معاريف.. للجيش الإسرائيلي: أنتم على موعد مع “فيتنام أخرى” في قطاع غزة

حجم الخط
0

بعد أكثر من نصف سنة على حرب لا ترى نهايتها، وفي وقت يكون دخول الجيش الإسرائيلي المتوقع إلى رفح هدفاً سيوفر صورة نصر، يبدو الواقع مختلف تماماً.
الدخول إلى رفح، معقل حماس المحصن الأخير وكذا مكان جمع مخطوفينا، الذين سحبوا إلى هناك مع تيار المخربين الذين فروا إلى معركة البقاء الأخيرة، يرفع الخوف تعرض المخطوفين للخطر خصوصاً جراء مناورة الجيش الإسرائيلي.
إن من يوهم نفسه بأن رفح ستكون اللحظة الأخيرة لهذه الحرب والتي ستؤدي إلى تقويض حماس، لا يدرك بأن تصريح نتنياهو “أننا على مسافة خطوة من النصر” ليس سوى نكتة منقطعة عن الواقع.
مئات المخربين الذين نجوا من هجوم الجيش الإسرائيلي على مدى نصف سنة من الحرب انتشروا في أرجاء القطاع – من بيت لاهيا وبيت حانون شمالاً، حتى بني سهيلا وخان يونس جنوباً – سيطروا ويسيطرون على الأماكن التي خرج منها الجيش الإسرائيلي، ويخرجون من هناك للقيام بأعمال إرهاب، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون نحو بلدات الغلاف، ومنها عسقلان.
مخربون يعرفون المنطقة على نحو ممتاز، الأنفاق وفوهاتها، هم رأس متفجر، والمطلوب لنزعه تعاون من السكان المحليين غير المشاركين في الحرب، ويجب لتحقيق ذلك إقامة جهاز مدني يحل المشاكل الإنسانية ويهتم ويعالج المشاكل المدنية، كالطب، التعليم، والأمن الشخصي، والعمل.
بدون هذا الجهاز، سيصبح قطاع غزة صيغة أخرى من حرب فيتنام، التي تورط فيها الأمريكيون في حرب عصابات ضروس طوال تسع سنوات مع 58 ألف قتيل، وفي النهاية طووا ذيلهم وأعادوا قواتهم إلى الديار مع انتصار شمال فيتنام. هذا هو خطأ الحكومة الأكبر منذ 7 أكتوبر. فبدلاً من أن تقيم أجهزة السيطرة المدنية تلك، يتصرف الجيش الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة مثلما في الضفة، يدخل بقوات محدودة نسبياً لاستعراض القوة وضرب المخربين حسب المعلومات الاستخبارية، ويتعرض للإصابات دون أن يخلق ردعاً أو سيطرة.
هذه وصفقة مؤكدة للتورط، لأن هؤلاء المخربين الذين يعرفون المنطقة والجيش الإسرائيلي جيداً، سيتعلمون نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في القطاع، ما سيكلف ثمناً دموياً باهظاً وأليماً.
حين يرى السنوار ورفاقه بأن هناك من ينتظرهم خارج الأنفاق رغم تهديد دبابات ومروحيات وطائرات الجيش الإسرائيلي، سيبقون مؤمنين بقوتهم ونجاتهم في وجه هذا التهديد، وسيعودون ليسيطروا على قطاع غزة.
كما أسلفنا، يستمدون قوتهم من قدرتهم على السيطرة وقدرتهم التي لم يمس بها الجيش الإسرائيلي حتى اليوم رغم مرور نصف سنة من الحرب، وهو ما يدل على إخفاق هذه الحكومة التي لم تفهم ذلك على نحو صحيح حتى اليوم.
إن احتلال القطاع لا يكفي لتقويض حماس. فبدون عرض خطة مع أجهزة سيطرة مدنية، مع وضع أهداف للجيش الإسرائيلي دون عرضه على العالم وعلى مواطني إسرائيل وكذا سكان غزة، ما تعتزم دولة إسرائيل عمله وكيف واستخدام رفح كمركز للنجاة والخلاص – فإن هذا استمرار مباشر لسلوك هذه الحكومة الذليل الذي سيجعل قطاع غزة متلازمة لا حل لها لمئة سنة أخرى.
أفرايم غانور
معاريف 24/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية