نائب أمين سر مركزية فتح لـ”القدس العربي”: مباحثات القاهرة تشمل بحث تشكيل حكومة وحدة أو توافق وطني تحظى بقبول دولي

حجم الخط
0

غزة- “القدس العربي”: من المقرر أن تشرع الفصائل الفلسطينية الأسبوع المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، في بحث ملف الوحدة الوطنية، وفق رؤية جديدة، يتم خلالها تجاوز مرحلة الانتخابات البرلمانية التي جرى تأجيلها، والتي سببت وقتها انفجار الخلافات الداخلية.

ما يدور حاليا من رؤى حول الملف وفق المبادرة المصرية الشاملة لحل الملفات الفلسطينية، والتي قدمها مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، خلال زيارته لرام الله وغزة، يتركز على ضرورة إنهاء الانقسام بشكل عاجل، والذهاب نحو الاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة، والسير باتجاه تطبيق الشق الثاني من مخطط المصالحة السابق، وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية، تشرف على إدارة المرحلة القادمة، التي تتطلب وحدة في الموقف، لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور صبري صيدم نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح لـ”القدس العربي”، إن حركته “حريصة على لم الشمل الفلسطيني، والخروج من حالة المراوحة السياسية، باتجاه إعادة الإعمار، بعد لملمة الشمل الفلسطيني، وتوحيد الرؤي وإنعاش دور منظمة التحرير”.
وأكد صيدم أن فتح نريد التركيز على المستقبل الذي تريد فيه “حل سياسي دائم، وليس هدنة”، وأضاف: “الهدف ليس فقط وقف إطلاق النار، وإنما وقف حالة الحرب المستمرة، واستمرار الاحتلال”.

وأشار القيادي في حركة فتح إلى أن هذا الأمر “لن يأتي إلا من خلال موقف فتحاوي وموقف فصائلي يجمع عليه الجميع، تجاه إنهاء هذا المشهد حتى يكون الفتحاوي موحد، وقادر على رفع الصوت”.
وسألت “القدس العربي” نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، عن ملفات البحث في القاهرة، تجاه لملمة الشمل الفلسطيني، قال: “الحديث يدور في عدة اتجاهات”، وتابع: “حكومة الوحدة الوطنية أحد الخيارات، وحكومة الوفاق أحد الخيارات”، مشددا على أهمية حسم الأمر الفلسطيني في القاهرة، “حتى تكون هناك قناعة دولية بأن الفلسطيني أصبح جاهز”.
وأكد على أن “تسيس ملف إعادة الإعمار” سيكون خطأ كبيرا، لافتا إلى أن ذلك ربما سيجهضه، وسيدفع الثمن الشعب الفلسطيني ثمن هذه المراوحة.
وأكد على وجوب الخروج من نفق المراوحة، وقال: “نرى ونحن نقف على أرض غزة الحاجة للتحرك المباشر لإعادة الإعمار، ولملمة الجراح التي نفعلها الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي رده عما إذا كانت حركة فتح تضع شروطا لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، قال صيدم: “على الإطلاق نحن قلنا إن أي حكومة قادمة، جيب أن تحظى بقول المجتمع الدولي، حتى يتم التعامل معها، وحتى يتم إدارة الملف بحكمة نريدها جميعا”.
وفي السياق، أكد صيدم أن الحرب التي بدأها الاحتلال في قطاع غزة وفي اللد وفي الضفة الغربية “فرضت معادلة مختلفة تماما”، وتابع وهو يتحدث عن المستقبل السياسي: “الحديث لا يدور عن حل جزئي، وإنما عن حل سياسي شامل”، مشددة على ضرورة أن تحل القضية الفلسطينية من جذورها، وليس بالعودة إلى مربع المناورة السياسية، أو مربع الحروب.
وقال إن “الصراع سيستمر طالما لم يوجد عدل في هذه المنطقة، وطالما أن هناك إسرائيلي يعتبر أنه اكثر أهمية في هذه الحياة من حياة الشعب الفلسطيني”.
وكانت مصر وجهت دعوة للفصائل الفلسطينية، الثلاثاء، أي في اليوم التالي لانتهاء زيارة اللواء كامل، للاجتماع في القاهرة الأسبوع المقبل، من أجل الاتفاق على رؤية موحدة للتحرك الوطني وخطوات إنهاء الانقسام.
وحسب ما أعلن، فإنه تمت دعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية للاجتماع، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس.
ويناقش الاجتماع، وفق الصحيفة، الاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووحدة الصف الفلسطيني، ووضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
يشار إلى أن اللواء كامل زار غزة ورام الله، وكذلك تل أبيب، وعقد سلسلة اجتماعات، ناقش خلالها المخطط المصري لحل الملفات الفلسطيني التي يشرف الجانب المصري على الوساطة بها، وهي إلى جانب المصالحة الداخلية، ملفات إعمار غزة وتبادل الأسرى.

وأبدت كل من حركتي فتح وحماس، ارتياحها لنتائج زيارة اللواء كامل، وقد قال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار في ختام جولة الوفد المصري، إن اللقاءات في القاهرة ستكون عميقة وجادة، “من أجل ترتيب بيتنا الفلسطيني؛ لننهض وتجتمع المقاومة المسلحة وشرعية مؤسسات السلطة والعمل السلمي على طريق التحرير والعودة”.
ومن المحتمل أن تعقد وفود فتح وحماس، لقاءات ثنائية في القاهرة، قبل اللقاءات الشاملة، وقد أعلنت الأخيرة أن رئيس مكتبها السياسي سيرأس الوفد.

وخلال زيارة اللواء كامل تلقى الرئيس محمود عباس، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيها دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني بالفعل قبل القول، وقال إن “القضية ستبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، وحرص مصر على مقدرات الشعب الفلسطيني”، حيث وجّه خلالها الرئيس السيسي لدفع جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد.

وكان الرئيس محمود عباس، استقبل الأحد الماضي، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير اللواء عباس كامل والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء استعراض آخر المستجدات المتعلقة بالتهدئة الشاملة، وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف الحوار الوطني الفلسطيني، والأفق السياسي الذي يعتبر مدخلاً للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.

وكان الرئيس السيسي وجّه اللواء كامل، باستمرار الجهود والاجتماعات لحل مشكلة الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة حماس، وكذلك لدفع جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني مؤكدا على أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية