإسرائيل.

القرار الإسرائيلي هو العمل على تمديد الحرب لا سيما بعدما توصلت طيلة الشهور الماضية بعتاد عسكري متطور من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بما يعادل ما توصلت به طيلة العشر سنوات الماضية. وتدرك أن أي حرب مع حزب الله أو إيران بل حتى سوريا ستلقى الدعم العسكري والاستخباراتي بل والعمليات المباشرة من طرف الغرب. وكان البنتاغون قد رابطت بحاملات طائرات وسفن حربية أخرى ما بين طوفان الأقصى ومنتصف فبراير الماضي تحسبا لانخراط حزب الله في الحرب، واعترف الأمين العام للحزب حسن نصر الله بهذا المعطى.

في غضون ذلك، أكد المرشد علي خامنئي، ردا على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الايرانية بدمشق، أن “الكيان الصهيوني الخبيث سوف يندم على هذه الجريمة”، مضيفا أن “أبطالنا سيعاقبون الكيان الصهيوني”. ويبقى التساؤل، هل سترد إيران بشكل فوري أم ستتريث وترد في مكان ما تجنبا لمواجهة مباشرة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية