هآرتس.. آيزنكوت: العدو الأضعف في الشرق الأوسط ألحق بنا الضرر الأشد

حجم الخط
0

في اليوم التالي للهجوم الإيراني وصد الجيش والحلفاء الإقليميين الناجح له، لا يزال 133 مخطوفاً يذوون في أسر حماس. ليس صدفة أن اعترف الوزير غادي آيزنكوت أمس في مؤتمر المعهد الديمقراطي بأن “العدو الأضعف في الشرق الأوسط ألحق بها الضرر الأشد”. وقد أثنى على قدرات الجيش في وجه الهجوم الإيراني، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يكاد لا ينجح في الوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها الـ 133 مخطوفاً “الذين هم على مسافة ساعة وعشر دقائق من هنا”.

وبالفعل، حيال “العدو الأضعف”، إسرائيل نتنياهو ترفض الاستماع لأصدقائها في العالم وتجد نفسها منعزلة أكثر، بينما تبتعد عن صفقة تضمن عودة المخطوفين. هذا الرفض لا يمكن فهمه من خارج سياق رفض إسرائيل البحث في “اليوم التالي”، وأساساً السياق الشامل لحل المشكلة الفلسطينية.

ترسخ تحت سنوات حكم نتنياهو الطويلة فكره السياسي الذي قلب الهرم رأساً على عقب، وعلى رأسه الافتراض بأن الطريق إلى السلام في الشرق الأوسط يمر قبل كل شيء بحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. لقد دحر نتنياهو حل النزاع مع الفلسطينيين إلى نهاية الطابور، وحرص على ذلك من خلال تخريب مقصود لأي إمكانية في إقامة دولة فلسطينية، وذلك من خلال تنمية حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية. كما أن هرم التهديدات توافق بما يتناسب مع ذلك: بقدر ما كان التهديد بعيداً كان أكثر تهديداً واهتماماً. إسرائيل نتنياهو استخفت بتهديد حماس، وهو المفهوم الذي تحطم إلى شظايا قبل نصف سنة.

محظور السماح للمتطرفين الذين في الحكم أن يترجموا الإنجاز حيال إيران إلى وهم كاذب، لإسرائيل بموجبه قدرة وإسناد دولي لتعميق الحرب في غزة. الدرس الذي يجب على إسرائيل أن تستخلصه من ليل الهجوم الإيراني يتلخص بالحاجة للعمل بتنسيق مع حلفائها، وعلى رأسهم الرئيس بايدن. وحذار على إسرائيل أن تهاجم إيران بخلاف الموقف الأمريكي، وحذار أيضاً أن تهاجم رفح وتفقد الزخم الذي نشأ عقب الهجوم الإيراني. عليها استخدام النصر الموضعي على إيران والدفع قدماً الآن وبكل التصميم، بصفقة لتحرير المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة. لذا، عليها أن ترحب بالبحث في “اليوم التالي” مع حلفائها في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، وتحت رعايتهم.

بإجرامها وعدوانها غير المسبوقين، نجحت هجمة حماس في 7 أكتوبر في إعادة المشكلة الفلسطينية إلى رأس جدول الأعمال القومي والعالمي. محظور أن ينزاح الاهتمام القومي مرة أخرى عن النزاع المحلي، ومحظور ترك المخطوفين يندحرون إلى نهاية الطابور إلى جانب الفلسطينيين.

أسرة التحرير

 هآرتس 16/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية