لن تسمطَ الصواعق حضن رضيع

حجم الخط
0

النحلة
كلّ شعبةٍ من ساقِ شجرة
غصنٌ من قلبي،
لماذا جلَبتِ الديدانَ يا نحلة؟

حمائم
لن تتركَ الحمائمُ أبراجَها
لكيلا تنفقَ وينضبَ زيتُ البيت،
ويذوي الشمعُ في أوّلِ عاصفة
كانتِ الشمسُ بريقاً يضيءُ زقاقَ عينيك،
ولأنّكِ سقيتِ الكرومَ من مراكبِ السماء،
فلا تتركي الحصانَ يموتُ في مستنقعِ تماسيح..
وَيْ لحلمٍ لا ينيرُ ليلاً وشفق لا ينهبُ وردة.

أقليّات
أين العمالُ فهل غطسَ المركبُ في الزيت؟
جبالٌ تطأها أقليّات،
رصاصٌ يسمطُ أطفالاً
مثل معادنِ البريّة،
أين القطّةُ يا جنَّ الهور؟

الصقّارون
صار الكونُ النائي كونَ صقّارين،
فلا تعدو الغزلانُ في المروج،
ولا ترقصُ الطيورُ
في سماءٍ لا تكونُ الغيومُ أجنحتها.

البلاط
لو لمْ تثمرِ الكرومُ بين حديقةٍ وبستان
فاعلم أنَّ الأرضَ برّيّة،
لماذا لم أرَ بلاطاً ملكيّاً يسترُ الحدود؟
هذه الشمس كدغلِ الصحراء،
لا تكاد تسمقُ قطعاً
لا في النهارِ ولا في أديمه.

الفراشة
لا تصطادُ العناكبُ فرائسها
في صيفٍ يضارعُ ربيعاً،
كم حذّرتك يا فراشة
ألم أرسم نجمةً؟
الوردة سُملتْ عينها،
فهذا الغصن أخٌ لذلك الغصن

حكيم
سأشيحُ عن اللبوةِ وجهي،
لأرسمَ طريقَ الجنّةِ في الأحراج..
لا أسمعُ المزاميرَ في الهجير،
ولا أهوى نيزكاً لا يلمع..
لقد ذهبت بخيالكَ بعيداً
كحكيمٍ سجرَ التنّورَ ورصدَ الزلازل.

زوارق
الأحصنةُ في العنابرِ يا قمرَ المدائن،
مطرٌ في الأوحالِ يفيضُ كدموعِ تماسيح،
هكذا مثلما تنفق الأسماكُ في الأرخبيلات،
تنفق البطوطُ في صيفٍ بارد،
فتجرفُ الرمالُ زوارقنا تحت سماءِ البحر

الغرانيق
الحياةُ نقطةٌ على رفِّ مكتبة،
فلن تسمطَ الصواعقُ حضنَ رضيع،
ها هنا رأيت شجرةً تمشي،
ثمّ رأيت نجوماً على التلّ
ها هنا رقصَتِ الغرانيق،
ثمّ دقَّ جرسُ الغروبِ على إيقاعِ دمىً.

أوعار الطريق
فلو طارَ الطائرُ في نهارِ الزيت
فوق أوعار طحالبِ البحر،
لو سفَّ الطائرُ في دمي
لصرخت كتمثالٍ عظيم.

كاتب وشاعر عراقي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية