كورتوا وغافي ونجوم لامعة خارج «يورو 2024»!

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي ينتظر فيه عشاق كرة القدم الجميلة ركلة بداية بطولة كأس أمم أوروبا في ألمانيا 2024، يعيش بعض نجوم ومشاهير اللعبة لحظات صعبة ومعقدة، وبالأخص الذين يعانون من إصابات طويلة الأجل، على إثرها تكاد تتبخر أحلامهم في تمثيل بلادهم في نهائيات اليورو، والبعض الآخر ما زال يسابق الزمن، على أمل أن يستعيد كامل لياقته البدنية قبل اختيار القائمة المسافرة إلى وطن الماكينات الفارهة للمشاركة في أعرق بطولات القارة العجوز على مستوى المنتخبات، وفي هذا التقرير نستعرض معا أبرز النجوم الذين قد لا نتمكن من مشاهدتهم في اليورو المنتظر.

المدافع الأنيق

واحد من أشهر المدافعين الذين تأكد غيابهم عن البطولة، هو جوكر دفاع ريال مدريد وقائد منتخب النمسا ديفيد آلابا، الذي تعرض لإصابة سيئة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي للركبة، وحدث ذلك عشية أعياد الميلاد في ديسمبر / كانون الأول الماضي في مباراة ريال مدريد ضد فياريال على مستوى الليغا، ومعها أصبحت مشاركته مع منتخب بلاده في اليورو أشبه بالمستحيل، نظرا الى حاجته لثمانية أشهر على أقل تقدير من أجل التعافي بشكل كامل من العملية الجراحية، أو بالأحرى لن يكون متاحا لركل الكرة قبل بداية موسم 2024-2025. وبدرجة أقل زميله في «سانتياغو بيرنابيو» تيبو كورتوا، الذي تعرض لنفس الإصابة المروعة في بداية الموسم، لكنه تمكن مؤخرا من التغلب عليها، حتى أنه كان مرشحا بقوة للعودة مرة أخرى إلى عرينه في النادي الميرينغي بعد عطلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الأخيرة، وذلك قبل أن يعود إلى المربع صفر، بانتكاسة أخرى على مستوى الغضروف المفصلي الداخلي الأيمن في مثل هذه الأيام من الشهر الماضي، وعلى إثرها خضع لعملية جراحية في اليوم التالي، وحتى وقت كتابة هذه الكلمات، تبدو فرصه في المشاركة في اليورو ضئيلة للغاية، إما لصعوبة تعافيه من الجراحة الجديدة وعودته الى المشاركة قبل نهاية الموسم، وإما لخلافه القائم مع مدرب منتخب «الشياطين الحمر» دومينيكو تيديسكو، الذي تسبب في اعتذار الحارس عن المشاركة أمام إستونيا في تصفيات اليورو الصيف الماضي، لعدم حصوله على شارة القيادة في هذه المباراة، وعنها قال المدرب في آخر حديث مع الصحافيين في عطلة مارس/ آذار الماضي: «لقد بذلت قصارى جهدي لأخذه إلى بطولة أوروبا هذا الصيف، لكن آخر شيء سمعته هو أنه لم يشعر بأنه مستعد للذهاب. كان الأمر واضحا وصادقا من جانبه»، ليرد الحارس عبر حساباته الشخصية، بوصف مدرب المنتخب بالكاذب، كمؤشر أو علامة، لصعوبة لحاق كورتوا باليورو، حتى لو حدثت المعجزة وشفي من الإصابة وعاد إلى قمة مستواه قبل البطولة.

جوهرة برشلونة

في إسبانيا، دفع موهوب برشلونة غافي، فاتورة باهظة الثمن، بعد إشراكه في مباراة بلا معنى أمام جورجيا في تصفيات اليورو، وذلك بعد 3 أيام من مشاركته لمدة 90 دقيقة كاملة أمام قبرص، في المباراة التي حسمت تأهل إسبانيا بشكل رسمي إلى البطولة الأوروبية، وهو ما جعل النادي الكتالوني يلقي باللوم على مدرب المنتخب لويس دي لافوينتي، وتحميله بمفرده مسؤولية الإصابة السيئة التي تعرض لها لاعب الوسط المراهق، بقطع في الرباط الصليبي الأمامي للركبة اليمنى، وإصابة أخرى مرتبطة بالغضروف المفصلي الجانبي، ليتأكد غيابه عن اليورو بنسبة 100%، وربما يمتد غيابه لنهاية العام الميلادي الحالي، ومع ذلك، يرفض المدرب الاتهام الموجه إليه بأنه السبب في الإصابة التي ألمت بالشاب، كونه كان معرضا لخطر الإرهاق شأنه شأن أغلب جواهر «لا ماسيا»، الذين تدهورت مسيرتهم في سن مبكرة، وعلى رأسهم أنسو فاتي، وبدرجة أقل بيدري، الذي يعيش نفس التهديد في الوقت الحالي، بعد نجاته بأعجوبة من توابع الإرهاق في فترة ما بعد جائحة كورونا، وفي دفاعه عن نفسه من اتهام جمهور برشلونة، قال دي لافوينتي في آخر معسكر للماتادور: «اللاعب كان جاهزا تماما للعب، ومثل هذه الإصابات يمكن أن تحدث في أي موقف، كان حادثا ومن سوء الحظ أسفر عن إصابة سيئة»، لكن في كل الأحوال، تأكد غياب غافي عن منتخب إسبانيا الأول في اليورو، وربما لنهاية العام الميلادي الحالي، وفقا لما جاء في بيان اتحاد كرة القدم الإسباني في إعلان تفاصيل الكارثة للنادي الكتالوني وجماهيره.

قائمة عريضة

تشمل قائمة نجوم ومشاهير اللعبة الغائبين عن البطولة الأوروبية، المدافع الأيمن لنادي تشلسي والمنتخب الإنكليزي ريس جيمس، الذي صدم المشجعين في منشور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي في فبراير/ شباط الماضي، بتجدد مشاكله على مستوى أوتار الركبة، من دون أن يكشف هو أو مدربه في الفريق اللندني ماوريسيو بوتشيتينو عن أي تفاصيل بخصوص موعد عودته، فقط مدرب المنتخب غاريث ساوثغيت قال في آخر لقاء صحافي في معسكر الشهر الماضي: «نأمل بأن يخوض بعض المباريات قبل بطولة أوروبا، لكن السؤال المحير هو: هل سيستطيع أن يلعب 7 مباريات في أقل من شهر بعد عودته من الإصابة؟ من خلال معرفتي بسجل إصاباته في السنوات القليلة الماضية، أتصور أن الأمر سيكون معقدا، لكنه لاعب من الطراز العالمي ويمكنه تقديم شيء مهم ولا شك في ذلك»، ما يعني أن مدافع تشلسي سيكون بحاجة لإقناع المدرب بمخاطرة ضمه إلى القائمة، في الوقت الذي اكتفى فيه بالمشاركة مع فريقه في 9 مباريات فقط منذ بداية الموسم، كما هو الحال بالنسبة لزميله في «ستامفورد بريدج» كريستوفر نكونكو، الذي تضاءلت فرصه هو الآخر في المشاركة مع فرنسا في اليورو، بسبب لعنة الإصابات التي غالبا لا تفارقه منذ قدومه من ألمانيا في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، والتي كانت سببا في تأخر ظهوره الأول بالقميص الأزرق حتى فترة عيد الميلاد، قبل أن تتجدد معاناته بشكوى على مستوى الفخذ وأخرى في أوتار الركبة، لكن ما زالت أمامه الفرصة لاستغلال المباريات المتبقية على انتهاء الموسم، وإلا سيكتفي بمشاهدة كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وباقي رفاقه يدافعون عن علم الديوك.
هناك أيضا لاعب المنتخب الإيطالي دومينيكو بيراردي، الذي أصيب بتمزق كامل في وتر إخيليس (وتر العرقوب) في أول ظهور بعد تعافيه من إصابته في الغضروف مطلع الشهر الماضي، لتصبح مشاركته في مهمة الحفاظ على اليورو شبه مستحيلة، في ظل حاجته لنصف عام على أقل تقدير للتخلص من هذه الإصابة القاتلة، ومعه مواطنه المحترف في صفوف نيوكاسل يونايتد ساندرو تونالي، الذي خطف الأنظار ببدايته الواعدة بعد انتقاله المفاجئ من ميلان إلى جيوش المدينة، قبل أن تتم معاقبته بالإيقاف لمدة 10 أشهر، لمشاركته في واحدة من أكبر فضائح المراهنات التي ضربت جنة كرة القدم منذ ثمانينات القرن الماضي، وكذا مدافع نيوكاسل يونايتد زفن بوتمان، الذي انضم لقائمة المصابين بقطع في الرباط الصليبي، حيث تأكد غيابه عن منتخب هولندا في اليورو. وفي إنكلترا، ما زالت الشكوك تحوم حول مشاركة الظهير الأيسر المتعدد الاستخدامات لوك شو، بسبب إصابته العضلية التي تعيقه عن اللعب بأريحية منذ فبراير/ شباط الماضي، ومع ذلك، يتردد على نطاق واسع، بأن صاحب الـ28 عاما، لم يفقد الأمل في تأمين مكانه ضمن القائمة المسافرة مع ساوثغيت إلى الأراضي الألمانية.
وبعيدا عن لعنة الإصابات، يواجه جناح تشلسي رحيم ستيرلينغ، سباقا مع الزمن لإقناع المدرب بالتخلي عن نجم مانشستر سيتي فل فودن أو صانع ألعاب أرسنال بوكايو ساكا في اليورو، رغم أن رحيم يقدم واحدا من أفضل مواسمه في السنوات الأخيرة مع البلوز، بمشاركته في صنع وتسجيل 15 هدفا حتى الآن، فيما يتجاهل المدافع الأيمن لآرسنال بن وايت، دعوات ساوثغيت، آخرها اعتذاره عن التواجد في المعسكر الخاص بمواجهتي البرازيل وبلجيكا الشهر الماضي، بسبب الخلاف القديم بينهما منذ خروج المدافع من حسابات المدرب في مونديال قطر 2022، وهو القرار الذي أثار غضب واستياء مدرب «الأسود الثلاثة»، وعلق عليه قائلا: «بالنسبة لي هذا عار كبير، عموما هو غير متاح لنا ولا توجد مشكلة بيننا على الإطلاق»، فهل يا ترى ستنضم أسماء أخرى إلى هذه القائمة؟ هذا ما سنعرفه قريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية